قَالَ أَحْمَدُ : وَسَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ الْعَبْدُوِيَّ الْحَافِظَ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عَلَيٍّ زَاهِرَ بْنَ أَحْمَدَ السَّرَخْسِيَّ ، يَقُولُ : لَمَّا قَرُبَ حُضُورُ أَجَلِ أَبِي الْحَسَنِ الأَشْعَرِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي دَارِي بِبَغْدَادَ دَعَانِي فَأَتَيْتُهُ , فَقَالَ : " اشْهَدْ عَلَيَّ أَنِّي لا أُكَفِّرُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْقِبْلَةِ لأَنَّ الْكُلَّ يُشِيرُونَ إِلَى مَعْبُودٍ وَاحِدٍ وَإِنَّمَا هَذَا كُلُّهُ اخْتِلَافُ الْعِبَارَاتِ ، قال الشافعي : وَإِنْ كَانُوا هَكَذَا ، يَعْنِي أَهْلَ الأَهْوَاءِ ، فَاللاعِبُ بِالشِّطْرَنْجِ وَإِنْ كَرِهْنَا لَهُ وَبِالْحَمَامِ , وَإِنْ كَرِهْنَا لَهُ أَخَفُّ حَالا مِنْ هَؤُلاءِ بِمَا لا يُحْصَى وَلا يُقَدَّرُ ، فَأَمَّا إِنْ قَامَرَ رَجُلٌ بِالْحَمَامِ أَوْ بِالشِّطْرَنْجِ رَدَدْنَا شَهَادَتَهُ " ، قَالَ أَحْمَدُ : وَإِنَّمَا لَمْ يَرُدَّ شَهَادَتَهُ إِذَا لَمْ يُقَامِرْ بِهِ لِمَا فِيهِ مِنَ اخْتِلَافِ الْعُلَمَاءِ . أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ ، يَقُولُ : لَعِبَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ بِالشَّطْرَنْجِ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ ، فَيَقُولُ : " بِأَيْشٍ دَفَعَ كَذَا ؟ " قَالَ : بِكَذَا , قَالَ : " ادْفَعْ بِكَذَا " . وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ رَشِيقٍ ، إِجَازَةً ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ، أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيُّ ، قَالَ : كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ ، وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ يَلْعَبَانِ بِالشَّطْرَنْجِ اسْتِدْبَارًا " . قَالَ أَحْمَدُ : كَذَا وَجَدْتُهُ ، وَأَظُنُّهُ أَرَادَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ دُونَ ابْنِ سِيرِينَ ، فَقَدْ رُوِّينَا عَنِ ابْنِ سِيرِينَ أَنَّهُ كَرِهَهُ . وَرُوِّينَا عَنِ الشَّعْبِيِّ ، أَنَّهُ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ ، وَعَنِ الْحَسَنِ ، أَنَّهُ كَانَ لا يَرَى بِهِ بَأْسًا فَأَمَّا الْكَرَاهِيَةُ فَلِمَا رُوِيَ فِيهِ عَنْ عَلِيٍّ ، أَنَّهُ مَرَّ عَلَى قَوْمٍ يَلْعَبُونَ بِالشَّطْرَنْجِ ، فَقَالَ : مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ سورة الأنبياء آية 52 ، وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : لِغَيْرِ هَذَا خُلِقْتُمْ . وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ ، وَأَبِي سَعِيدٍ ، وَعَائِشَةَ أَنَّهُمْ كَرِهُوا ذَلِكَ . وَرُوِّينَا فِي كَرَاهِيَتِهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ، وَابْنِ الْمُسَيِّبِ ، وَابْنِ سِيرِينَ ، وَإِبْرَاهِيمَ ، وَالزُّهْرِيِّ ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ . وَرُوِّينَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلا يَتْبَعُ حَمَامَةً ، فَقَالَ : " شَيْطَانٌ يَتْبَعُ شَيْطَانَةً " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |