الثالث عشر من شعب الايمان وهو باب التوكل بالله عز وجل والتسليم لامره تعالى في كل شيء


تفسير

رقم الحديث : 1274

وَفِيمَا أَنْبَأَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، رَحِمَهُ اللَّهُ إِجَازَةً ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْكَارِزِيُّ ، ثنا أَبُو رَجَاءٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ الْعَبَّاسَ بْنَ الْفَرَجِ الرِّيَاشِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ قُرَيْبٍ الأَصْمَعِيَّ ، يَقُولُ : " أَقْبَلْتُ ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ مَسْجِدِ الْجَامِعِ بِالْبَصْرَةِ وَبَيْنَمَا أَنَا فِي بَعْضِ سِكَكِهَا ، إِذْ أَقْبَلَ أَعْرَابِيٌّ جِلْفٌ جَافٍ عَلَى قَعُودٍ لَهُ ، مُتَقَلِّدًا سَيْفَهُ ، وَبِيَدِهِ قَوْسٌ ، فَدَنَا وَسَلَّمَ ، وَقَالَ : مِمَّنِ الرَّجُلُ ؟ ، فَقُلْتُ : مِنْ بَنِي الأَصْمعِ ، فَقَالَ لِي : أَنْتَ الأَصْمَعِيُّ ؟ ، قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ ؟ ، قُلْتُ : مِنْ مَوْضِعٍ يُتْلَى كَلامُ الرَّحْمَنِ فِيهِ ، قَالَ : أَوَ لِلرَّحْمَنِ كَلامٌ يَتْلُوهُ الآدَمِيُّونَ ؟ ، فَقُلْتُ : نَعَمْ يَا أَعْرَابِيُّ ، فَقَالَ : أَتْلُ عَلَيَّ شَيْئًا مِنْهُ ، فَقُلْتُ : انْزِلْ مِنْ قَعُودِكَ ، فَنَزَلَ وَابْتَدَأْتُ بِسُورَةِ الذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ، حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى : وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ سورة الذاريات آية 22 ، قَالَ الأَعْرَابِيُّ : يَا أَصْمَعِيُّ ، هَذَا كَلامُ الرَّحْمَنِ ؟ قُلْتُ : إِي وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ ، إِنَّهُ لَكَلامُهُ ، أَنْزَلَهُ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لِي : حَسْبُكَ ، فَقَامَ إِلَى نَاقَتِهِ ، فَنَحَرَهَا بِسَيْفِهِ ، وَقَطَّعَهَا بِجِلْدِهَا ، وَقَالَ : أَعِنِّي عَلَى تَفْرِقَتِهَا ، فَوَزَّعْنَاهَا عَلَى مَنْ أَقْبَلَ وَأَدْبَرَ ، ثُمَّ كَسِرَ سَيْفَهُ ، وَقَوْسَهُ ، وَجَعَلَهَا تَحْتَ الرَّمْلَةِ ، وَوَلَّى مُدْبِرًا نَحْوَ الْبَادِيَةِ ، وَهُوَ يَقُولُ : وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ سورة الذاريات آية 22 ، يُرَدِّدُهَا ، فَلَمَّا تَغَيَّبَ عَنِّي فِي حِيطَانِ الْبَصْرَةِ ، أَقْبَلْتُ عَلَى نَفْسِي أَلُومُهَا ، وَقُلْتُ : يَا أَصْمَعِيُّ ، قَرَأْتَ الْقُرْآنَ مُنْذُ ثَلاثِينَ سَنَةً ، وَمَرَرْتَ بِهَذِهِ ، وَأَمْثَالِهَا وَأَشْبَاهِهَا ، فَلَمْ تَتَنَبَّهْ ، لَمَّا تَنَبَّهَ لَهُ هَذَا الأَعْرَابِيُّ ، وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ لِلرَّحْمَنِ كَلامًا ، فَلَمَّا قَضَى اللَّهُ مِنْ أَمْرِي ، مَا أَحَبَّ ، حَجَجْتُ مَعَ هَارُونَ الرَّشِيدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَبَيْنَا أَنَا أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ ، إِذَا أنا بِهَاتِفٍ يَهْتِفُ بِصَوْتٍ رَقِيقٍ : تَعَالَ يَا أَصْمَعِيُّ ، تَعَالَ يَا أَصْمَعِيُّ ، قَالَ : فَالْتَفَتُّ ، فَإِذَا أَنَا بِالأَعْرَابِيِّ مَنْهُوكًا مُصْفَارًّا ، فَجَاءَ وَسَلَّمَ عَلَيَّ ، وَأَخَذَ بِيَدِي وَأَجْلَسَنِي وَرَاءَ الْمَقَامِ ، فَقَالَ : اتْلُ مِنْ كَلامِ الرَّحْمَنِ ، ذَلِكَ الَّذِي تَتْلُوهُ ، فَابْتَدَأْتُ ثَانِيًا بِسُورَةِ الذَّارِيَاتِ ، فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى قَوْلِهِ : وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ سورة الذاريات آية 22 ، صَاحَ الأَعْرَابِيُّ ، وَقَالَ : قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا ، قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَصْمَعِيُّ ، هَلْ غَيْرُ هَذَا لِلرَّحْمَنِ كَلامٌ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ يَا أَعْرَابِيُّ ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ سورة الذاريات آية 23 ، فَصَاحَ الأَعْرَابِيُّ عِنْدَهَا ، وَقَالَ : يَا سُبْحَانَ اللَّهِ ، مَنْ ذَا أَغْضَبَ الْجَلِيلَ حَتَّى حَلَفَ ؟ فَلَمْ يُصَدِّقُوهُ بِقَوْلِهِ ، حَتَّى أَلْجَئُوهُ إِلَى الْيَمِينِ ، قَالَهَا : ثَلاثًا ، وَخَرَجَتْ نَفْسُهُ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.