أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ، عَنْ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، قَالَ : فُقِدَتْ نَاقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَضْبَاءُ ، فَإِذَا هُمْ بِهَا صَبَاحَ يَوْمٍ وَامْرَأَةٌ قَدْ أَناختها تريد أن تَنْحَرَهَا ، فَذَهَبُوا بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : " مَا شَأْنُكِ ؟ " قَالَتْ : أَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِمَّنْ حَوْلَ الْمَدِينَةِ ، سَبَانِي الْمُشْرِكُونَ وَبِنْتًا لِي ، فَشَدُّونَا وَثَاقًا فَحَلَلْتُ مِنَ اللَّيْلِ وَثَاقِي ، فَأَتَيْتُ ابْنَتِي لأَحِلَّهَا فَلَمْ أَسْتَطِعْ حَلَّهَا ، فَأَتَيْتُ الإِبِلَ فَأَخَذْتُ أَسْكَنَهَا بَعِيرًا ، فَرَكِبْتُ عَلَيْهِ وَجَعَلْتُ لِلَّهِ عَلَيَّ إِنْ نَجَّانِي اللَّهُ أَنْ أَنْحَرَهَا ، قَالَ : " بِئْسَ مَا جزيتها ، لا نَذْرَ لابْنِ آدَمَ فِيمَا لا يَمْلِكُ " ، فَقَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاقَتَهُ ، وَخَلَّى عَنِ الْمَرْأَةِ . قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي رِوَايَتِنَا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَحْدَهُ : فَقَدْ أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاقَتَهُ بَعْدَمَا أَحْرَزَهَا الْمُشْرِكُونَ ، وَأَحْرَزَتْهَا الأَنْصَارِيَّةُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ، وَلَوْ كَانَتِ الأَنْصَارِيَّةُ أَحْرَزَتْ عَلَيْهِمْ شَيْئًا لَيْسَ لِمَالِكٍ كَانَ لَهَا فِي قَوْلِنَا أَرْبَعَةُ أَخْمَاسِهِ ، وَخُمْسٌ لأَهْلِ الْخُمْسِ ، وَفِي قَوْلِ : غَيْرِنا كَانَ لَهَا مَا أَحْرَزَتْ لا خُمْسَ فِيهِ , وَقَدْ أَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا لا تَمْلِكُ مَالَهُ بِلا قِيمَةٍ ، قَالَ أَحْمَدُ : فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : إِنَّمَا لَمْ يَصِحَّ نَذْرُهَا لأَنَّهَا قَالَتْ ذَلِكَ وَهِيَ فِي دَارِ الْحَرْبِ ، َمَا لَمْ تنْجُ بِهَا إِلَى دَارِ الإِسْلامِ لَمْ تَمْلِكْهَا . قِيلَ لَهُ : أَلَيْسَ قَدْ نَجَتْ إِلَى دَارِ الإِسْلامِ فَوَجَبَ أَنْ يَبْطُلَ نَذْرُهَا بِمِلْكِهَا عَلَى أَصْلِكَ ، وَلَمْ يُجِزِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِبْطَالَ مِلْكِهَا إِلا بِأَنْ يَدْفَعَ إِلَيْهَا قِيمَتَهَا ، فَلَمَّا لَمْ يُنْقَلْ فِي شَيْءٍ مِنَ الأَخْبَارِ أَنَّهُ غَرِمَ لَهَا قِيمَتَهَا دَلَّ أَنَّهَا لَمْ تَمْلِكْهَا قَطُّ ، وَلأَنَّ ظَاهَرَ الْخَبَرِ أَنَّهَا هَرَبَتْ عَلَيْهَا وَطُلِبَتْ مِنْ لَيْلَتِهَا فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهَا فَحِينَئِذٍ نَذَرَتْ ، وَالْغَالِبُ أَنَّهَا كَانَتْ قَدْ دَخَلَتْ دَارَ الإِسْلامِ لِقُرْبِ الشِّرْكِ مِنْ دَارِ الإِسْلامِ يَوْمَئِذٍ ، إِلا أَنَّهَا خَشِيَتْ خُرُوجَهُمْ فِي أَثَرِهَا فِي الصَّحْرَاءِ فَنَذَرَتْ ، فَأَبْطَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَذْرَهَا وَأَخْبَرَ بِأَنَّهَا نَذَرَتْ مَا لَمْ تَمْلِكْ ، وَمَنْ ذَهَبَ إِلَى وُقُوعِ الطَّلاقِ فِي الْمِلْكِ إِذَا عُقِدَ قَبْلَهُ مُضَافًا إِلَيْهِ لَزِمَهُ أَنْ يَقُولَ بِلُزُومِ النَّذْرِ فِي الْمِلْكِ إِذَا عُقِدَ قَبْلَهُ مُضَافًا إِلَيْهِ ، وَهَاهُنَا قَدْ أَضَافَتْ نَذْرَهَا إِلَى أَنْ تَنْجُوَ عَلَيْهَا ، وَإِنَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ عِنْدَهُ إِذَا دَخَلَتْ دَارَ الإِسْلامِ وَمِلْكِهَا ، وَهُوَ لا يَقُولُ ذَلِكَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ | عمران بن حصين الأزدي / توفي في :52 | صحابي |
أَبِي الْمُهَلَّبِ | معاوية بن عمرو البصري | ثقة |
أَبِي قِلابَةَ | عبد الله بن زيد الجرمي / توفي في :104 | ثقة |
خَالِدٍ | خالد الحذاء | ثقة |
عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ | علي بن عاصم التميمي / ولد في :105 / توفي في :201 | متروك الحديث |
يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ | يحيى بن جعفر الواسطي / ولد في :180 / توفي في :275 | صدوق حسن الحديث |
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ | محمد بن يعقوب الأموي / ولد في :247 / توفي في :346 | ثقة حافظ |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ | الحاكم النيسابوري / ولد في :321 / توفي في :405 | ثقة حافظ |