وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَوَيْهِ بْنِ سَهْلٍ الْمَرْوَزِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ آدَمَ الْمَرْوَزِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو فَرْوَةَ الْهَمْدَانِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ رَأَى عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَمْشِي خَلْفَ الْجِنَازَةِ ، فَقِيلَ لَهُ : إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ كَانَا يَمْشِيَانِ أَمَامَهَا . قَالَ عَلِيٌّ : " يَرْحَمْهُمَا اللَّهُ ، إِنَّهُمَا كَانَا سَهْلَيْنِ يُسَهِّلَانِ لِلنَّاسِ ، الْمَشْيُ خَلْفَهَا أَفْضَلُ مِنَ الْمَشْيِ أَمَامَهَا " . وَرَوَاهُ زَائِدَةُ بْنُ خِرَاشٍ ، عَنْ سَعِيدٍ ، وَزَادَ ، كَفَضْلِ صَلَاةِ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ عَلَى صَلَاتِهِ فَذًّا . أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ ، قَالَ : قَالَ الشَّافِعِيُّ وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ : الْمَشْيُ خَلْفَهَا أَفْضَلُ . وَاحْتَجّ بِأَنَّ عُمَرَ إِنَّمَا قَدَّمَ النَّاسَ لِتَضَايُقِ الطَّرِيقِ حَتَّى كَأَنَّا لَمْ نَحْتَجَّ بِغَيْرِ مَا رُوِّينَا عَنْ عُمَرَ . وَاحْتَجَّ بِأَنَّ عَلِيًّا قَالَ : الْمَشْيُ خَلْفَهَا أَفْضَلُ ، وَاحْتَجَّ بِأَنَّ الْجِنَازَةَ مَتْبُوعَةٌ وَلَيْسَتْ بِتَابِعَةٍ ، وَبِأَنَّ التَّفَكُّرَ فِي أَمْرِهَا إِذَا كَانَ خَلْفَهَا أَكْثَرُ ، وَالْحُجَّةُ فِي أَنَّ الْمَشْيَ أَمَامَ الْجِنَازَةِ أَفْضَلُ : مَشْيُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ أَبُو بَكْرٍ ، وَعُمَرُ ، وَعُثْمَانُ ، وَغَيْرُهُمْ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَامَهَا . وَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ الْعَامَّةَ تَقْتَدِي بِهِمْ وَتَفْعَلُ فِعْلَهُمْ ، وَلَمْ يَكُونُوا مَعَ تَعْلِيمِ الْعَامَّةَ بِأَعْلَمِهِمْ يَدَّعُونَ مَوْضِعَ الْفَضْلِ فِي اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ ، وَلَمْ نَكُنْ نَحْنُ نَعْرِفُ مَوْضِعَ الْفَضْلِ إِلَّا بِفِعْلِهِمْ ، فَإِذَا فَعَلُوا شَيْئًا وَتَتَابَعُوا عَلَى فِعْلِهِ كَانَ ذَلِكَ مَوْضِعُ الْفَضْلِ فِيهِ . وَالْحُجَّةُ فِيهِ مِنْ مَشْيِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَثْبَتُ مِنْ أَنْ يُحْتَاجَ مَعَهَا إِلَى غَيْرِهَا ، وَإِنْ كَانَ فِي اجْتِمَاعِ أَئِمَّةِ الْهُدَى بَعْدَهُ الْحُجَّةُ ، لَمْ يَمْشُوا فِي مَشْيِهِمْ لِتَضَايُقِ الطَّرِيقِ ، إِنَّمَا كَانَتِ الْمَدِينَةُ أَوْ عَامَّتُهَا فَضَاءً حَتَّى عُمِّرَتْ بَعْدَهُ ، فَأَيُّ تَضَايُقٍ فِيهَا ؟ وَلَسْنَا نَعْرِفُ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، خِلَافَ فِعْلِ أَصْحَابِهِ . وَقَالَ قَائِلٌ : هَذِهِ الْجِنَازَةُ مَتْبُوعَةٌ ، فَلَمْ نَرَ مَنْ مَشَى أَمَامَهَا أَرَادَ إِلَّا لِاتِّبَاعِهَا ، فَأَمَّا مَنْ مَشَى لِحَاجَتِهِ فَلَيْسَ بِتَابِعٍ لِلْجِنَازَةِ ، وَلَا شَكَّ عِنْدَ أَحَدٍ أَنَّ مَنْ كَانَ أَمَامَهَا فَهُوَ مَعَهَا . ثُمَّ سَاقَ كَلَامَهُ إِلَى أَنْ قَالَ : وَالْفِكْرُ لِلْمُتَقَدِّمِ وَالْمُتَخَلِّفِ سَوَاءٌ . لَعَمْرِي لَئِنْ نَسِيَ مَنْ أَمَامَهَا الْفِكْرِ فِيهَا ، وَإِنَّمَا خَرَجَ مِنْ أَهْلِهِ يَتْبَعُهَا إِنَّ هَذِهِ لَمِنَ الْغَفْلَةِ ، وَلَا يُؤْمَنُ عَلَيْهِ إِذَا كَانَ هَكَذَا أَنْ يَمْشِيَ وَهُوَ خَلْفَهَا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ | علي بن أبي طالب الهاشمي / توفي في :40 | صحابي |
أَبِيهِ | عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي | صحابي |
سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى | سعيد بن عبد الرحمن الخزاعي | ثقة |
أَبُو فَرْوَةَ الْهَمْدَانِيُّ | عروة بن الحارث الهمداني | ثقة |
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ | سفيان بن عيينة الهلالي | ثقة حافظ حجة |
مَحْمُودُ بْنُ آدَمَ الْمَرْوَزِيُّ | محمود بن آدم المروزي / توفي في :258 | ثقة |
أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَوَيْهِ بْنِ سَهْلٍ الْمَرْوَزِيُّ | أحمد بن سهل البخاري | ثقة نبيل حافظ |
أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيُّ | محمد بن الحسين العلوي / ولد في :329 / توفي في :401 | ثقة |