أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيُّ ، قَالَ : قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : " وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ سورة البقرة آية 232 ، قَالَ الشَّافِعِيُّ : زَعَمَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْقُرْآنِ : أَنَّ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ كَانَ زَوَّجَ أُخْتًا لَهُ ابْنَ عَمٍّ لَهُ ، فَطَلَّقَهَا ، ثُمَّ أَرَادَ الزَّوْجُ وَأَرَادَتْ نِكَاحَهُ بَعْدَ مَا مُضِيِّ عِدَّتِهَا ، فَأَبَى مَعْقِلٌ ، وَقَالَ : زَوَّجْتُكَ وَآثَرْتُكَ عَلَى غَيْرِكَ فَطَلَّقْتَهَا لا أُزَوِّجُكَهَا أَبَدًا ، فَنَزَلَ : وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ سورة البقرة آية 232 يَعْنِي الأَزْوَاجَ ، فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ سورة البقرة آية 232 فَانْقَضَى أَجَلُهُنَّ ، يَعْنِي : عِدَّتَهُنَّ ، فَلا تَعْضُلُوهُنَّ سورة البقرة آية 232 يَعْنِي : أَوْلِيَاءَهُنْ ، أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ سورة البقرة آية 232 ، إِنْ طَلَّقُوهُنَّ وَلَمْ يَبِتُّوا طَلاقَهُنَّ " ، قَالَ الشَّافِعِيُّ : وَمَا أَشْبَهَ معْنِي مَا قَالُوا مِنْ هَذَا بِمَا قَالُوا ، وَلَا أَعْلَمُ الْآيَةَ تَحْتَمِلُ غَيْرَهُ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُؤْمَرُ أَنْ لا يَعْضُلَ الْمَرْأَةَ مَنْ لَهُ سَبَبٌ إِلَى الْعَضْلِ بِأَنْ يَكُونَ يَتِمُّ بِهِ نِكَاحُهَا مِنَ الأَوْلِيَاءِ ، قَالَ : وَهَذَا أَبْيَنُ مَا فِي الْقُرْآنِ مِنْ أَنَّ لِلْوَلِيِّ مَعَ الْمَرْأَةِ فِي نَفْسِهَا حَقًّا ، وَأَنَّ عَلَى الْوَلِيِّ أَنْ لا يَعْضُلَهَا إِذَا رَضِيَتْ أنْ تُنْكَحَ بِالْمَعْرُوفِ .