أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السلمي من أصله ، قَالا : نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، نا الْحَسَنُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَزِيدَ الْعَطَّارُ ، نا أَحْمَدُ بْنُ أَسَدٍ الْكُوفِيُّ ، نا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ ذَكْوَانَ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " إِنِّي أَعْمَلُ الْعَمَلَ أُسِرُّهُ ، فَيَظْهَرُ فَأَفْرَحُ بِهِ ؟ فَقَالَ : كُتِبَ لَكَ أَجْرَانِ " . أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، وَأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، نا أَحْمَدُ بْنُ أَسَدٍ أَبُو عَاصِمٍ الْبَجَلِيُّ ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ ، زَادَ : " أَجْرُ السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ " . وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ ، أَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ نُعَيْمٍ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ ، نا أَحْمَدُ بْنُ أَسَدٍ الْبَجَلِيُّ ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ . قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : فَرُوِيَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ ، أَنَّ مَعْنَاهُ : فَإِذَا اطُّلِعَ عَلَيْهِ سَرَّنِي لِيُقْتَدَى بِي ، وَيُعْمَلُ مِثْلُ عَمَلِي ، لَيْسَ أَنَّهُ يَسُرُّهُ أَنْ يُذْكَرَ وَيُثْنَى عَلَيْهِ ، وَإِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً ، فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا " . وَكَمَا رُوِيَ ، أَنَّ رَجُلا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي ، فَرَآهُ جَارٌ لَهُ فَقَامَ يُصَلِّي ، فَغُفِرَ لِلأَوَّلِ ، يَعْنِي أَنَّ الثَّانِيَ أَخَذَ عَنْهُ وَتَابَعَهُ ، وَهَذَا مُحْتَمَلٌ ، وَمُحْتَمَلٌ غَيْرُهُ ، وَهُوَ أَنَّهُ إِذَا عَمِلَ خَيْرًا سَرَّهُ أَنْ يُذْكَرَ بِهِ ، فَيَكُونُ مَحْمُودًا فِي النَّاسِ لا مَذْمُومًا ، وَلا حَمْدَ أَبْلَغَ مِنْ أَنْ يُقَالَ : إِنَّهُ قَوَّامٌ بِحَقِّ رَبِّهِ ، وَلَيْسَ هَذَا مِنَ الْمُرَاءَاةِ فِي شَيْءٍ ، إِنَّمَا الْمُرَاءَاةِ أَنْ يَعْمَلَ الْخَيْرَ لا يُرِيدُ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَلا يَبْتَغِي بِهِ مَرْضَاتَهُ وَلا ثَوَابَهُ ، إِنَّمَا يُرِيدُ بِهِ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ : هَذَا رَجُلٌ خَيِّرٌ ، فَأَمَّا أَنْ يَعْمَلَ لِلَّهِ بِالْحَقِيقَةِ وَيَسُرُّهُ أَنْ يَعْلَمَ النَّاسُ مِنْهُ أَنَّهُ مِنْ عُمَّالِ اللَّهِ ، فَإِنْ مَدَحُوهُ مَدَحُوهُ بِصَلاحِهِ لِعِبَادَةِ اللَّهِ لا لِغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يَتَمَدَّحُ بِهِ النَّاسُ وَيُثْنِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا ، فَلَيْسَ هَذَا مِنَ الرِّيَاءِ فِي شَيْءٍ ، أَلا تَرَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذَمَّ قَوْمًا يُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا ، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُحْمَدَ بِمَا فَعَلَ فَلا ذَمَّ ، فَكَيْفَ يُذَمُّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ إِضَافَتُهُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى لا إِلَى غَيْرِهِ ، كَمَا جَعَلَ مُخَّهُ مَقْصُورًا عَلَى عِبَادَتِهِ دُونَ غَيْرِهَا ، إِنَّمَا الْمَذْمُومُ مَنْ يَعْمَلُ مَا أُمِرَ أَنْ يَبْتَغِيَ بِهِ وَجْهَهُ مَرِيدًا بِهِ وَجْهَ غَيْرِهِ ، وَالْفَرَقُ بَيْنَهُمَا ظَاهِرٌ لِمَنْ أَنْصَفَ ، قَالَ : وَاحْتَجَّ ذَلِكَ الْقَائِلُ بِأَنَّ الْحَدِيثَ جَاءَ بِكَرَاهِيَةِ أَنْ يُزَكَّى الرَّجُلُ فِي وَجْهِهِ فَيُقَالُ لَهُ هَذَا ، أَنْ يُثْنَى عَلَيْهِ فِي وَجْهِهِ فَيَمْتَلِئُ مِنْهُ عُجْبًا وَمَدْحًا ، وَيَقُولُ فِي نَفْسِهِ : أَنَا الْمَمْدُوحُ بِكَذَا وَكَذَا ، وَيَسْتَهِينُ بِذَلِكَ غَيْرُهُ ، وَمَا قُلْنَا غَيْرُ هَذَا ، وَهُوَ أَنْ يُسْمَعَ الرَّجُلُ يُضَافُ إِلَى مَوْلاهُ بِالطَّاعَةِ وَحُسْنِ الْعِبَادَةِ يَسُرُّهُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَنْزَلَهُ مَنْزِلَةَ الْكَرَامَةِ مِنْ نَفْسِهِ ، وَجَمَعَ لَهُ بَيْنَ الْحُسْنَيَيْنِ ، أَحَدُهُمَا أَنْ وُفِّقَ لِعِبَادَتِهِ ، وَالأُخْرَى أَنْ جَعَلَهُ مَا إِذَا مُدِحَ بِاسْمِهِ ، وَأُضِيفَ إِلَى مَا يَكُونُ مَرْجِعَهُ إِلَيْهِ مِنْ عِبَادَتِهِ ، وَلَمْ يَجْعَلْهُ يُمْدَحُ بِمَا يُمْدَحُ بِهِ أَبْنَاءُ الدُّنْيَا وَأَهْلُهَا الرَّاكِنُونَ إِلَيْهَا ، وَبَيْنَهُمَا بَوْنٌ بَعِيدٌ ، وَلَوْلا أَنَّ هَذَا هَكَذَا ، لَمَا كَانَ ذَلِكَ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَالَّذِي رُوِّينَا فِيمَا مَضَى فِي مَعْنَى الإِخْلاصِ أَنَّ الَّذِي لا يُحِبُّ أَنْ يُحْمَدَ عَلَى عَمَلِهِ ، فَهُوَ أَنْ يَكُونَ عَمَلُهُ لِلَّهِ لا لِيُحْمَدَ ، ثُمَّ إِنْ عُلِمَ بِهِ فَحُمِدَ عَلَيْهِ وَسَرَّهُ ذَلِكَ فَلا يُخْرِجُهُ مِنَ الإِخْلاصِ . كَمَا رُوِّينَا فِي سَائِرِ الْحَدِيثِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَالَّذِي رَوَاهُ الْحَلِيمِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ ، فَقَدْ رُوِّينَاهُ أَيْضًا ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ كَمَا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنِ مَسْعُودٍ | عبد الله بن مسعود / توفي في :32 | صحابي |
ذَكْوَانَ | أبو صالح السمان | ثقة ثبت |
أَحْمَدُ بْنُ أَسَدٍ الْبَجَلِيُّ | أحمد بن أسد البجلي | صدوق حسن الحديث |
حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ | حبيب بن أبي ثابت الأسدي | ثقة فقيه جليل |
سُفْيَانَ | سفيان الثوري | ثقة حافظ فقيه إمام حجة وربما دلس |
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ | محمد بن عبد الله الحضرمي / توفي في :277 | ثقة حافظ |
يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ | يحيى بن يمان العجلي / توفي في :189 | صدوق يخطئ |
أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ نُعَيْمٍ | أحمد بن محمد الطوسى | صدوق حسن الحديث |
أَحْمَدُ بْنُ أَسَدٍ الْكُوفِيُّ | أحمد بن أسد البجلي | صدوق حسن الحديث |
أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ | الحسن بن محمد الطوسي | ثقة |
أَحْمَدُ بْنُ أَسَدٍ أَبُو عَاصِمٍ الْبَجَلِيُّ | أحمد بن أسد البجلي | صدوق حسن الحديث |
الْحَسَنُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَزِيدَ الْعَطَّارُ | الحسن بن إسحاق العطار | ثقة |
مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ | محمد بن عبد الله الحضرمي / توفي في :277 | ثقة حافظ |
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ | محمد بن يعقوب الأموي / ولد في :247 / توفي في :346 | ثقة حافظ |
أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ | أحمد بن إسحاق الصبغي | ثقة ثبت |
وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السلمي | أبو عبد الرحمن السلمي / ولد في :330 / توفي في :412 | ضعيف الحديث |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ | الحاكم النيسابوري / ولد في :321 / توفي في :405 | ثقة حافظ |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ | الحاكم النيسابوري / ولد في :321 / توفي في :405 | ثقة حافظ |