السابع والاربعون من شعب الايمان وهو باب في معالجة كل ذنب بالتوبة


تفسير

رقم الحديث : 6609

أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، وَأَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ ، قَالا : نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ، نا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : " كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ عَابِدٌ ، وَكَانَ مُعْتَزِلا فِي كَهْفٍ لَهُ ، قَالَ : وَكَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ قَدْ أُعْجِبُوا بِعِبَادَتِهِ ، فَبَيْنَمَا هُمْ عِنْدَ نَبِيِّهِمْ عَلَيْهِ السَّلامُ إِذْ ذَكَرُوهُ ، فَآمَنُوا عَلَيْهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّهُ لَكَمَا تَقُولُونَ ، لَوْلا أَنَّهُ تَارِكٌ لِشَيْءٍ مِنَ السُّنَّةِ ، قَالَ : لِنَقُلْ ذَلِكَ إِلَى الْعَابِدِ ، قَالَ : فَفَكَّرَ الْعَابِدُ ، فَقَالَ : عَلامَ أُذِيبُ نَفْسِي وَأَنْصِبُهَا ، أَصُومُ النَّهَارَ ، وَأَقْوَمُ اللَّيْلَ ، وَأَنَا تَارِكٌ لِشَيْءٍ مِنَ السُّنَّةِ ، قَالَ : فَهَبَطَ مِنْ مَكَانِهِ ، قَالَ : وَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسُ عِنْدَهُ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَرَدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ ، وَالنَّبِيُّ لا يَعْرِفُهُ بِوَجْهِهِ وَيَعْرِفُهُ بِاسْمِهِ ، قَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنِّي ذُكِرْتُ عِنْدَكَ بِخَيْرٍ ، فَقُلْتَ : إِنَّهُ لَكَمَا تَقُولُونَ لَوْلا أَنَّهُ تَارِكٌ لِشَيْءٍ مِنَ السُّنَّةِ ، فَإِنْ كُنْتُ تَارِكًا فَعَلامَ أُذِيبُ نَفْسِي ، أَصُومُ النَّهَارَ وَأَقْوَمُ اللَّيْلَ ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنْتَ فُلانٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : مَا هُوَ بِشَيْءٍ أَحْدَثْتَهُ فِي الإِسْلامِ إِلا لَكَ لا تَرَوَّحُ . قَالَ لَهُ الْعَابِدُ : وَمَا هُوَ هَذَا ؟ قَالَ : لا ، وَكَانَ الْعَابِدُ اسْتَخَفَّ بِذَلِكَ ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ ، قَالَ : أَرَأَيْتَ لَوْ فَعَلَ النَّاسُ مَا فَعَلْتَ ، مِنْ أَيْنَ كَانَ يَكُونُ هَذَا النَّسْلُ ، مَنْ كَانَ يَتَّقِي الْعَدُوَّ عَنْ ذَرَارِي الْمُسْلِمِينَ ؟ مَنْ كَانَ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ ؟ وَمَنْ كَانَ يَجْمَعُ فِي الْمُسْلِمِينَ ؟ قَالَ : فَعَرَفَ الْعَابِدُ ، قَالَ : فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، هُوَ كَمَا قُلْتَ ، بِأَبِي أَنْ أَكُونَ أُحَرِّمُهُ ، وَلَكِنِّي أُخْبِرُكَ عَنِّي ، أَنَا رَجُلٌ فَقِيرٌ ، وَأَنَا كَلٌّ عَلَى النَّاسِ ، وَهُمْ يُطْعِمُونَنِي وَيَكْسُونَنِي ، لَيْسَ لِي مَالٌ ، فَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ أَتَزَوَّجَ امْرَأَةً مُسْلِمَةً أَعْضِلُهَا ، وَلَيْسَ عِنْدِي مَا أُنْفِقُ عَلَيْهَا ، وَأَمَّا الأَغْنِيَاءُ فَلا يُزَوِّجُونَنِي . قَالَ : فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا بِكَ إِلا ذَاكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَأَنَا أُزَوِّجُكَ ابْنَتِي ، قَالَ : وَتَفْعَلُ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : قَدْ قَبِلْتُ . فَزَوَّجَهُ ابْنَتَهُ ، قَالَ : فَدَخَلَ بِهَا فَوَلَدَتْ لَهُ غُلامًا ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَوَاللَّهِ مَا وُلِدَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مَوْلُودٌ ، وَكَانُوا أَشَدَّ فَرَحًا بِهِ مِنْهُمْ بِذَلِكَ الْغُلامِ ، قَالُوا : ابْنُ عَابِدٍ مِنَّا ، وَابْنُ نَبِيِّنَا ، إِنَّا نَرْجُو أَنْ يَبْلُغَ اللَّهُ بِهِ مَا بَلَغَ بِرَجُلٍ مِنَّا ، قَالَ : فَلَمَّا بَلَغَ الْغُلامُ انْقَطَعَ إِلَى عِبَادَةِ الأَوْثَانِ ، قَالَ : فَتَبِعَتْهُ فِئَامٌ مِنْهُمْ كَثِيرٌ ، قَالَ : فَلَمَّا رَأَى كَثْرَتَهُمْ ، قَالَ لَهُمْ : إِنِّي أَرَاكُمْ كَثِيرًا ، وَإِنَّ هَؤُلاءِ الْقَوْمَ غَالِبُونَ لَكُمْ ، فَبِمَ ذَلِكَ ؟ قَالُوا : نُخْبِرُكَ ، لَهُمْ رَأْسٌ وَلَيْسَ لَنَا رَأْسٌ . قَالَ : وَمَنْ رَأْسُهُمْ ؟ قَالُوا : جَدُّكَ ، وَلَيْسَ لَنَا رَأْسٌ . قَالَ : فَأَنَا رَأْسُكُمْ . قَالُوا : تَفْعَلُ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَخَرَجَ وَخَرَجَ مَعَهُ خَلْقٌ كَثِيرٌ ، قَالَ : فَأَرْسَلَ جَدُّهُ وَأَبُوهُ أَنِ اتَّقِ اللَّهَ ، خَرَجْتَ إِلَيْنَا بِعَبَدَةِ الأَوْثَانِ ، وَتَرَكْتَ الإِسْلامَ ، وَأَخَذْتَ فِي دِينِ غَيْرِهِ ، فَأَبَى ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَرَجَ مَعَهُ أَبُوهُ ، فَدَعَوْهُ فَأَبَى ، فَاقْتَتَلُوا حَتَّى حَجَزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ ، ثُمَّ اقْتَتَلُوا الْيَوْمَ التَّالِي حَتَّى حَجَزَ بَيْنَهُمْ ، فَقُتِلَ النَّبِيُّ وَقُتِلَ أَبُوهُ ، وَانْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ ، وَضَبَطَ الأَرْضَ ، وَاسْتَوْسَقَ لَهُ النَّاسَ ، قَالَ : فَجَعَلَتْ نَفْسُهُ لا تَدَعُهُ حَتَّى يَتْبَعَ الْمُسْلِمِينَ وَيَقْتُلَهُمْ فِي الْجِبَالِ ، قَالَ : فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ اجْتَمَعَ الْمُسْلِمُونَ ، فَقَالُوا : قَدْ خَلَّيْنَا لَهُ عَنِ الْمُلْكِ وَهُوَ يَتْبَعُنَا وَيَقْتُلُنَا ، وَانْهَزَمْنَا عَنْ نَبِيِّنَا وَعَابِدِنَا حَتَّى قُتِلا ، وَلَيْسَ يَدَعُنَا أَوْ يَقْتُلَنَا ، فَتَعَالَوْا نَتُوبُ إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا فَنُقْتَلُ وَنَحْنُ تَائِبِينَ ، فَتَابُوا إِلَى اللَّهِ وَوَلَّوْا رَجُلا مِنْهُمْ ، فَخَرَجُوا إِلَيْهِ فَاقْتَتَلُوا أَوَّلَ يَوْمٍ حَتَّى حَجَزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ ، ثُمَّ غَدَوْا فَاقْتَتَلُوا حَتَّى حَجَزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ ، وَكَثُرَتِ الْقَتْلَى بَيْنَهُمْ ، وَغَدَوُا الْيَوْمَ الثَّالِثَ فَاقْتَتَلُوا ، فَلَمَّا عَلِمَ اللَّهُ مِنْهُمُ الصِّدْقَ ، وَأَنَّهُمْ قَدْ تَابُوا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ، وَأَقْبَلَتِ الرِّيحُ لَهُمْ ، فَقَالَ لَهُمْ صَاحِبُهُمْ : إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللَّهُ قَدْ تَابَ عَلَيْنَا وَقَبِلَ مِنَّا ، إِنِّي أَرَى الرِّيحَ قَدْ أَقْبَلَتْ مَعَنَا ، إِنْ نَصَرَنَا اللَّهُ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَأْخُذُوهُ سَلِمًا فَلا تَقْتُلُوهُ ، قَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ النَّصْرَ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ فَهَزَمُوهُمْ ، وَأَخَذُوهُ أَسِيرًا ، وَمَكَّنَ اللَّهُ لِلْمُسْلِمِينَ فِي الأَرْضِ ، وَظَهَرَ الإِسْلامُ ، قَالَ : فَجَمَعَ رَأْسُ الْمُسْلِمِينَ خِيَارَ النَّاسِ ، فَقَالَ : مَا تَرَوْنَ فِي هَذَا ، بَدَّلَ دِينَهُ وَدَخَلَ مَعَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ فِي دِينِهِمْ ، وَقَتَلَ نَبِيَّنَا جَدَّهُ وَقَتَلَ أَبَاهُ ، فَقَائِلٌ يَقُولُ : أَحْرِقْهُ بِالنَّارِ يَمُوتُ فَيَذْهَبُ ، وَقَائِلٌ يَقُولُ : قَطِّعْهُ . قَالَ : فَقَالَ : إِنَّهُ يَمُوتُ فَيَذْهَبُ . قَالُوا : فَأَنْتَ أَعْلَمُ ، اصْنَعْ بِهِ مَا شِئْتَ . قَالَ : فَإِنِّي أَرَى أَنْ أَصْلِبَهُ حَيًّا ، ثُمَّ أَدَعَهُ حَتَّى يَمُوتَ . قَالُوا : افْعَلْ ذَلِكَ . قَالَ : فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِ ، صَلَبَهُ حَيًّا ، وَجَعَلَ عَلَيْهِ بِطِرْسٍ وَلَمْ يَقْتُلْهُ ، وَجَعَلُوا لا يُطْعِمُونَهُ وَلا يَسْقُونَهُ ، فَلَبِثَ أَوَّلَ يَوْمٍ وَالثَّانِي وَالْيَوْمَ الثَّالِثَ ، فَلَمَّا كَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ أَخَذَ الرَّجُلُ إِلَى أَوْثَانِهِ الَّتِي كَانَ يَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ، فَجَعَلَ يَدْعُو صَنَمًا صَنَمًا مِنْهَا ، فَإِذَا رَآهُ لا يُجِيبُهُ تَرَكَهُ وَدَعَا آخَرَ ، حَتَّى دَعَاهَا كُلَّهَا فَلَمْ تُجِبْهُ ، قَالَ : وَجَهِدَ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ جَهِدْتُ ، وَقَدْ دَعَوْتُ الآلِهَةَ الَّتِي كُنْتُ أَدْعُو مِنْ دُونِكَ فَلَمْ تُجِبْنِي ، وَلَوْ كَانَ عِنْدَهَا خَيْرٌ أَجَابَتْنِي ، وَأَنَا تَائِبٌ إِلَيْكَ رَبَّ جَدِّي وَأَبِي ، فَخَلِّصْنِي مِمَّا أَنَا فِيهِ ، فَإِنِّي قَدْ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَتَحَلَّلَ عَنْهُ عَقْدُهُ فَإِذَا هُوَ بِالأَرْضِ ، فَأُخِذَ فَأُتِيَ بِهِ صَاحِبَهُمْ ، فَقَالَ : مَا تَرَوْنَ فِيهِ ؟ فَقَالُوا : إِنَّا نَرَى فِيهِ اللَّهُ تَخَلَّى عَنْهُ ، وَتَسْأَلُنَا مَا نَرَى فِيهِ ؟ قَالَ : صَدَقْتُمْ ، قَالَ : فَخَلُّوا عَنْهُ ، قَالَ : فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَوَاللَّهِ مَا كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ بَعْدُ رَجُلٍ خَيْرًا مِنْهُ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنِ عَبَّاسٍ

صحابي

أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ

ثقة حافظ

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ

ثقة حافظ

Whoops, looks like something went wrong.