أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا ، وَأَبُو بَكْرٍ ، وَأَبُو سَعِيدٍ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّرَّاجُ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الشافعي أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبيْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ كَرِيزٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ أَوْ مَعْقِلٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِذَا أَدْرَكَتْكُمُ الصَّلاةُ ، وَأَنْتُمْ فِي مُرَاحِ الْغَنَمِ فَصَلُّوا فِيهَا ، فَإِنَّهَا سَكِينَةٌ ، وَبَرَكَةٌ ، وَإِذَا أَدْرَكَتْكُمُ الصَّلاةُ ، وَأَنْتُمْ فِي أَعْطَانِ الإِبِلِ فَاخْرُجُوا مِنْهَا ، فَصَلُّوا ، فَإِنَّهَا جِنٌّ ، مِنْ جِنٍّ خُلِقَتْ ، أَلا تَرَوْنَهَا إِذَا نَفَرَتْ كَيْفَ تَشْمَخُ بِأَنْفِهَا " ، قَالَ أَحْمَدُ : هَذَا الشَّكُّ أَظُنُّهُ مِنْ جِهَةِ الرَّبِيعِ ، وَهُوَ ابْنُ مُغَفَّلٍ ، بِالْغَيْنِ ، وَالْفَاءِ ، بِلا شَكٍّ ، وَرَوَاهُ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ ، وَغَيْرُهُ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ مُخْتَصَرًا ، قَالَ الشافعي فِي رِوَايَةِ أَبِي سَعِيدٍ : وَبِهَذَا نَأْخُذُ ، ثُمَّ سَاقَ الْكَلامَ فِي ذِكْرِ مَعْنَاهُ ، إِلَى أَنْ قَالَ : فَالْمُرَاحُ : مَا طَابَتْ تُرْبَتُهُ ، وَاسْتَعمْلَتْ أَرْضُهُ ، وَاسْتَذرى مِنْ مَهَبِّ الشِّمَالِ مَوْضِعُهُ ، وَالْعَطَنُ ، قُرْبُ الْبِئْرِ الَّتِي تَسْتَقِي منِهَا الإِبِلُ ، يَكُونُ الْبِئْرُ فِي مَوْضِعٍ ، وَالْحَوْضُ قَرِيبًا مِنْهَا ، فَيُصِيبُ فِيهِ ، فَيَمْلأُ ، فَتُسْقَى الإِبِلُ ، ثُمَّ تُنَحَّى عَنِ الْبِئْرِ شَيْئًا ، حَتَّى تَجِدَ الْوَارِدَةُ مَوْضِعًا ، فَذَلِكَ الْعَطَنُ ، لَيْسَ أَنَّ الْعَطَنَ مُرَاحُ الإِبِلِ ، الَّذِي تَبِيتُ فِيهِ بِعَيْنِهِ ، وَلا الْمُرَاحَ مُرَاحُ الْغَنَمِ الَّذِي تَبِيتُ فِيهِ دُونَ مَا قَارَبَهُ ، وَفِي قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا تُصَلُّوا فِي أَعْطَانِ الإِبِلِ ، فَإِنَّهَا جِنٌّ ، مِنْ جِنِّ خُلِقَتْ ، دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ إِنَّمَا نَهَى عَنْهَا ، كَمَا قَالَ حِينَ نَامَ عَنِ الصَّلاةِ : اخْرُجُوا بِنَا مِنْ هَذَا الْوَادِي ، فَإِنَّهُ وَادٍ بِهِ الشَّيْطَانُ ، فَكَرِهَ أَنْ يُصَلِّيَ قُرْبَ شَيْطَانٍ ، وَكَذَلِكَ كَرِهَ أَنْ يُصَلِّيَ ، قُرْبَ الإِبِلِ ، لأَنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ جِنٍّ ، لا لِنَجَاسَةِ مَوْضِعِهَا ، وَقَالَ فِي الْغَنَمِ : هِيَ مِنْ دَوَابِّ الْجَنَّةِ ، فَأَمَرَ أَنْ يُصَلَّى فِي مُرَاحِهَا يَعْنِي وَاللَّهُ أَعْلَمُ : فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَقَعُ عَلَيْهِ اسْمُ مُرَاحِهَا الَّذِي لا بَعْرَ وَلا بَوْلَ فِيهِ ، ثُمَّ سَاقَ الْكَلامَ ، إِلَى أَنْ قَالَ : وَأَكْرَهُ لَهُ الصَّلاةَ فِي أَعْطَانِ الإِبِلِ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهَا قَذَرٌ ، لِنَهْيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِنْ صَلَّى أَجْزَأَهُ ، لأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى ، فَمَرَّ بِهِ شَيْطَانٌ ، فَخَنَقَهُ ، حَتَّى وَجَدَ بَرْدَ لِسَانِهِ عَلَى يَدِهِ ، وَلَمْ يُفْسِدْ ذَلِكَ صَلاتَهُ ، وَفِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنْ نَهْيَهُ أَنْ يُصَلَّى فِي أَعْطَانِ الإِبِلِ ، لأَنَّهَا جِنٌّ كَقَوْلِهِ : اخْرُجُوا بِنَا مِنْ هَذَا الْوَادِي ، فَإِنَّهُ وَادٍ بِهِ شَيْطَانٌ ، اخْتِيَارٌ ، ثُمَّ سَاقَ الْكَلامَ ، إِلَى أَنْ قَالَ : مَعَ أَنَّ الإِبِلَ نَفْسَهَا ، إِنَّمَا تَعْمِدُ فِي الْبُرُوكِ إِلَى أَدْقَعِ مَكَانٍ تَجِدُهُ ، وَأَوْسَخِهِ ، وَلَيْسَ مَا كَانَ هَذَا مِنْ مَوَاضِعِ الاخْتِيَارِ فِي النَّظَافَةِ لِلْمُصَلَّيَاتِ ، قَالَ الشافعي بهَذَا الإِسْنَادُ فِي الإِمْلاءِ : وَقَدْ يَذْهَبُ النَّاسُ إِلَى الإِبِلِ ، يَسْتَتِرُونَ بِهَا قَضَاءً لِحَاجَتِهِمْ مِنَ الْغَائِطِ ، وَيَسْتُرُ الْبَعِيرُ مَنْ دَنَا مِنْهُ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي الشَّاةِ ، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " جُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا ، وَطَهُورًا " ، فَعَلِمْنَا أَنَّهُ إِنَّمَا أَرَادَ مِنْهَا مَا لا نَجَاسَةَ فِيهِ ، قَالَ أَحْمَدُ : أَمَا حَدِيثُ الْوَادِي ، فَقَدْ مَضَى فِي مَسْأَلَةِ قَضَاءِ الْفَائِتَةِ ، وَكَذَلِكَ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَغَيْرُهُ فِي خَنْقِ الشَّيْطَانِ . وَأَمَّا قَوْلُهُ فِي الْغَنَمِ : هِيَ مِنْ دَوَابِّ الْجَنَّةِ ، فَقَدْ رُوِّينَاهُ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ ، وَأَبِي زُرْعَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، رَوَاهُ حُمَيْدُ بْنُ مَالِكٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، مِنْ قَوْلِهِ مَوْقُوفًا ، وَرُوِيَ عَنْهُ مَرْفُوعًا ، وَالْمَوْقُوفُ أَصَحُّ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ أَوْ مَعْقِلٍ | عبد الله بن مغفل المزني / توفي في :59 | صحابي |
الْحَسَنِ | الحسن البصري | ثقة يرسل كثيرا ويدلس |
عَبيْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ كَرِيزٍ | أبو المطرف الخزاعي | صدوق حسن الحديث |
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ | إبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي | متروك الحديث |
الشافعي | محمد بن إدريس الشافعي / ولد في :150 / توفي في :204 | المجدد لأمر الدين على رأس المائتين |
الرَّبِيعُ | الربيع بن سليمان المرادي | ثقة |
أَبُو الْعَبَّاسِ | محمد بن يعقوب الأموي / ولد في :247 / توفي في :346 | ثقة حافظ |
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّرَّاجُ | عبد الرحمن بن محمد الكرشكي / توفي في :418 | ثقة |
وَأَبُو سَعِيدٍ | محمد بن موسى بن شاذان / توفي في :421 | ثقة |
وَأَبُو بَكْرٍ | أحمد بن الحسن الحرشي | ثقة |
أَبُو زَكَرِيَّا | يحيى بن أبي إسحاق النيسابوري / توفي في :414 | ثقة متقن |