وَقَدْ رَوَى وَقَدْ رَوَى يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، أَنَّهُ قَالَ : شَاهَدْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ " جَمَعَ بَيْنَ رَجُلٍ وَامْرَأَتِهِ طَلَّقَهَا ثَلاثًا ، أي فِي رَجُلٍ قَالَ لامْرَأَتِهِ : أَنْتِ طَالِقٌ ، أَنْتِ طَالِقٌ ، أَنْتِ طَالِقٌ فجعلها واحدة ، وَأُتِيَ فِي رَجُلٍ قَالَ لامْرَأَتِهِ : أَنْتِ طَالِقٌ ، أَنْتِ طَالِقٌ ، أَنْتِ طَالِقٌ ، فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا " ، قَالَ أَحْمَدُ : وَهَذَا إِنَّمَا يَخْتَلِفُ بِاخْتِلافِ حَالِ الْمَرْأَةِ ، بِأَنْ تَكُونَ الَّتِي جَعَلَهَا فِيهَا وَاحِدَةً غَيْرَ مَدْخُولٍ بِهَا فَبَانَتْ بِالأُولَى فَلَمْ يُلْحِقْهَا مَا بَعْدَهَا ، وَالَّتِي جَعَلَهَا فِيهَا ثَلاثًا مَدْخُولا بِهَا فَلَحِقَهَا الثَّلاثُ ، وَقَدْ يَخْتَلِفُ بِاخْتِلافِ نِيَّةِ الرَّجُلِ فِي الْمَدْخُولِ بِهَا بِأَنْ يَكُونَ فِي إِحْدَى الْحَالَتيْنِ أَرَادَ تَبْيِينَ الأُولَى ، وَفِي الأُخْرَى أَرَادَ إِحْدَاثَ طَلاقٍ بَعْدَ الأُولَى ، ثُمَّ اسْتَدَلَّ الشَّافِعِيُّ بِأَنَّ اللَّهَ جَعَلَ الطَّلاقَ إِلَى الأَزْوَاجِ ، فَسَوَاءٌ طَلَّقَهَا ثَلاثًا مَجْمُوعَةً أَوْ مُفَرَّقَةً كَطَلاقِ نِسْوَتِهِ وَعِتْقِ رَقِيقِهِ ، وَالإِيلاءِ وَالظِّهَارِ عَنْ نِسْوَتِهِ , ثُمَّ اسْتَدَلَّ بِحَدِيثِ عَائِشَةَ فِي قِصَّةِ رِفَاعَةَ أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ، فَبَتَّ طَلاقَهَا ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَتُرِيدِينَ أَنْ تَرْجِعِي إِلَى رِفَاعَةَ ؟ لا حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ وَيَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ " ، وَلَوْ كَانَتْ حَسَبَتْ طَلَاقَهَا بِوَاحِدَةٍ كَانَ لَهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلَى رِفَاعَةَ بِلَا زَوْجٍ ، قَالَ : وَعُوَيْمِرٌ الْعَجْلانِيُّ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلاثًا قَبْلَ أَنْ يُخْبِرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا تَحْرُمُ عَلَيْهِ بِاللِّعَانِ ، فَلَمْ أَعْلَمِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَاهُ ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ ، حَكَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ زَوْجَهَا بَتَّ طَلاقَهَا ، - يَعْنِي وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّهُ طَلَّقَهَا ثَلاثًا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَيْسَتْ لَكِ عَلَيْهِ نَفَقَةٌ " ، وَلَمْ أَعْلَمِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَابَ طَلاقَهُ ثَلاثًا مَعًا ، فَلَمَّا كَانَ حَدِيثُ عَائِشَةَ فِي رِفَاعَةَ مُوَافِقًا ظَاهِرَ الْقُرْآنِ وَكَانَ ثَابِتًا كَانَ أَوْلَى الْحَدِيثَيْنِ أَنْ يُؤْخَذَ بِهِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنَ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |
أَيُّوبَ | أيوب السختياني | ثقة ثبتت حجة |
حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ | حماد بن زيد الأزدي | ثقة ثبت فقيه إمام كبير مشهور |
سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ | سليمان بن حرب الواشحي | ثقة إمام حافظ |
يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي | يوسف بن يعقوب القاضي / توفي في :297 | ثقة |