وَرُوِّينَا فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَ الرُّؤْيَةِ ، قَالَ : " فَيَلْقَى الْعَبْدَ ، فَيَقُولُ : أَيْ فُلُ ، أَلَمْ أُكْرِمْكَ وَأُسَوِّدْكَ ، وَأُزَوِّجْكَ ، وَأُسَخِّرْ لَكَ الْخَيْلَ وَالإِبِلَ ، وَأَذَرْكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ ؟ قَالَ : فَيَقُولُ : بَلَى ، أَيْ رَبِّ ، قَالَ : فَيَقُولُ : أَظَنَنْتَ أَنَّكَ مُلاقِيَّ ؟ فَيَقُولُ : لا ، فَيَقُولُ : إِنِّي الْيَوْمَ أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي ، ثُمَّ يَلْقَى الثَّانِيَ ، فَيَقُولُ : أَيْ فُلْ ! فَذَكَرَ فِي السُّؤَالِ ، وَالْجَوَابِ مِثْلَ الأَوَّلِ ، ثُمَّ يَلْقَى الثَّالِثَ ، فَيَقُولُ : مِثْلَ ذَلِكَ ، فَيَقُولُ : آمَنْتُ بِكَ ، وَبِكِتَابِكَ ، وَبِرَسُولِكَ ، وَصَلَّيْتُ ، وَصُمْتُ ، وَتَصَدَّقْتُ ، فَيُقَالُ : الآنَ نَبْعَثُ شَاهِدَنَا عَلَيْكَ فَيُفَكِّرُ فِي نَفْسِهِ مَنِ الَّذِي يَشْهَدُ عَلَيْهِ ، فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ ، وَيُقَالُ لِفَخِذِهِ انْطِقِي ! فَتَنْطِقُ فَخِذُهُ ، وَلَحْمُهُ ، وَعَظْمُهُ بِعَمَلِهِ مَا كَانَ ذَلِكَ لِيُعْذِرَ مِنْ نَفْسِهِ ، وَذَلِكَ الْمُنَافِقُ ، وَذَلِكَ الَّذِي سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِ " ، أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، ثنا الْحُمَيْدِيُّ ، ثنا سُفْيَانُ ، ثنا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَهُوَ مُخَرَّجٌ فِي كِتَابِ مُسْلِمٍ ، وَفِيهِ دَلالَةٌ عَلَى أَنَّ بَعْضَهُمْ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ ، وَبَعْضُهُمْ يُنْكِرُ فَيُخْتَمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ ، وَتَشْهَدُ عَلَيْهِمْ سَائِرُ جَوَارِحِهِمْ ، وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ هَذَا الإِنْكَارِ مِنَ الْمُنَافِقِينَ كَمَا فِي خَبَرِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ مِنْهُمْ ، وَمِمَّنْ شَاءَ اللَّهُ ، وَمِنْ سَائِرِ الْكَافِرِينَ حِينَ رَأَوْا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَغْفِرُ اللَّهُ لأَهْلِ الإِخْلاصِ ذُنُوبَهُمْ ، لا يَتَعَاظَمُ عَلَيْهِ ذَنْبٌ أَنْ يَغْفِرَهُ ، وَلا يَغْفِرُ الشِّرْكَ ، قَالُوا : إِنَّ رَبَّنَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ ، وَلا يَغْفِرُ الشِّرْكَ ، فَتَعَالَوْا حَتَّى نَقُولَ : إِنَّا كُنَّا أَهْلَ ذُنُوبٍ ، وَلَمْ نَكُنْ مُشْرِكِينَ ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : " أَمَا إِذْ كَتَمُوا الشِّرْكَ فَاخْتِمُوا عَلَى أَفْوَاهِهِمْ ، فَيُخْتَمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ ، فَتَنْطِقُ أَيْدِيهِمْ ، وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " ، فَعِنْدَ ذَلِكَ عَرَفَ الْمُشْرِكُونَ أَنَّ اللَّهَ لا يَكْتُمُ حَدِيثًا ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا سورة النساء آية 42 ، وَهَذَا فِيمَا رُوِّينَا ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَذَكَرَهُ ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا سورة الزلزلة آية 4 ، وَرُوِّينَا ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، مَرْفُوعًا أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ ، فَقَالَ : " أَنْ تَشْهَدَ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ وَأَمَةٍ بِمَا عَمِلُوا عَلَى ظَهْرِهَا ، فَتَقُولُ : عَمِلَ كَذَا وَكَذَا فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ أَخْبَارُهَا " ، وَدَلَّتِ الأَخْبَارُ عَنْ سَيِّدِنَا الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَنَّ كَثِيرًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، وَكَثِيرًا مِنْهُمْ يُحَاسَبُونَ حِسَابًا يَسِيرًا ، وَكَثِيرًا مِنْهُمْ يُحَاسَبُونَ حِسَابًا شَدِيدًا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبِيهِ | أبو صالح السمان | ثقة ثبت |
سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ | سهيل بن أبي صالح السمان | ثقة |
سُفْيَانُ | سفيان بن عيينة الهلالي | ثقة حافظ حجة |
الْحُمَيْدِيُّ | الحميدي عبد الله بن الزبير / توفي في :219 | ثقة حافظ أجل أصحاب ابن عيينة |
بِشْرُ بْنُ مُوسَى | بشر بن موسى الأسدي | الإمام الحافظ الثقة |
أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ | أحمد بن إسحاق الصبغي | ثقة ثبت |
أَبِي هُرَيْرَةَ | أبو هريرة الدوسي / توفي في :57 | صحابي |
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ | الحاكم النيسابوري / ولد في :321 / توفي في :405 | ثقة حافظ |