أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ ، قَالَ : أخبرنا الشافعي : وَحُفِظَ عَنْ جَعْفَرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْقُنُوتُ فِي الصَلاةِ كُلِّهَا ، عِنْدَ قَتْلِ أَهْلِ بِئْرِ مَعُونَةَ " . وَحُفِظَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ قَنَتَ فِي الْمَغْرِبِ . قَالَ أحمد : وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، شَهْرًا مُتَتَابِعًا فِي : الظُّهْرِ ، وَالْعَصْرِ ، وَالْمَغْرِبِ ، وَالْعِشَاءِ ، وَالصُّبْحِ ، إِذَا قَالَ : " سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ " مِنَ الرَّكْعَةِ الأَخِيرَةِ ، يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءِ مَنْ بَنِي سُلَيْمٍ ، عَلَى : رِعْلٍ ، وَذَكْوَانَ ، وَعُصَيَّةَ ، وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ ، وَكَانَ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ يَدْعُوهُمْ إِلَى الإِسْلامِ ، فَقَتَلُوهُمْ . وَرُوِّينَا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَنَتَ فِي : الْمَغْرِبِ ، وَالْفَجْرِ " . قَالَ الشافعي : وَكُلُّ مَا رُوِيَ عَنْهُ فِي الْقُنُوتِ فِي غَيْرِ الصُّبْحِ عِنْدَ قَتْلِ أَهْلِ بِئْرِ مَعُونَةَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . قَالَ الشَّيْخُ أَحْمَدُ : وَقَدْ رَوَى يَحْيَى بْنُ أبي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قُنُوتَهُ فِي الْعِشَاءِ ، حِينَ دَعَا لِلْوَلِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ ، وَأَصْحَابِهِ بِالنَّجَاةِ ، وَدَعَا عَلَى مُضَرَ " . وَخَالَفَهُ الزُّهْرِيُّ ، فَرَوَى ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، وَأَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُنُوتَهُ فِي الْفَجْرِ , وفِي هَذِهِ الْقِصَّةِ . وَالَّذِي رَوَى يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : " وَاللَّهِ لأُقَرِّبَنَّ بِكُمْ ، صَلاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ، فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ ، " يَقْنُتُ فِي الظُّهْرِ ، وَالْعِشَاءِ ، وَالصُّبْحِ ، وَيَدْعُو لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَيَلْعَنُ الْكُفَّارَ " . لَيْسَ فِيهِ بَيَانُ الْوَقْتِ الَّذِي حَمَلَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ حَمَلَهُ عَنْهُ فِي قِصَّةِ أَهْلِ بِئْرِ مَعُونَةَ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ، مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ غَلَطَ إِلَى ذِكْرِ الْعِشَاءِ فِي الْحَدِيثِ الأَوَّلِ . وَالزُّهْرِيُّ أَحْفَظُ مِنْهُ ، وَمَعَ رِوَايَتِهِ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، رِوَايَتُهُ ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ فِي ذِكْرِ الْفَجْرِ دُونَ الْعِشَاءِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ . قَالَ الشافعي : وَرَوَى أَنَسٌ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ " قَنَتَ وَتَرَكَ الْقُنُوتَ جُمْلَةً " . وَمَنْ رَوَى مِثْلَ حَدِيثِهِ ، رَوَى أَنَّهُ قَنَتَ عِنْدَ أَهْلِ بِئْرِ مَعُونَةَ ، ثُمَّ تَرَكَ الْقُنُوتَ . قال أحمد : قَدْ رَوَى هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، " قَنَتَ شَهْرًا ، يَدْعُو عَلَى حي مَنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ ، ثُمَّ تَرَكَهُ " . هَكَذَا مُطْلَقًا ، كَمَا قَالَ الشافعي . ثُمَّ فِي رِوَايَةِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، وَأَبِي مِجْلَزٍ ، وَأَنَسِ بْنِ سِيرِينَ ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ : مَا دَلَّ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ كَانَ عِنْدَ قَتْلِ أَهْلِ بِئْرِ مَعُونَةَ . وَرُوِيَ فِي رِوَايَةٍ غَيْرِ قَوِيَّةٍ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : " قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا ، يَدْعُو عَلَى عُصَيَّةَ ، وَذَكْوَانَ ، فَلَمَّا ظَهَرَ عَلَيْهِمْ ، تَرَكَ الْقُنُوتَ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
جَعْفَرٍ | جعفر الصادق | صدوق فقيه إمام |
الشافعي | محمد بن إدريس الشافعي / ولد في :150 / توفي في :204 | المجدد لأمر الدين على رأس المائتين |
الرَّبِيعُ | الربيع بن سليمان المرادي | ثقة |
أَبُو الْعَبَّاسِ | محمد بن يعقوب الأموي / ولد في :247 / توفي في :346 | ثقة حافظ |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ | الحاكم النيسابوري / ولد في :321 / توفي في :405 | ثقة حافظ |