أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ ، أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ ، قَالَ : قَالَ الشَّافِعِيُّ : " الْحَدُّ فَرْضٌ عَلَى السُّلْطَانِ ، أَنْ يَقُومَ بِهِ ، إِنْ تَرَكَهُ كَانَ عَاصِيًا بِتَرْكِهِ فَأَبْطَلْتُ مَا تَلَفَ بِالْحَدِّ وَالْأَدَبِ ، أَمْرٌ لَمْ يُبَحْ لَهُ ، إِلا بِالرَّأْيِ ، وَحَلالٌ لَهُ تَرْكُهُ " , أَلا تَرَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ ظَهَرَ عَلَى قَوْمٍ ، أَنَّهُمْ قَدْ غَلُّوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَلَمْ يُعَاقِبْهُمْ ، وَلَوْ كَانَتِ الْعُقُوبَةُ تَلْزَمُ لُزُومَ الْحَدِّ مَا تَرَكَهُمْ ، كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَطَعَ امْرَأَةً لَهَا ، شَرَفٌ فَكُلِّمَ فِيهَا ، فَقَالَ : " لَوْ سَرَقَتْ فُلانَةُ ، لامْرَأَةٍ شَرِيفَةٍ لَقَطَعْتُ يَدَهَا " ثُمَّ جَعَلَهُ شَبِيهًا بِالرَّجُلِ يَرْمِي الصَّيْدَ أَوِ الْغَرْضِ ، وَلا يَرَى إِنْسَانًا ، وَلا نِبَالا لإِنْسَانٍ ، فَأَصَابَتِ الرَّمِيَّةُ إِنْسَانًا ، أَوْ شَاةً لإِنْسَانٍ ضَمِنَ بَلِ الْعُقُوبَةُ أَوْلَى ، أَنْ تَكُونَ مَضْمُونَةً ، إِنْ جَاءَ مِنْهَا تَلَفٌ , لأَنَّهُ لا يَخْتَلِفُ أَحَدٌ ، فِي أَنَّ الرَّمِيَّةَ مُبَاحَةٌ ، وَقَدْ يَخْتَلِفُ النَّاسُ فِي الْعُقُوبَاتِ ، فَيَكْرَهُهَا بَعْضُهُمْ ، وَيَقُولُ بَعْضُهُمْ : لا نَبْلُغُ بِهَا كَذَا ، وَلا يُزَادُ فِيهَا عَلَى كَذَا ثُمَّ سَاقَ الْكَلامَ ، إِلَى أَنْ قَالَ : وَقَدْ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : " مَا مِنْ أَحَدٍ يَمُوتُ فِي حَدٍّ ، فَأَجِدُ فِي نَفْسِي مِنْهُ شَيْئًا , لأَنَّ الْحَقَّ قَتَلَهُ ، إِلا الْمَحْدُودُ فِي الْخَمْرِ ، فَإِنَّهُ شَيْءٌ أَحْدَثْنَاهُ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَنْ مَاتَ فِيهِ فَدِيَتُهُ ، لا أَدْرِي ، قَالَ فِي بَيْتِ الْمَالِ ، أَوْ عَلَى الَّذِي حَدَّهُ ، شَكَّ الشَّافِعِيُّ ، قَالَ : وَبَلَغَنَا أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بَعَثَ إِلَى امْرَأَةٍ فِي شَيْءٍ بَلَغَهُ عَنْهَا فَذَعَرَهَا ، فَفَزِعَتْ ، فَأَسْقَطَتْ ، فَاسْتَشَارَ فِي سِقْطِهَا ، فَقَالَ عَلِيٌّ كَلِمَةً لا أَحْفَظُهَا ، أَعْرِفُ ، أَنَّ مَعْنَاهَا : أَنَّ عَلَيْهِ الدِّيَةَ ، فَأَمَرَ عُمَرُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنْ يَضْرِبَهَا عَلَى قَوْمِهِ ، هنا قَالَ الشَّافِعِيُّ : وَقَدْ كَانَ لِعُمَرَ أَنْ يَبْعَثَ ، وَلِلإِمَامِ أَنْ يَحُدَّ فِي الْخَمْرِ عِنْدَ الْعَامَّةِ ، فَلَمَّا كَانَ فِي الْبَعْثَةِ تَلَفٌ عَلَى الْمَبْعُوثِ إِلَيْهَا ، أَوْ عَلَى ذِي بَطْنِهَا ، فَقَالَ عَلِيٌّ ، وَقَالَ عُمَرُ : إِنَّ عَلَيْهِ مَعَ ذَلِكَ الدِّيَةَ ، كَأَنَّ الَّذِي يَرَاهُمْ ذَهَبُوا إِلَيْهِ أَنَّهُ ، وَإِنْ كَانَتْ لَهُ الرِّسَالَةُ فَعَلَيْهِ أَنْ لا يَتْلَفَ بِهَا أَحَدٌ ، فَإِنْ تَلَفَ ضَمِنَ ، وَكَانَ الْمَأْثَمُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مَوْضُوعًا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |