باب من اسلم على شيء فهو له


تفسير

رقم الحديث : 4779

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ، عَنْ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، قَالَ : فُقِدَتْ نَاقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَضْبَاءُ ، فَإِذَا هُمْ بِهَا صَبَاحَ يَوْمٍ وَامْرَأَةٌ قَدْ أَناختها تريد أن تَنْحَرَهَا ، فَذَهَبُوا بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : " مَا شَأْنُكِ ؟ " قَالَتْ : أَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِمَّنْ حَوْلَ الْمَدِينَةِ ، سَبَانِي الْمُشْرِكُونَ وَبِنْتًا لِي ، فَشَدُّونَا وَثَاقًا فَحَلَلْتُ مِنَ اللَّيْلِ وَثَاقِي ، فَأَتَيْتُ ابْنَتِي لأَحِلَّهَا فَلَمْ أَسْتَطِعْ حَلَّهَا ، فَأَتَيْتُ الإِبِلَ فَأَخَذْتُ أَسْكَنَهَا بَعِيرًا ، فَرَكِبْتُ عَلَيْهِ وَجَعَلْتُ لِلَّهِ عَلَيَّ إِنْ نَجَّانِي اللَّهُ أَنْ أَنْحَرَهَا ، قَالَ : " بِئْسَ مَا جزيتها ، لا نَذْرَ لابْنِ آدَمَ فِيمَا لا يَمْلِكُ " ، فَقَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاقَتَهُ ، وَخَلَّى عَنِ الْمَرْأَةِ . قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي رِوَايَتِنَا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَحْدَهُ : فَقَدْ أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاقَتَهُ بَعْدَمَا أَحْرَزَهَا الْمُشْرِكُونَ ، وَأَحْرَزَتْهَا الأَنْصَارِيَّةُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ، وَلَوْ كَانَتِ الأَنْصَارِيَّةُ أَحْرَزَتْ عَلَيْهِمْ شَيْئًا لَيْسَ لِمَالِكٍ كَانَ لَهَا فِي قَوْلِنَا أَرْبَعَةُ أَخْمَاسِهِ ، وَخُمْسٌ لأَهْلِ الْخُمْسِ ، وَفِي قَوْلِ : غَيْرِنا كَانَ لَهَا مَا أَحْرَزَتْ لا خُمْسَ فِيهِ , وَقَدْ أَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا لا تَمْلِكُ مَالَهُ بِلا قِيمَةٍ ، قَالَ أَحْمَدُ : فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : إِنَّمَا لَمْ يَصِحَّ نَذْرُهَا لأَنَّهَا قَالَتْ ذَلِكَ وَهِيَ فِي دَارِ الْحَرْبِ ، َمَا لَمْ تنْجُ بِهَا إِلَى دَارِ الإِسْلامِ لَمْ تَمْلِكْهَا . قِيلَ لَهُ : أَلَيْسَ قَدْ نَجَتْ إِلَى دَارِ الإِسْلامِ فَوَجَبَ أَنْ يَبْطُلَ نَذْرُهَا بِمِلْكِهَا عَلَى أَصْلِكَ ، وَلَمْ يُجِزِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِبْطَالَ مِلْكِهَا إِلا بِأَنْ يَدْفَعَ إِلَيْهَا قِيمَتَهَا ، فَلَمَّا لَمْ يُنْقَلْ فِي شَيْءٍ مِنَ الأَخْبَارِ أَنَّهُ غَرِمَ لَهَا قِيمَتَهَا دَلَّ أَنَّهَا لَمْ تَمْلِكْهَا قَطُّ ، وَلأَنَّ ظَاهَرَ الْخَبَرِ أَنَّهَا هَرَبَتْ عَلَيْهَا وَطُلِبَتْ مِنْ لَيْلَتِهَا فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهَا فَحِينَئِذٍ نَذَرَتْ ، وَالْغَالِبُ أَنَّهَا كَانَتْ قَدْ دَخَلَتْ دَارَ الإِسْلامِ لِقُرْبِ الشِّرْكِ مِنْ دَارِ الإِسْلامِ يَوْمَئِذٍ ، إِلا أَنَّهَا خَشِيَتْ خُرُوجَهُمْ فِي أَثَرِهَا فِي الصَّحْرَاءِ فَنَذَرَتْ ، فَأَبْطَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَذْرَهَا وَأَخْبَرَ بِأَنَّهَا نَذَرَتْ مَا لَمْ تَمْلِكْ ، وَمَنْ ذَهَبَ إِلَى وُقُوعِ الطَّلاقِ فِي الْمِلْكِ إِذَا عُقِدَ قَبْلَهُ مُضَافًا إِلَيْهِ لَزِمَهُ أَنْ يَقُولَ بِلُزُومِ النَّذْرِ فِي الْمِلْكِ إِذَا عُقِدَ قَبْلَهُ مُضَافًا إِلَيْهِ ، وَهَاهُنَا قَدْ أَضَافَتْ نَذْرَهَا إِلَى أَنْ تَنْجُوَ عَلَيْهَا ، وَإِنَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ عِنْدَهُ إِذَا دَخَلَتْ دَارَ الإِسْلامِ وَمِلْكِهَا ، وَهُوَ لا يَقُولُ ذَلِكَ .

الرواه :

الأسم الرتبة
عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ

صحابي

أَبِي الْمُهَلَّبِ

ثقة

أَبِي قِلابَةَ

ثقة

خَالِدٍ

ثقة

عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ

متروك الحديث

يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ

صدوق حسن الحديث

أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ

ثقة حافظ

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ

ثقة حافظ

Whoops, looks like something went wrong.