العاشر من شعب الايمان وهو باب في محبة الله عز وجل


تفسير

رقم الحديث : 342

وَذَلِكَ فِيمَا أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو الْحَسَنِ الْعَلاءُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْهُ أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الأسْفَرَايِينِيُّ الإِمَامُ ، أنبا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ الْحَسَنِ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَابِتٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ الْهُذَيْلِ ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الآيَةِ : " تَعْرُجُ سورة المعارج آية 4 ، يَعْنِي : تَصْعَدُ الْمَلائِكَةُ سورة المعارج آية 4 ، مِنَ السَّمَاءِ إِلَى سَمَاءٍ إِلَى الْعَرْشِ ، وَالرُّوحُ سورة المعارج آية 4 ، يَعْنِي جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، إِلَيْهِ سورة المعارج آية 4 ، مِنَ الدُّنْيَا ، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ سورة المعارج آية 4 ، عِنْدَكُمْ يَا بَنِي آدَمَ ، خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ سورة المعارج آية 4 ، يَعْنِي بِقَوْلِهِ : فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ سورة المعارج آية 4 ، يَقُولُ : وَلَوْ وَلِيَ حِسَابَ الْخَلائِقِ ، وَعَرَضَهُمْ غَيْرِي لَمْ يَفْرُغْ مِنْهُ إِلا فِي مِقْدَارِ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، فَإِذَا أَخَذَ اللَّهُ فِي عَرْضِهِمْ يَفْرُغُ اللَّهُ مِنْهُ فِي مِقْدَارِ نِصْفِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا فَلا يَنْتَصِفُ ذَلِكَ الْيَوْمُ حَتَّى يَسْتَقِرَّ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ ، وَأَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلا سورة الفرقان آية 24 ، يَقُولُ : لَيْسَ مَقِيلُهُمْ كَمَقِيلِ أَهْلِ النَّارِ " ، وَإِلَى مَعْنَى هَذَا ذَهَبَ الْكَلْبِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ الَّذِي يَرْوِيهِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، يَعْنِي لَوْ وَلِيَ مُحَاسَبَةَ الْعِبَادِ غَيْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، لَمْ يَفْرُغْ مِنْهُ فِي خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَرُوِّينَا عَنِ الْفَرَّاءِ ، أَنَّهُ قَالَ : فِي هَذِهِ الآيَةِ ، يَقُولُ : لَوْ صَعِدَ غَيْرُ الْمَلائِكَةِ لَصَعِدُوا فِي قَدْرِ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ . وَإِلَى مَعْنَى هَذَا ذَهَبَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ ، وَقَالَ : التَّقْدِيرُ إِنَّمَا هُوَ لِعُرُوجِ الْمَلائِكَةِ ، وَالرُّوحِ مِنَ الأَرْضِ يَعْنِي إِلَى الْعَرْشِ ، وَقَدْ قَالَ : فِي غَيْرِ هَذِهِ الآيَةِ : يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ سورة السجدة آية 5 ، فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى أَنَّهَا تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ، ثُمَّ تَعْرُجُ مِنَ الأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا مِنْ يَوْمِهَا ، فَتَقْطَعُ مَا لوِ احْتَاجَ النَّاسُ إِلَى قَطْعِهَا مِنَ الْمَسَافَةِ ، لَمْ يَقْطَعُوهَا إِلا فِي أَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ، وَيَنْزِلُ مِنْ عِنْدِ الْعَرْشِ إِلَى الأَرْضِ ، ثُمَّ يَعْرُجُ مِنْهَا إِلَيْهِ مِنْ يَوْمِهَا ، وَلَوِ احْتَاجَ النَّاسُ إِلَى قَطْعِ هَذَا الْمِقْدَارِ مِنَ الْمَسَافَةِ لَمْ يَقْطَعُوهَا إِلا فِي خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ، وَلَيْسَ هَذَا مِنْ تَقْدِيرِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ بِسَبِيلٍ ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ صِلَةِ قَوْلِهِ : ذِي الْمَعَارِجِ ، وَقَوْلِهِ : إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا { 6 } وَنَرَاهُ قَرِيبًا { 7 } سورة المعارج آية 6-7 ، عَادَ إِلَى ذِكْرِ الْعَذَابِ الَّذِي وَصَفَهُ فِي أَوَّلِ السُّورَةِ ، وَأَكَّدَ هَذَا فَمَا حُكِيَ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، أَنَّهُ قَالَ : مَا بَيْنَ الأَرْضِ وَالْعَرْشِ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مِنْ أَيَّامِنَا وَشُهُورِنَا وَسِنِينَا ، قَالَ : وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ إِنَّ الْمَلائِكَةَ كَانَتْ تَسْتَطِيعُ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَنْ تَنْزِلَ إِلَى الأَرْضِ مِنْ أَعْلَى مَقَامٍ لَهُمْ فِي السَّمَوَاتِ وَفَوْقَهَا ، ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ ، فَأَمَّا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ ، إِمَّا لأَنَّ السَّمَوَاتِ إِذَا طُوِيَتْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ يَوْمَئِذٍ مِصْعَدٌ يُقْرَوْنَ فِيهِ ، وَإِمَّا لِمَا يُشاهِدُونَ مِنْ عَظَمَةِ اللَّهِ ، وَشِدَّةِ غَضَبِهِ ذَلِكَ الْيَوْمَ عَلَى أَهْلِ الْعِنَادِ مِنْ عِبَادِهِ ، فَيَفْتُرُ قُوَاهُمْ فَيَحْتَاجُونَ إِلَى الْعُرُوجِ إِلَى مُدَّةٍ أَطْوَلَ مِمَّا كَانُوا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ مِنْهَا قَبْلَهُ فَقَدَّرَ اللَّهُ ذَلِكَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، عَلَى مَعْنَى أَنَّ غَيْرَهُمْ لَوْ قَطَعَهَا لَمْ يَقْطَعْهَا إِلا فِي خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، وَهَكَذَا كَمَا جَاءَتْ بِهِ الأَخْبَارُ مِنْ أَنَّ الْعَرْشَ عَلَى كَوَاهِلِ أَرْبَعَةٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ ، ثُمَّ أَخْبَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَمَانِيَةً ، وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ ، لأَنَّهُ يَفْتُرُ قُوَاهُمْ يَوْمَئِذٍ إِلَى مَا ذَكَرْنَا فَيُؤَيَّدُونَ بِغَيْرِهِمْ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِجَمِيعِ ذَلِكَ نَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرَ ذَلِكَ الْيَوْمِ ، وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شَرِّ ذَلِكَ الْيَوْمِ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.