السابع من شعب الايمان وهو باب في الايمان بالبعث والنشور بعد الموت


تفسير

رقم الحديث : 249

وَرُوِّينَا فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَ الرُّؤْيَةِ ، قَالَ : " فَيَلْقَى الْعَبْدَ ، فَيَقُولُ : أَيْ فُلُ ، أَلَمْ أُكْرِمْكَ وَأُسَوِّدْكَ ، وَأُزَوِّجْكَ ، وَأُسَخِّرْ لَكَ الْخَيْلَ وَالإِبِلَ ، وَأَذَرْكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ ؟ قَالَ : فَيَقُولُ : بَلَى ، أَيْ رَبِّ ، قَالَ : فَيَقُولُ : أَظَنَنْتَ أَنَّكَ مُلاقِيَّ ؟ فَيَقُولُ : لا ، فَيَقُولُ : إِنِّي الْيَوْمَ أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي ، ثُمَّ يَلْقَى الثَّانِيَ ، فَيَقُولُ : أَيْ فُلْ ! فَذَكَرَ فِي السُّؤَالِ ، وَالْجَوَابِ مِثْلَ الأَوَّلِ ، ثُمَّ يَلْقَى الثَّالِثَ ، فَيَقُولُ : مِثْلَ ذَلِكَ ، فَيَقُولُ : آمَنْتُ بِكَ ، وَبِكِتَابِكَ ، وَبِرَسُولِكَ ، وَصَلَّيْتُ ، وَصُمْتُ ، وَتَصَدَّقْتُ ، فَيُقَالُ : الآنَ نَبْعَثُ شَاهِدَنَا عَلَيْكَ فَيُفَكِّرُ فِي نَفْسِهِ مَنِ الَّذِي يَشْهَدُ عَلَيْهِ ، فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ ، وَيُقَالُ لِفَخِذِهِ انْطِقِي ! فَتَنْطِقُ فَخِذُهُ ، وَلَحْمُهُ ، وَعَظْمُهُ بِعَمَلِهِ مَا كَانَ ذَلِكَ لِيُعْذِرَ مِنْ نَفْسِهِ ، وَذَلِكَ الْمُنَافِقُ ، وَذَلِكَ الَّذِي سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِ " ، أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، ثنا الْحُمَيْدِيُّ ، ثنا سُفْيَانُ ، ثنا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَهُوَ مُخَرَّجٌ فِي كِتَابِ مُسْلِمٍ ، وَفِيهِ دَلالَةٌ عَلَى أَنَّ بَعْضَهُمْ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ ، وَبَعْضُهُمْ يُنْكِرُ فَيُخْتَمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ ، وَتَشْهَدُ عَلَيْهِمْ سَائِرُ جَوَارِحِهِمْ ، وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ هَذَا الإِنْكَارِ مِنَ الْمُنَافِقِينَ كَمَا فِي خَبَرِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ مِنْهُمْ ، وَمِمَّنْ شَاءَ اللَّهُ ، وَمِنْ سَائِرِ الْكَافِرِينَ حِينَ رَأَوْا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَغْفِرُ اللَّهُ لأَهْلِ الإِخْلاصِ ذُنُوبَهُمْ ، لا يَتَعَاظَمُ عَلَيْهِ ذَنْبٌ أَنْ يَغْفِرَهُ ، وَلا يَغْفِرُ الشِّرْكَ ، قَالُوا : إِنَّ رَبَّنَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ ، وَلا يَغْفِرُ الشِّرْكَ ، فَتَعَالَوْا حَتَّى نَقُولَ : إِنَّا كُنَّا أَهْلَ ذُنُوبٍ ، وَلَمْ نَكُنْ مُشْرِكِينَ ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : " أَمَا إِذْ كَتَمُوا الشِّرْكَ فَاخْتِمُوا عَلَى أَفْوَاهِهِمْ ، فَيُخْتَمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ ، فَتَنْطِقُ أَيْدِيهِمْ ، وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " ، فَعِنْدَ ذَلِكَ عَرَفَ الْمُشْرِكُونَ أَنَّ اللَّهَ لا يَكْتُمُ حَدِيثًا ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا سورة النساء آية 42 ، وَهَذَا فِيمَا رُوِّينَا ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَذَكَرَهُ ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا سورة الزلزلة آية 4 ، وَرُوِّينَا ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، مَرْفُوعًا أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ ، فَقَالَ : " أَنْ تَشْهَدَ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ وَأَمَةٍ بِمَا عَمِلُوا عَلَى ظَهْرِهَا ، فَتَقُولُ : عَمِلَ كَذَا وَكَذَا فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ أَخْبَارُهَا " ، وَدَلَّتِ الأَخْبَارُ عَنْ سَيِّدِنَا الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَنَّ كَثِيرًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، وَكَثِيرًا مِنْهُمْ يُحَاسَبُونَ حِسَابًا يَسِيرًا ، وَكَثِيرًا مِنْهُمْ يُحَاسَبُونَ حِسَابًا شَدِيدًا .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبِيهِ

ثقة ثبت

سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ

ثقة

سُفْيَانُ

ثقة حافظ حجة

الْحُمَيْدِيُّ

ثقة حافظ أجل أصحاب ابن عيينة

بِشْرُ بْنُ مُوسَى

الإمام الحافظ الثقة

أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ

ثقة ثبت

أَبِي هُرَيْرَةَ

صحابي

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

ثقة حافظ

Whoops, looks like something went wrong.