أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ , أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ , ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ شَرُوسٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ , قَالَ : " كَانَ رَجُلٌ يَتَعَبَّدُ ، فَجَاءَهُ شَيْطَانٌ لِيَفْتِنَهُ , فَازْدَادَ عِبَادَةً , فَتَمَثَّلَ لَهُ بِرَجُلٍ , فَقَالَ : أَصْحَبُكَ ؟ فَقَالَ الْعَابِدُ : نَعَمْ ، فَصَحِبَهُ , فَكَانَ يَتَخَلَّفُ عَنْهُ , وَيُطِيفُ بِهِ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، مَلَكًا , فَلَمَّا رَآهُ الشَّيْطَانُ عَرَفَهُ الإِنْسَانُ , فَكَانَ إِذَا أَمْسَى تَخَلَّفَ الشَّيْطَانُ , فَمَدَّ الْمَلَكَ يَدَهُ نَحْوَ الشَّيْطَانِ فَقَتَلَهُ , فَقَالَ الرَّجُلُ : مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ , قَتَلْتَهُ وَهُوَ مَنْ حَالُهُ حَالُهُ ؟ ! ثُمَّ انْطَلَقَا حَتَّى نَزَلا قَرْيَةً فَأَنْزَلُوهُمَا فَضَيَّفُوهُمَا فَأَخَذَ الْمَلِكُ مِنْهُمْ إِنَاءً مِنْ فِضَّةٍ , ثُمَّ انْطَلَقَا , فَنَزَلا فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى , فَلَمْ يُنْزِلُوهُمَا , وَلَمْ يُضَيِّفُوهُمَا , فَأَعْطَاهُمُ الْمَلِكُ الإِنَاءَ , فَقَالَ لَهُ : أَمَّا مَنْ ضَافَنَا فَأَخَذْتَ إِنَاءَهُمْ , وَأَمَّا مَنْ لَمْ يُضِفْنَا فَأَعْطَيْتَهُ إِنَاءَ الآخَرِينَ فَلَنْ تَصْحَبْنِي ، فَقَالَ : أَمَّا الَّذِي قَتَلَتُهُ فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ أَرَادَ أَنْ يَفْتِنَكَ , وَأَمَّا الَّذِي أَخَذْتُ مِنْهُمُ الإِنَاءَ فَإِنَّهُمْ قَوْمٌ صَالِحُونَ فَلَمْ يَكُنْ يَنْبَغِي لَهُمْ , وَكَانَ هَؤُلاءِ قَوْمًا فَاسِقِينَ فَكَانُوا أَحَقَّ بِهِ ، قَالَ : ثُمَّ عَرَجَ إِلَى السَّمَاءِ وَالرَّجُلُ يَنْظُرُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |