قَالَ : وَسَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ : " اعْلَمُوا أَنَّهُ لا يَصْفُو لِعَامِلٍ عَمَلٌ إِلا بِإِخْرَاجِ الْخَلْقِ مِنَ الْقَلْبِ فِي عَمَلِهِ وَهُوَ الإِخْلاصُ ، فَمَنْ أَخْلَصَ لِلَّهِ لَمْ يَرْجُ غَيْرَ اللَّهِ ، فَكُنْ وَكُنْ عَلَى عِلْمِ أَنَّهُ لا قَبُولَ لِعَمَلٍ يُرَادُ بِهِ غَيْرُ اللَّهِ ، فَمَنْ أَرَادَ طَرِيقَ التَّجْرِيدِ إِلَى الإِخْلاصِ فَلا يَدْخُلَنَّ فِي إِرَادَتِهِ أَحَدٌ سِوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَشَمِّرْ عَنْ سَاقِكَ وَاحْذَرْ حَذَرَ الرَّجُلِ أَنْ يُدْخِلَ فِي الْعَظَمَةِ لِلَّهِ تَعْظِيمَ غَيْرِ اللَّهِ ، وَاجْعَلِ الْغَالِبَ عَلَى قَلْبِكَ ذَلِكَ وَقَدْ صَفَا قَلْبُكَ بِالإِخْلاصِ " .