أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، أنا أَبُو الْفَضْلِ الْحُسَيْنُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الْعَدْلُ ، نا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَاعِظُ الزَّاهِدُ ، نا مُوسَى بْنُ نَصْرٍ ، نا جَرِيرٌ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الدِّينُ النَّصِيحَةُ ، الدِّينُ النَّصِيحَةُ ، قِيلَ : لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِنَبِيِّهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ " ، قَالَ أَبُو عُثْمَانَ : فَانْصَحْ لِلسُّلْطَانِ وَأَكْثِرْ لَهُ مِنَ الدُّعَاءِ بِالصَّلاحِ وَالرَّشَادِ بِالْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَالْحُكْمِ ، فَإِنَّهُمْ إِذَا صَلَحُوا صَلَحَ الْعِبَادُ بِصَلاحِهِمْ ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَدْعُوَ عَلَيْهِمْ بِاللَّعْنَةِ فَيَزْدَادُوا شَرًّا وَيَزْدَادَ الْبَلاءُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، وَلَكِنِ ادْعُ لَهُمْ بِالتَّوْبَةِ فَيَتْرُكُوا الشَّرَّ فَيَرْتَفِعَ الْبَلاءُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ أَوْ تَتَصَنَّعَ لإِتْيَانِهِمْ أَوْ تُحِبَّ أَنْ يَأْتُوكَ ، وَاهْرَبْ مِنْهُمْ مَا اسْتَطَعْتَ ، مَا دَامُوا مُقِيمِينَ عَلَى الشَّرِّ ، فَإِنْ تَابُوا وَتَرَكُوا الشَّرَّ مِنَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَالْحُكْمِ وَأَخَذُوا الدُّنْيَا مِنْ وَجْهِهَا فَهُنَاكَ فَاحْذَرِ الْعِزَّ بِهِمْ ، لِتَكُونَ بَعِيدًا مِنْهُمْ قَرِيبًا بِالرَّحْمَةِ لَهُمْ وَالنَّصِيحَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، وَأَمَّا نَصِيحَةُ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّ نَصِيحَتَهُمْ عَلَى أَخْلاقِهِمْ مَا لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ مَعْصِيَةٌ ، وَانْظُرْ إِلَى تَدْبِيرِ اللَّهِ فِيهِمْ بِقَلِيلٍ ، فَإِنَّ اللَّهَ قَسَمَ بَيْنَهُمْ أَخْلاقَهُمْ كَمَا قَسَمَ بَيْنَهُمْ أَرْزَاقَهُمْ ، وَلَوْ شَاءَ لَجَمَعَهُمْ عَلَى قَلْبٍ وَاحِدٍ ، فَلا يُغْفَلُ عَنِ النَّظَرِ إِلَى تَدْبِيرِ اللَّهِ فِيهِمْ ، فَإِذَا رَأَيْتَ مَعْصِيَةَ اللَّهِ احْمَدِ اللَّهَ إِذْ صَرَفَهَا عَنْكَ فِي وَقْتِكَ ، وَتَلَطَّفْ فِي الأَمْرِ وَالنَّهْيِ فِي رِفْقٍ وَصَبْرٍ وَسَكِينَةٍ ، فَإِنْ قُبِلَ مِنْكَ فَاحْمَدِ اللَّهَ ، وَإِنْ رُدَّ عَلَيْكَ فَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ لِتَقْصِيرٍ مِنْكَ كَانَ فِي أَمْرِكَ وَنَهْيِكَ ، وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ ، إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
تَمِيمٍ الدَّارِيِّ | تميم بن أوس الدارى | صحابي |
عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ | عطاء بن يزيد الجندعي / ولد في :25 / توفي في :105 | ثقة |
سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ | سهيل بن أبي صالح السمان | ثقة |
جَرِيرٌ | جرير بن عبد الحميد الضبي | ثقة |
مُوسَى بْنُ نَصْرٍ | موسى بن نصر الرازي | مجهول الحال |
أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ | سعيد بن إسماعيل الحيري | مجهول الحال |
أَبُو الْفَضْلِ الْحُسَيْنُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ | الحسن بن يعقوب البخاري | ثقة |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ | الحاكم النيسابوري / ولد في :321 / توفي في :405 | ثقة حافظ |