الخامس من شعب الايمان وهو باب في ان القدر خيره وشره من الله عز وجل


تفسير

رقم الحديث : 178

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ الْخَيَّاطَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ ذَا النُّونِ ، يَقُولُ : " ثَلاثَةٌ مِنْ عَلامَاتِ التَّوْفِيقِ : الْوُقُوعُ فِي أَعْمَالِ الْبِرِّ بِلا اسْتِعْدَادٍ لَهُ ، وَالسَّلامَةُ مِنَ الذَّنْبِ مَعَ الْمَيْلِ إِلَيْهِ ، وَقِلَّةُ الْهَرَبِ مِنْهُ ، وَاسْتِخْرَاجُ الدُّعَاءِ وَالابْتِهَالِ ، وَثَلاثَةٌ مِنَ عَلامَاتِ الْخِذْلانِ : الْوُقُوعِ فِي الذَّنْبِ مَعَ الْهَرَبِ مِنْهُ ، وَالامْتِنَاعُ مِنَ الْخَيْرِ مَعَ الاسْتِعْدَادِ لَهُ ، وَانْغِلاقُ بَابِ الدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ " ، قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَقَدْ رَوَيْنَا فِي هَذِهِ الْمَسَائِلِ مَا جَاءَ فِي الأَخْبَارِ ، وَالآثَارِ فِي كِتَابِ الْقَدَرِ ، وَأَجَبْنَا عَمَّا يَحْتَجُّونَ بِهِ مِنَ الآيَاتِ وَالأَخْبَارِ ، وَاقْتَصَرْنَا عَلَى مَا نَقَلْنَا فِي هَذَا الْكِتَابِ نَحْوَ الاخْتِصَارِ ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ ، وَمِمَّا يَحِقُّ مَعْرِفَتُهُ فِي هَذَا الْبَابِ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لا يَجِبُ عَلَيْهِ شَيْءٌ ، وَلا عِلَّةٌ لِصَنْعَه ، وَلا يُقَالُ : لِمَ فَعَلَ ، لأَنَّهُ لَوْ كَانَ لِفِعْلِهِ عِلَّةٌ ، فَإِنْ كَانَتْ قَدِيمَةً اقْتَضَتْ قِدَمَ مَعْلُولِهَا ، وَذَلِكَ مُحَالٌ ، وَإِنْ كَانَتْ حَادِثَةً كَانَتْ لَهَا عِلَّةٌ أُخْرَى ، وَلِتِلْكَ الْعِلَّةِ عِلَّةٌ أُخْرَى حَتَّى تؤَدِّيَ إِلَى مَا لا يَتَنَاهَى ، وَذَلِكَ مُحَالٌ ، وَإِنِ اسْتَغْنَتِ الْعِلَّةُ عَنِ الْعِلَّةِ اسْتَغْنَى الْحَوَادِثُ عَنِ الْعِلَّةِ ، وَذَلِكَ مُحَالٌ ، فَدَلَّ أَنَّ رَبَّنَا جَلَّ وَعَزَّ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ لا عِلَّةَ لِفِعْلِهِ ، وَلا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ، وَأَنَّهُ عَلِمَ فِي الأَزَلِ مَا يَكُونُ مِنَ الْحَوَادِثِ بِخَلْقِهِ ، فَقَدَّرَهُ عَلَى مَا لَمْ يَزَلْ عَالِمًا بِهِ ، ثُمَّ خَلْقَهُ عَلَى مَا قَدَّرَهُ ، فَلا تَبْدِيلَ لِحُكْمِهِ ، وَلا مَرَدَّ لِقَضَائِهِ ، وَفِي الإِيمَانِ بِهِ وُجُوبُ التَّبَرِّي مِنَ الْحَوْلِ ، وَالْقُوَّةِ إِلا إِلَيْهِ ، وَالاسْتِسْلامُ لِلْقَضَاءِ ، وَالْقَدَرِ بِالْقَلْبِ وَاللِّسَانِ ، أَمَّا بِالْقَلْبِ : بِأَنْ لا يَنْظُرَ ، وَلا يُبَاشِرَ مِمَّا يَجْرِي بِهِ الْقَضَاءُ مِمَّا يُوَافِقُهُ ، وَلا يَأْسَفَ ، وَلا يَحْزَنَ لِمَا يَأْتِي بِهِ الْقَضَاءُ مِمَّا لا يُوَافِقُهُ . وَأَمَّا بِاللِّسَانِ : فَهُوَ أَنْ لا يَفْتَخِرَ بِمَا يُعْجِبُهُ عَلَى غَيْرِهِ ، وَلا يَنْسُبَ ذَلِكَ إِلَى سَبَبٍ يَكُونُ مَرْجِعُهُ إِلَى نَفْسِهِ ، وَلا يَتَضَجَّرَ مِمَّا يَسُوءُهُ فِعْلَ مَنْ يَشْكُو أَحَدًا أَوْ يَنْسُبُهُ إِلَى ظُلْمٍ أَصَابَهُ مِنْ قِبَلِهِ ، لَكِنْ يُضِيفُ الأَمْرَيْنِ إِلَى اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ، وَيَنْسُبُهُمَا إِلَى فَضْلِهِ ، وَقَدْرِهِ وَيَذْعَنُ ، وَيَسْتَسْلِمُ لِمَا يَكْرَهُهُ ، وَيَحْمَدُ اللَّهَ عَلَى مَا يَسُرُّهُ ، قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَقَدْ رَوَيْنَا أَحَادِيثَ ، وَحِكَايَاتٍ فِي التَّرْغِيبِ فِي الاسْتِسْلامِ لِلْقَضَاءِ ، وَالْقَدَرِ ، وَالتَّبَرِّي مِنَ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ مِنْ ذَلِكَ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.