أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ ، قَالَ : قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا سورة البقرة آية 125 ، إِلَى وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ سورة البقرة آية 125 ، قَالَ الشَّافِعِيُّ : الْمَثَابَةُ فِي كَلامِ الْعَرَبِ : الْمَوْضِعُ يَثُوبُ النَّاسُ إِلَيْهِ وَيَئُوبُونَ : يَعُودُونَ إِلَيْهِ بَعْدَ الذَّهَابِ عَنْهُ ، وَقَدْ يُقَالُ : ثَابَ إِلَيْهِ : اجْتَمَعَ إِلَيْهِ ، فَالْمَثَابَةُ تَجَمُّعُ الاجْتِمَاعِ ، وَيئوبُونَ : يَجْتَمِعُونَ إِلَيْهِ رَاجِعِينَ بعد ذهابهم عنه ومبتدين " ، قَالَ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ فذكر الْبَيْتَ : مَثَابًا لأَفْنَاءِ الْقَبَائِلِ كُلِّهَا تَخُبُّ إِلَيْهِ الْيَعْمِلاتُ الذَّوَامِلُ وَقَالَ خِدَاشُ بْنُ زُهَيْرٍ النصري : فَمَا بَرِحَتْ بَكْرٌ تَثُوبُ وَتَدَّعِي وَيَلْحَقُ مِنْهُمُ أَوَّلُونَ وَآخِرُ قَالَ الشَّافِعِيُّ وَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ ، وَتَعَالَى : أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ سورة العنكبوت آية 67 ، يَعْنِي وَاللَّهُ أَعْلَمُ : آمِنًا مَنْ صَارَ إِلَيْهِ لا يُتَخَطَّفُ اخْتِطَافَ مَنْ حَوْلَهُمْ ، إِلَى هَا هُنَا قُرأ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظِ ، وَأَنَا أَسْمَعُ ، وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ إِجَازَةً قَالَ الشَّافِعِيُّ وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لإِبْرَاهِيمَ خَلِيلِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ : وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ سورة الحج آية 27 قَالَ الشَّافِعِيُّ وَسَمِعْتُ مَنْ أَرْضَى مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَذْكُرُ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمَّا أَمَرَ بِهَذَا إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، وَقَفَ عَلَى الْمَقَامِ ، فَصَاحَ صَيْحَةً : عِبَادَ اللَّهِ ، أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ ، فَاسْتَجَابَ لَهُ ، حَتَّى مَنْ فِي أَصْلابِ الرِّجَالِ وَأَرْحَامِ النِّسَاءِ ، فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ بَعْدَ دعَوَتِهِ فَهُوَ مِمَّنْ أَجَابَ دَعْوَتَهُ ، وَوَافَاهُ مَنْ وَافَاهُ ، يَقُولُونَ : لَبَّيْكَ دَاعِيَ ربنا لبيك قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حَجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا ، وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ، فَكَانَ ذَلِكَ دَلالَةَ كِتَابِ اللَّهِ فِينَا وَفِي الأُمَمِ عَلَى أَنَّ النَّاسَ مَنْدُوبُونَ إِلَى إِتْيَانِ الْبَيْتِ بِإِحْرَامٍ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ سورة البقرة آية 125 ، وَقَالَ : فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ سورة إبراهيم آية 37 ، قَالَ : فَكَانَ مِمَّا نُدِبُوا لَهُ إِلَيْهِ إِتْيَانُ الْحَرَمِ بِالإِحْرَامِ ، قَالَ : وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ أَبِي لَبِيدٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، قَالَ : " لَمَّا أَهْبَطَ اللَّهُ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ مِنَ الْجَنَّةِ ، طَأْطَأَهُ ، فَشَكَى الْوَحْشَةَ إِلَى أَصْوَاتِ الْمَلائِكَةِ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ ، مَا لِي لا أَسْمَعُ حِسَّ الْمَلائِكَةِ ؟ فقَالَ : خَطِيئَتُكَ يَا آدَمُ ، وَلَكِنِ اذْهَبْ فَإِنَّ لِي بَيْتًا بِمَكَّةَ فأته ، فَافْعَلْ حَوْلَهُ نَحْوَ مَا رَأَيْتَ الْمَلائِكَةُ يَفْعَلُونَ حَوْلَ عَرْشِي ، فَأَقْبَلَ يَتَخَطَّى ، مَوْضِعُ كُلِّ قَدَمٍ قَرْيَةٌ ، وَمَا بَيْنَهُمَا مَفَازَةٌ ، فَلَقتْهُ الْمَلائِكَةُ بِالرَّدْمِ ، فَقَالُوا : بِرَّ حَجَّكَ يَا آدَمُ ، لَقَدْ حَجَجْنَا هَذَا الْبَيْتَ قَبْلَكَ بِأَلْفَيْ عَامٍ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
الرَّبِيعُ | الربيع بن سليمان المرادي | ثقة |
أَبُو الْعَبَّاسِ | محمد بن يعقوب الأموي / ولد في :247 / توفي في :346 | ثقة حافظ |