الرابع عشر من شعب الايمان وهو باب في حب النبي صلى الله عليه وسلم


تفسير

رقم الحديث : 1359

قَالَ : قَالَ : قَالَ الْحُسَيْنُ : سَأَلْتُ أَبِي ، عَنْ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " كَانَ دُخُولُهُ لِنَفْسِهِ ، مَأْذُونًا لَهُ فِي ذَلِكَ ، فَكَانَ إِذَا أَوَى إِلَى مَنْزِلِهِ ، جَزَّأَ دُخُولَهُ ثَلاثَةَ أَجْزَاءٍ : جُزْءًا لِلَّهِ تَعَالَى ، وَجُزْءًا لأَهْلِهِ , وَجُزْءًا لِنَفْسِهِ ، ثُمَّ جَزَّأَ جُزْأَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ ، فَيَرُدَّ ذَلِكَ عَلَى الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ ، وَلا يَدَّخِرُهُ عَنْهُمْ شَيْئًا ، وَكَانَ مِنْ سِيرَتِهِ فِي جُزْءِ الأُمَّةِ إِيثَارُ أَهْلِ الْفَضْلِ بِإِذْنِهِ ، وَقَسَّمَهُ عَلَى قَدْرِ فَضْلِهِمْ فِي الدِّينِ ، فَمِنْهُمْ ذُو الْحَاجَةِ ، وَمِنْهُمْ ذُو الْحَاجَتَيْنِ ، وَمِنْهُمْ ذُو الْحَوَائِجِ ، فَيَتَشَاغَلُ بِهِمْ وَيَشْغَلُهُمْ فِيمَا يُصْلِحُهُمْ ، وَالأَمَةَ مِنْ مَسْأَلَتِهِ عَنْهُمْ ، وَإِخْبَارِهِمْ بِالَّذِي يَنْبَغِي لَهُمْ ، وَيَقُولُ لَهُمْ : لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ، وَأَبْلِغُونِي حَاجَةَ مَنْ لا يَسْتَطِيعُ إِبْلاغِي حَاجَتَهُ ، فَإِنَّهُ مَنْ أَبْلَغَ سُلْطَانًا حَاجَةَ مَنْ لا يَسْتَطِيعُ إِبْلاغَهَا إِيَّاهُ ثَبَّتَ اللَّهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، لا يُذْكَرُ عِنْدَهُ إِلا ذَلِكَ وَلا يُقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ غَيْرِهِ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِ ، رُوَّادًا وَلا يَتَفَرَّقُونَ إِلا عَنْ ذُوَّاقٍ ، وَيَخْرُجُونَ أَدِلَّةً " ، قَالَ : وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَخْرَجِهِ ، كَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ فِيهِ ؟ ، فَقَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَخْزُنُ لِسَانَهُ إِلا مِمَّا يَعْنِيهِ ، وَيُؤَلِّفُهُمْ وَلا يُفَرِّقُهُمْ ، أَوْ قَالَ : يَتَفَرَّقَهُمْ . شَكَّ أَبُو غَسَّانَ ، وَيُكْرِمُ كَرِيمَ كُلِّ قَوْمٍ ، وَيُوَلِّيهِ عَلَيْهِمْ ، وَيَحْذَرُ النَّاسَ ، وَيَحْتَرِسُ مِنْهُمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَطْوِيَ عَلَى أَحَدٍ بِشْرِهِ ، وَلا خُلُقِهِ ، وَيَتَفَقَّدُ أَصْحَابَهُ وَيَسْأَلُ النَّاسَ عَمَّا فِي النَّاسِ ، وَيُحَسِّنُ الْحَسَنَ وَيُقَوِّيهِ ، وَيُقَبِّحُ الْقَبِيحَ وَيُوَهِّيهِ ، مُعْتَدِلُ الأَمْرِ غَيْرُ مُخْتَلِفٍ ، لا يَغْفُلُ مَخَافَةَ ، أَنْ يَغْفُلُوا أَوْ يَمَلُّوا ، لِكُلِّ حَالٍ عِنْدَهُ عَتَادٌ ، لا يَقْصُرُ مِنَ الْحَقِّ وَلا يُجَوِّزُهُ الَّذِينَ يَلُونَهُ مِنَ النَّاسِ خِيَارُهُمْ , أَفْضَلُهُمْ عِنْدَهُ أَعَمُّهُمْ نَصِيحَةً ، وَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً أَحْسَنُهُمْ مُوَاسَاةً وَمُؤَازَرَةً " ، قَالَ : فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَجْلِسِهِ ، فَقَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لا يَجْلِسُ وَلا يَقُومُ إِلا عَلَى ذِكْرٍ ، وَلا يُوَطِّنُ الأَمَاكِنَ ، وَيَنْهَى عَنْ إِيطَانِهَا ، وَإِذَا انْتَهَى إِلَى قَوْمٍ ، جَلَسَ حَيْثُ يَنْتَهِي بِهِ الْمَجْلِسُ ، وَيَأْمُرُ بِذَلِكَ وَيُعْطِي كُلَّ جُلَسَائِهِ نَصِيبَهُ ، لا يَحْسَبُ جَلِيسُهُ ، أَنَّ أَحَدًا أَكْرَمُ عَلَيْهِ مِنْهُ ، مَنْ جَالَسَهُ أَوْ قَاوَمَهُ فِي حَاجَةٍ صَابَرَةُ ، حَتَّى يَكُونَ هُوَ الْمُنْصَرِفَ ، مَنْ سَأَلَهُ حَاجَةً لَمْ يَرُدَّهُ إِلا بِهَا ، أَوْ بِمَيْسُورٍ مِنَ الْقَوْلِ ، قَدْ وَسِعَ النَّاسَ مِنْهُمْ بَسْطُهُ ، وَخُلُقُهُ ، فَصَارَ لَهُمْ أَبَا ، وَصَارُوا فِي الْحَقِّ سَوَاءً ، مَجْلِسُهُ مَجْلِسُ حِلْمٍ وَحَيَاءٍ ، وَصَبْرٍ وَأَمَانَةٍ ، لا تُرْفَعُ فِيهِ الأَصْوَاتُ ، وَلا تُؤْبَنُ فِيهِ الْحُرَمُ ، وَلا تُنْثَى ، فَلَتَاتُهُ مُتَعَادِلِينَ ، مُتَفَاضِلِينَ فِيهِ بِالتَّقْوَى مُتَوَاضِعِينَ يُوَقِّرُونَ فِيهِ الْكَبِيرَ ، وَيَرْحَمُونَ فِيهِ الصَّغِيرَ ، وَيُؤْثِرُونَ ذَا الْحَاجَةِ وَيَحُوطُونَ ، أَوْ قَالَ : يَحْفَظُونَ فِيهِ الْغَرِيبَ " ، قَالَ : قُلْتُ : كَيْفَ كَانَتْ سِيرَتُهُ فِي جَلَسَاتِهِ ؟ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " دَائِمَ الْبِشْرِ ، سَهْلَ الْخُلُقِ ، لَيِّنَ الْجَانِبِ ، لَيْسَ بِفَظٍّ ، وَلا غَلِيظٍ ، وَلا سَخَّابٍ ، وَلا فَحَّاشٍ ، وَلا عَيَّابٍ ، وَلا مَدَّاحٍ ، يَتَغَافَلُ عَمَّا لا يَشْتَهِي ، وَلا يُويِسُ مِنْهُ ، وَلا يُحَبِّبُ فِيهِ ، قَدْ تَرَكَ نَفْسَهُ مِنْ ثَلاثٍ : كَانَ لا يُذَمِّرُ أَحَدًا ، وَلا يُعَيِّرُهُ ، وَلا يَطْلُبُ عَوْرَتَهُ ، وَلا يَتَكَلَّمُ إِلا بِمَا رَجَا ثَوَابَهُ ، إِذَا تَكَلَّمَ أَطْرَقَ جُلَسَاؤُهُ ، كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرُ ، وَإِذَا سَكَتَ تَكَلَّمُوا ، وَلا يَتَنَازَعُونَ عِنْدَهُ بِشَيْءٍ ، مَنْ تَكَلَّمَ أَنْصَتُوا لَهُ حَتَّى يَفْرُغَ حَدِيثُهُمْ حَدِيثُ أَوَّلِهِمْ ، يَضْحَكُ مِمَّا يَضْحَكُونَ مِنْهُ ، وَيَتَعَجَّبُ مِمَّا يَتَعَجَّبُونَ مِنْهُ ، يَصْبِرُ لِلْغَرِيبِ عَلَى الْجَفْوَةِ فِي مَنْطِقِهِ وَمَسْأَلَتِهِ حَتَّى إِذَا كَانَ أَصْحَابُهُ ليستجلبونهم ، وَيَقُولُ : إِذَا رَأَيْتُمْ طَالِبَ الْحَاجَةِ يَطْلُبُهَا ، فَأَرْفِدُوهُ ، وَلا يَقْبَلُ الثَّنَاءَ مِنْ مُكَافِئٍ ، وَلا يَقْطَعُ عَلَى أَحَدٍ حَدِيثَهُ حَتَّى يَجُوزَ فَيَقْطَعَهُ بِنَهْيٍ أَوْ قِيَامٍ " ، قَالَ : قُلْتُ : كَيْفَ كَانَ سُكُوتُهُ ؟ ، قَالَ : كَانَ " سُكُوتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَرْبَعٍ : الْحِلْمِ ، وَالْحَذَرِ ، وَالتَّقْدِيرِ ، وَالتَّفْكِيرِ ، فَأَمَّا تَقْدِيرُهُ : فَفِي تَسْوِيَتِهِ النَّظَرَ وَالاسْتِمَاعِ بَيْنَ النَّاسِ ، وَأَمَّا تَذَكُّرُهُ ، أَوْ قَالَ : تَفْكِيرُهُ : فَفِيهِمَا يَبْقَى ، وَيَفْنَى ، وَجُمِعَ لَهُ الْحِلْمُ وَالصَّبْرُ ، فَكَانَ لا يُغْضِبُهُ شَيْءٌ وَلا يَسْتَفِزُّهُ ، وَجُمِعَ لَهُ الْحَذَرُ فِي أَرْبَعٍ : أَخْذِهِ بِالْحُسْنَى لِيُقْتَدِيَ بِهِ ، وَتَرْكِهِ الْقَبِيحَ لِيُنْتَهِيَ عَنْهُ , وَاجْتِهَادِهِ فِي الرَّأْيِ فِيمَا هُوَ أَصْلَحُ لأُمَّتِهِ ، وَالْقِيَامِ لَهُمْ فِيمَا جَمَعَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبِي

صحابي

الْحُسَيْنُ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.