وَقَدْ قَالَ وَقَدْ قَالَ الشَّافِعِيُّ فِي كِتَابِ حَرْمَلَةَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا بَيَانُ بْنُ بِشْرٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ قَرَظَةَ بْنِ كَعْبٍ ، قَالَ : شَيَّعَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى ضِرَارٍ فَتَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ ، ثُمَّ قَالَ : " تَدْرُونَ لِمَا شَيَّعْتُكُمْ ؟ " ، قَالُوا : نَحْنُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " إِنَّكُمْ تَأْتُونَ أَهْلَ قَرْيَةٍ لَهُمْ بِالْقُرْآنِ دَوِيا كَدَوِيِّ النَّحْلِ ، فَلا تَصُدُّوهُمْ بِالأَحَادِيثِ فَتَشْغَلُوهُمْ ، جَرِّدُوا الْقُرْآنَ وَأَقِلُّوا الرِّوَايَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، امْضُوا وَأَنَا شَرِيكُكُمْ " ، قَالُوا : فَأَتَوْا قَرَظَةَ ، فَقَالُوا : حَدِّثْنَا ، فَقَالُ : نَهَانَا عُمَرُ ، أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ يَعْقُوبَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يُحَدِّثُ ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ وَقَوْلُهُ : امْضُوا وَأَنَا شَرِيكُكُمْ ، يَقُولُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ : وَأَنَا أَفْعَلُ ذَلِكَ ويَقُولُ : أَقَلَّ الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَحِينَ رَخَّصَ فِي الْقَلِيلِ مِنْهُ دَلَّ أَنَّهُ إِنَّمَا نَهَاهُمْ عَنِ الإِكْثَارِ مَخَافَةَ الْغَلَطِ ، لِمَا فِيهِ الْغَلَطُ مِنَ الإِحَالَةِ وَرَخَّصَ فِي الْقَلِيلِ مِنْهُ عَلَى الإِثْبَاتِ عِنْدَ الْحَاجَةِ ، وَأَمَرَهُمْ بِتَجْرِيدِ الْقُرْآنِ عِنْدَ عَدَمِ الْحَاجَةِ إِلَى الرِّوَايَةِ ، لأَنَّ الْقَوْمَ كَانُوا رَغِبُوا فِي أَخْذِ الْقُرْآنِ فَلَمْ يُرِدِ اشْتِغَالَهُمْ بِغَيْرِهِ قَبْلَ اسْتِحْكَامِهِ شَفَقَةً مِنْهُ عَلَى رَعِيَّتِهِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، وَرُوِّينَا ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، أَنَّهُ قَالَ : صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَمَا سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا حَدِيثًا وَاحِدًا ، فَذَكَرَ حَدِيثَ النَّخْلَةِ ، وَقَالَ الشَّافِعِيُّ فِي كِتَابِ حَرْمَلَةَ : أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ سُوقَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، وَهُوَ أَبُو جَعْفَرٍ ، قَالَ : كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا سَمِعَ شَيْئًا لَمْ يَزِدْ فِيهِ وَلَمْ يَنْقُصْ مِنْهُ ، وَلَمْ يُجَاوِزْهُ ، قَالَ أَحْمَدُ : وَرُوِّينَا ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ، قَالَ : " لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا أَجْدَرَ أَنْ لا يَزِيدَ فِيهِ وَلا يَنْقُصَ مِنْهُ وَلا " ، مِنِ ابْنِ عُمَرَ ، وَرُوِّينَا ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، أَنَّهُ قَالَ : اخْتَلَفْتُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ سَنَةً لا أَسْمَعُهُ يَقُولُ فِيهَا : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِلا أَنَّهُ جَرَى ذَاتَ يَوْمٍ حَدِيثٌ فَقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَعَلاهُ كَرْبًا وَجَعَلَ الْعَرَقُ يَتَحَدَّرُ عَنْ جَنْبَيْهِ " ، ثُمَّ قَالَ : إِمَّا فَوْقَ ذَلِكَ ، وَإِمَّا دُونَ ذَلِكَ ، وَإِمَّا قَرِيبٌ مِنْ ذَلِكَ ، وَالآثَارُ عَنِ السَّلَفِ فِي هَذَا كَثِيرَةٌ ، وَأَمَّا تَبَيُّنُ حَالِ مَنْ وُجِدَ مِنْهُ مَا يُوجِبُ رَدَّ خَبَرِهِ فَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْمُؤْمِنُونَ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ " ، وَرُوِّينَا عَنْهُ ، عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ تَكْذِيبُ الْكَاذِبِ ، وَالأَخْبَارُ بِهِ ، ورُوِّينَاهُ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ ، فَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنَ الأَئِمَّةِ ، وَقَالَ الشَّافِعِيُّ فِي الرَّجُلِ يُسْأَلُ عَنِ الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ ، فَيَقُولُ : كُفُّوا عَنْ حَدِيثِهِ ، وَلا تَقْبَلُوا حَدِيثَهُ ، لأَنَّهُ يَغْلَطُ ، أَوْ يُحَدِّثُ بِمَا لَمْ يَسْمَعْ ، وَكَذَلِكَ إِنْ قَالَ : أَنَّهُ لا يُبْصِرُ الْفُتْيَا وَلا يَعْرِفُهَا ، لَيْسَ هَذَا بِغِيبَةٍ ، وَهَذَا مِنْ مَعَانِي الشَّهَادَاتِ ، إِذَا كَانَ يَقُولُهُ لِمَنْ يَخَافُ أَنْ يَتْبَعَهُ فَيُخْطِئَ بِأَتْبَاعِهِمْ ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ حَرْمَلَةَ ، يَقُولُ : قَالَ الشَّافِعِيُّ : الرِّوَايَةُ عَنْ حَرَامٍ حَرَامٌ ، يُرِيدُ حَرَامَ بْنَ عُثْمَانَ ، وَقَدْ تَكَلَّمَ الشَّافِعِيُّ فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الضُّعَفَاءِ ، وَبَيَّنَ أَمْرَهُمْ ، وَحِكَايَتُهُ هَاهُنَا مِمَّا يَطُولُ بِهِ الْكِتَابُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |
قَرَظَةَ بْنِ كَعْبٍ | قرظة بن كعب الأنصاري / توفي في :50 | صحابي |
الشَّعْبِيِّ | عامر الشعبي / ولد في :20 | ثقة |
بَيَانُ بْنُ بِشْرٍ | بيان بن بشر الأحمسي | ثقة ثبت |