أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ ، أنا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ الْمِصْرِيُّ إِجَازَةً ، حَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ ، قَالَ : كَانَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ ، شَاطِرًا يَخْرُجُ بِالْحَدِيدِ ، وَكَانَ سَبَبُ تَوْبَتِهِ ، أَنَّهُ وَجَدَ قِرْطَاسًا فِي أَتُّونِ حَمَّامٍ فِيهِ ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) ، فَعَظُمَ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَرَفَعَ طَرْفَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، وَقَالَ : " سَيِّدِي اسْمُكَ هَاهُنَا مُلْقًى ، فَرَفَعَهُ مِنَ الأَرْضِ وَقَلَعَ عَنْهُ السَّحَاةَ الَّتِي فَوْقَهَا ، وَأَتَى عَطَّارًا فَاشْتَرَى بِدِرْهَمٍ غَالِيَةً ، لَمْ يَكُنْ مَعَهُ سِوَاهُ ، وَلَطَّخَ بِذَلِكَ السَّحَاةَ بِالْغَالِيَةِ ، فَأَدْخَلَهُ شِقَّ حَائِطٍ ، وَانْصَرَفَ إِلَى زَجَّاجٍ ، وَكَانَ يُجَالِسُهُ ، فَقَالَ لَهُ الزَّجَّاجُ : وَاللَّهِ يَا أَخِي ، لَقَدْ رَأَيْتُ لَكَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ رُؤْيَا ، مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مِنْهُ ، وَلَسْتُ أَقُولُهُ حَتَّى تُحَدِّثَنِي مَا فَعَلْتَ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ ، فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى ، قَالَ : مَا فَعَلْتُ شَيْئًا أَعْلَمُهُ غَيْرَ أَنِّي أَخَذَنِي النَّوْمُ بِأَتُّونِ حَمَّامٍ ، فَذَكَرَهُ ، فَقَالَ الزَّجَّاجُ : رَأَيْتُ ، كَأَنَّ قَائِلا يَقُولُ لِي فِي الْمَنَامِ : قُلْ لِبِشْرٍ : يَرْفَعُ اسْمًا لَنَا مِنَ الأَرْضِ ، إِجْلالا أَنْ يُدَاسَ لَنُنَوِّهَنَّ بِاسْمِكَ فِي الدُّنْيَا الآخِرَةِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |