وَرَوَاهُ أَبُو قِلَابَةَ ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، قَالَتْ : دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي سَلَمَةَ وَقَدْ شَقَّ بَصَرُهُ فَأَغْمَضَهُ ، ثُمَّ قَالَ : " إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ " ، فَضَجَّ نَاسٌ مِنْ أَهْلِهِ ، فَقَالَ : " لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ " ، ثُمَّ قَالَ : " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَبِي سَلَمَةَ وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ ، اللَّهُمَّ افْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ " . أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، 4 قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الغزاري ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، فَذَكَرَهُ . رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو . وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ ، قَالَ : قَالَ الشَّافِعِيُّ : إِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ غُمِّضَ وَيُطَبَقُ فُوهُ ، وَإِنْ خِيفَ اسْتِرْخَاءُ لَحْيَيْهِ شُدَّ بِعِصَابَةٍ ، وَرَأَيْتُ مَنْ يَثْنِي مَفَاصِلَهُ وَيَبْسُطُهَا لِتَلِينَ فَلَا يَجْسُو ، وَرَأَيْتُ النَّاسَ يَضَعُونَ الْحَدِيدَةَ أَوِ السَّيْفَ ، أَوْ غَيْرَهُ مِنَ الْحَدِيدِ ، وَالشَّيْءِ مِنَ الطِّينِ الْمَبْلُولِ عَلَى بَطْنِ الْمَيِّتِ كَأَنَّهُمْ يُذَاوِدُونَ أَنْ يربطوا بَطْنُهُ ، وَكُلَّمَا صَنَعُوا مِنْ ذَلِكَ مِمَّا رَجَوْا وَعَرَفُوا أَنَّ فِيهِ دَفْعَ مَكْرُوهٍ رَجَوْتُ أَنْ لَا يَكُونَ بِهِ بَأْسٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ . قَالَ : وَرُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ آدَمَ ، قَالَ : مَاتَ مَوْلًى لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عِنْدَ مَغِيبِ الشَّمْسِ ، فَقَالَ أَنَسٌ : ضَعُوا عَلَى بَطْنِهِ حَدِيدَةً " ، قَالَ الشَّافِعِيُّ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ : وَيُفضَى بِهِ إِلَى لَوْحٍ أَوْ سَرِيرٍ وَيُسَجَّى ثَوْبًا يُغَطَّى بِهِ جَمِيعُ جَسَدِهِ . قَالَ أَحْمَدُ : قَدْ رُوِّينَا فِي ذلك عن عَائِشَةَ ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " حِينَ تُوُفِّيَ سُجِّيَ بِبُرْدٍ وَحِبَرَةٍ " . قَالَ الشَّافِعِيُّ فِيمَا يَفْعَلُهُ الْأَعَاجِمُ مِنْ : صَبِّ الرَّاوِقِ فِي أُذُنِهِ وَأَنْفِهِ ، وَوَضْعِ الْمِرْتَكِ عَلَى مَفَاصِلِهِ وَالتَّابُوتُ وَغَيْرُهُ : لَسْتُ أُحِبُّ هَذَا ، وَلَا شَيْئًا مِنْهُ ، وَلَكِنْ يُصْنَعُ بِهِ مَا يَصْنَعُ أَهْلُ الْإِسْلَامِ ، الْغُسْلُ وَالْكَفَنُ وَالْحَنُوطُ وَالدَّفْنُ ، فَإِنَّهُ صَائِرٌ إِلَى اللَّهِ ، وَالْكَرَامَةُ لَهُ ، بِرَحْمَةِ اللَّهِ ، وَعَمَلِهِ الصَّالِحِ " . قَالَ : وَبَلَغَنِي أَنَّهُ قِيلَ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ : أَلَّا تَتَّخِذُ لَكَ شَيْئًا كَأَنَّهُ الصُّنْدُوقُ مِنَ الْخَشَبِ ؟ فَقَالَ : بَلِ اصْنَعُوا بِي كَمَا صَنَعْتُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْصِبُوا عَلَيَّ اللَّبِنَ وَأَهِيلُوا عَلَيَّ التُّرَابَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
خَالِدٍ الْحَذَّاءِ | خالد الحذاء | ثقة |
أَبِي إِسْحَاقَ الغزاري | إبراهيم بن محمد الفزاري | إمام ثقة حافظ |
مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو | معاوية بن عمرو الأزدي / توفي في :214 | ثقة |
أُمِّ سَلَمَةَ | أم سلمة زوج النبي / توفي في :63 | صحابية |
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ | محمد بن عبد الوهاب العبدي / ولد في :177 / توفي في :272 | ثقة عارف |
قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ | قبيصة بن ذؤيب الخزاعي / توفي في :83 | والراجح أنه تابعي ثقة, مختلف في صحبته |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ | محمد بن يعقوب الشيباني / ولد في :250 / توفي في :344 | ثقة حافظ |
أَبُو قِلَابَةَ | عبد الله بن زيد الجرمي / توفي في :104 | ثقة |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ | الحاكم النيسابوري / ولد في :321 / توفي في :405 | ثقة حافظ |