باب الشهادات


تفسير

رقم الحديث : 5083

أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ ، أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ ، أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ مُعَاذُ بْنُ مُوسَى الْجَعْفَرِيُّ ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ ، قَالَ بُكَيْرٌ : قَالَ مُقَاتِلٌ : أَخَذْتُ هَذَا التَّفْسِيرَ عَنْ مُجَاهِدٍ , وَالْحَسَنِ , وَالضَّحَّاكِ في قول الله تبارك وتعالى " اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ سورة المائدة آية 106 ، أن رَجُلَيْنِ نَصْرَانِيَّيْنِ مِنْ أَهْلِ دَارَيْنِ : أَحَدُهُمَا تَمِيمِيٌّ ، أَوْ قَالَ : تَمِيمٌ ، وَالآخَرُ يَمَانِيٌّ صَحِبَهُمَا مَوْلًى لِقُرَيْشٍ فِي تِجَارَةٍ ، فَرَكِبُوا الْبَحْرَ ، وَمَعَ الْقُرَشِيِّ مَالٌ مَعْلُومٌ قَدْ عَلِمَهُ أَوْلِيَاؤُهُ مِنْ بَيْنِ آنِيَةٍ وَبَزٍّ وَرِقَّةٍ ، فَمَرِضَ الْقُرَشِيُّ ، فَجَعَلَ وَصِيَّتَهُ إِلَى الدَّارِيَّيْنِ ، فَمَاتَ ، وَقَبَضَ الدَّارِيَّانِ الْمَالَ وَالْوَصِيَّةَ ، فَدَفَعَاهُ إِلَى أَوْلِيَاءِ الْمَيِّتِ ، وَجَاءَا بِبَعْضِ مَالِهِ ، فَأَنْكَرَ الْقَوْمُ قِلَّةَ الْمَالِ ، فَقَالُوا لِلدَّارِيَّيْنِ : إِنَّ صَاحِبَنَا قَدْ خَرَجَ مَعَهُ بِمَالٍ أَكْثَرَ مِمَّا أَتَيْتُمُونَا بِهِ فَهَلْ بَاعَ شَيْئًا , أَوِ اشْتَرَى شَيْئًا فَوَضَعَ فِيهِ ؟ أَوْ هَلْ طَالَ مَرَضُهُ فَأَنْفَقَ عَلَى نَفْسِهِ ؟ قَالا : لا ، قَالُوا : فَإِنَّكُمَا خُنْتُمُانَا ، فَقَبَضُوا الْمَالَ ، وَرَفَعُوا أَمَرَهُمْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ سورة المائدة آية 106 إِلَى آخِرِ الآيَةِ ، فلَمَّا نَزَلَتْ : تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ سورة المائدة آية 106 أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَامَا بَعْدَ الصَّلاةِ ، فَحَلَفَا بِاللَّهِ رَبِّ السَّمَوَاتِ مَا تَرَكَ مَوْلاكُمْ مِنَ الْمَالِ إِلا مَا أَتَيْنَاكُمْ بِهِ ، وَإِنَّا لا نَشْتَرِي بِأَيْمَانِنَا ثَمَنًا قَلِيلا مِنَ الدُّنْيَا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الآثِمِينَ سورة المائدة آية 106 ، فَلَمَّا حَلَفَا خَلَّى سَبِيلَهُمَا ، ثُمَّ إِنَّهُمْ وَجَدُوا بَعْدَ ذَلِكَ إِنَاءً مِنْ آنِيَةِ الْمَيِّتِ ، فَأَخَذُوا الدَّارِيَّيْنِ ، فَقَالا : اشْتَرَيْنَاهُ مِنْهُ فِي حَيَاتِهِ ، وَكَذَبَا ، فَكُلِّفَا الْبَيِّنَةَ فَلَمْ يَقْدِرَا عَلَيْهَا ، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا سورة المائدة آية 107 يَعْنِي الدَّارِيَّيْنِ , كَتَمَا حَقًّا فَآخَرَانِ مِنْ أَوْلِيَاءِ الْمَيِّتِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ سورة المائدة آية 107 ، فَيَحْلِفَانِ بِاللَّهِ مَالُ صَاحِبِنَا كَانَ كَذَا وَكَذَا ، وَأَنَّ الَّذِي نَطْلُبُ قِبَلَ الدَّارِيَّيْنِ لَحَقٌّ وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ سورة المائدة آية 107 " . فَهَذَا قَوْلُ الشَّاهِدَيْنِ أَوْلِيَاءِ الْمَيِّتِ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا سورة المائدة آية 108 يَعْنِي الدَّارِيَّيْنِ وَالنَّاسَ أَنْ يَعُودُوا لِمِثْلِ ذَلِكَ ، قَالَ الشَّافِعِيُّ : يَعْنِي مَنْ كَانَ فِي مِثْلِ حَالِ الدَّارِيَّيْنِ مِنَ النَّاسِ ، وَلا أَعْلَمُ الآيَةَ تَحْتَمِلُ مَعْنًى غَيْرَ جُمْلَةِ مَا قَالَ ، ثُمَّ سَاقَ الْكَلامَ فِي بَيَانِ ذَلِكَ ، وَقَالَ فِي أَثْنَاءِ ذَلِكَ : إِنَّمَا مَعْنَى شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ سورة المائدة آية 106 : أَيْمَانُ بَيْنِكُمْ ، كَمَا سُمِّيَتْ أَيْمَانُ الْمُتَلاعِنِينَ شَهَادَةً ، وَاسْتُدِلَّ عَلَى ذَلِكَ بِأَنَّا لا نَعْلَمُ الْمُسْلِمِينَ اخْتَلَفُوا فِي أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى شَاهِدٍ يَمِينٌ قُبِلَتْ شَهَادَتُهُ أَوْ رُدَّتْ ، وَلا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ إِجْمَاعُهُمْ خِلافًا لِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . قَالَ أَحْمَدُ : وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ : شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ سورة المائدة آية 106 ، الشَّهَادَةَ نَفْسَهَا وَهُوَ أَنْ يَكُونَ لِلْمُدَّعِيينَ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَشْهَدَانِ لَهُمْ بِمَا ادَّعَوْا عَلَى الدَّارِيَّيْنِ مِنَ الْخِيَانَةِ ، ثُمَّ قَالَ : أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ سورة المائدة آية 106 يَعْنِي : إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلْمُدَّعِيينَ مِنْكُمْ بَيِّنَةٌ فَالدَّارِيَّانِ اللَّذَانِ ادَّعَيَ عَلَيْهِمَا يُحْبَسَانِ مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ : يَعْنِي يَحْلِفَانِ عَلَى إِنْكَارِ مَا ادُّعِيَ عَلَيْهِمَا عَلَى مَا حَكَاهُ مُقَاتِلٌ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، وَهَذَا بَيِّنٌ وَأَصَحُّ وَقَدْ ثَبُتَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، مَعْنَى مَا قَالَ مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ ، إلا أَنَّهُ لَمْ يَحْفَظْ فِي حَدِيثِهِ دَعْوَى تَمِيمٍ ، وَعَدِيٍّ أَنَّهُمَا اشْتَرَيَاهُ ، وَحَفِظَهُ مُقَاتِلٌ .

الرواه :

الأسم الرتبة
الشَّافِعِيُّ

المجدد لأمر الدين على رأس المائتين

الرَّبِيعُ

ثقة

أَبُو الْعَبَّاسِ

ثقة حافظ

Whoops, looks like something went wrong.