أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا ، وَأَبُو بَكْرٍ ، وأبو سعيد ، قَالُوا : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ ، أَخْبَرَنَا الشافعي أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ : " يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى قَوْمِهِ فَيُصَلِّي لَهُمُ الْعِشَاءَ وَهِيَ لَهُ نَافِلَةٌ " ، قَالَ أَحْمَدُ : وَالأَصْلُ أَنَّ مَا كَانَ مَوْصُولا بِالْحَدِيثِ تَكُونُ مِنْهُ وَخَاصَّةً إِذَا رُوِيَ مِنْ وَجْهَيْنِ ، إِلا أَنْ تَقُومَ دَلالَةٌ عَلَى التَّمْيِيزِ ، فَالظَّاهِرُ أَنَّ قَوْلَهُ : هِيَ لَهُ تَطَوُّعٌ وَهِيَ لَهُمْ مَكْتُوبَةٌ ، مِنْ قَوْلِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، وَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمَ بِاللَّهِ وَأَخْشَى لِلَّهِ مِنْ أَنْ يَقُولُوا مِثْلَ هَذَا إِلا بِعِلْمٍ ، وَحِينَ حَكَى الرَّجُلُ فِعْلَ مُعَاذٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لَمْ يُنْكِرْ مِنْهُ إِلا التَّطْوِيلَ ، وَلَمْ يُفصل الْحَالَ عَلَيْهِ فِي الإِمَامَةِ ، وَلَوْ كَانَ فِيهَا تَفْصِيلٌ لَعَلَّمَهُ إِيَّاهُ كَمَا عَلَّمَهُ تَرْكَ التَّطْوِيلِ ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ مَعَ صَلاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَطْنِ النَّخْلِ حِينَ مَرَّ كَانَ يَفْعَلُ الْفَرْضَ الْوَاحِدَ فِي الْيَوْمِ مَرَّتَيْنِ ، ثُمَّ نُسِخَ ، فَقَدِ ادَّعَى مَا لا يَعْرِفُ . وَحَدِيثُ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ مَوْلَى مَيْمُونَةَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، " لا تُصَلُّوا صَلاةً فِي يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ " ، لا يَثْبُتُ بِثُبُوتِ حَدِيثِ مُعَاذٍ لِلاخْتِلافِ فِي الاحْتِجَاجِ بِرِوَايَةِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَانْفَرَادِهِ بِهِ ، وَالاتِّفَاقُ عَلَى الاحْتِجَاجِ بِرِوَايَاتِ رُوَاةِ حَدِيثِ مُعَاذٍ وَتَظَاهُرِهِمْ لِلاخْتِلافِ ، ثُمَّ لَيْسَ فِيهِ دَلالَةٌ عَلَى كَوْنِهِ شَرْعًا ثَابِتًا ، ثُمَّ نُسِخَ بِقَوْلِهِ : " لا تُصَلُّوا صَلاةً فِي يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ " ، فَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَغِّبُهُمْ فِي إِعَادَةِ الصَّلاةِ بِالْجَمَاعَةِ ، فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بَعْضُهُمْ ذَهَبَ وَهْمُهُ إِلَى أَنَّ الإِعَادَةَ وَاجِبَةٌ ، فَقَالَ : " لا تُصَلُّوا صَلاةً فِي يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ " ، أَيْ كِلْتَاهُمَا عَلَى طَرِيقِ الْوُجُوبِ ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ قَالَ ذَلِكَ حِينَ لَمْ يُسَنَّ إِعَادَةُ الصَّلاةِ بِالْجَمَاعَةَ لإِدْرَاكِ فَضِيلَتِهَا ، فَقَدْ وَقَعَ الإِجْمَاعُ فِي بَعْضِ الصَّلَوَاتِ أَنَّهَا تُعَادُ ، وَصَحَّ عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ إِعَادَةُ غَيْرِ الْمَغْرِبِ وَالصُّبْحِ ، وَعَنْهُ رُوِيَ هَذَا الْخَبَرُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَكَيْفَ يَجُوزُ نَسْخُ سُنَنٍ بِهَذَا الْخَبَرِ مِنْ غَيْرِ تَأْرِيخٍ ، وَلا سَبَبٍ يَدُلُّ عَلَى النَّسْخِ مَعَ مَا ذَكَرْنَا مِنَ الاحْتِمَالِ ؟ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ | جابر بن عبد الله الأنصاري | صحابي |
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ | عبيد الله بن مقسم القرشي | ثقة مشهور |
ابْنِ عَجْلانَ | محمد بن عجلان القرشي / توفي في :148 | صدوق حسن الحديث |
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ | إبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي | متروك الحديث |
الشافعي | محمد بن إدريس الشافعي / ولد في :150 / توفي في :204 | المجدد لأمر الدين على رأس المائتين |
الرَّبِيعُ | الربيع بن سليمان المرادي | ثقة |
أَبُو الْعَبَّاسِ | محمد بن يعقوب الأموي / ولد في :247 / توفي في :346 | ثقة حافظ |
وأبو سعيد | محمد بن موسى بن شاذان / توفي في :421 | ثقة |
وَأَبُو بَكْرٍ | أحمد بن الحسن الحرشي | ثقة |
أَبُو زَكَرِيَّا | يحيى بن أبي إسحاق النيسابوري / توفي في :414 | ثقة متقن |