باب مهادنة من يقوى على قتاله


تفسير

رقم الحديث : 4975

أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ ، أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ ، قَالَ : قَالَ الشَّافِعِيُّ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِي أُمَيَّةَ ، قَالَ : " أَكَلْتُ فَرَسًا فِي عَهْدِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَوَجَدْتُهُ حُلْوًا " . قَالَ أَحْمَدُ : وَرُوِّينَا عَنِ الأَسْوَدِ ، أَنَّهُ أَكَلَ لَحْمَ فَرَسٍ ، وَعَنِ الْحَسَنِ ، " لا بَأْسَ بِلَحْمِ الْفَرَسِ " . وَأَمَّا حَدِيثُ صَالِحِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْمِقْدَامِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ ، قَالَ : " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَالْحَمِيرِ ، وَكُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ " ، فَهَذَا حَدِيثٌ إِسْنَادُهُ مُضْطَرِبٌ ، وَمَعَ اضْطِرَابِهِ مُخَالِفٌ لِحَدِيثِ الثِّقَاتِ ، وَقَدْ قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيخِ : صَالِحُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ : فِيهِ نَظَرٌ ، وَقَالَ مُوسَى بْنُ هَارُونَ : لا يُعْرَفُ صَالِحُ بْنُ يَحْيَى وَلا أَبُوهُ إِلا بِجَدِّهِ ، وَهَذَا ضَعِيفٌ ، وَزَعَمَ الْوَاقِدِيُّ أَنّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ أَسْلَمَ بَعْدَ فَتْحِ خَيْبَرَ ، وَإِنَّمَا قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً سورة النحل آية 8 ، فَإِنَّهُ فِي سُورَةِ النَّحْلِ ، وَسُورَةُ النَّحْلِ مَكِّيَّةٌ فِي قَوْلِ أَهْلِ التَّفْسِيرِ ، غَيْرَ أَرْبَعِ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ السُّورَةِ ، وَلَمْ يَبْلُغْنَا أَنّ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْتَنَعَ مِنْ أَكْلِ لَحْمِ الْخَيْلِ بَعْدَ نُزُولِ هَذِهِ الآيَةِ ، وَلا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ ، حَتَّى حَرَّمَهُ زَمَنَ خَيْبَرَ ، وَفِي ذَلِكَ دَلالَةٌ عَلَى أَنَّهُمْ لَمْ يَعْقِلُوا مِنْ هَذِهِ الآيَةِ تَحْرِيمَ لُحُومِ هَذِهِ الدَّوَابِّ ، وَأَنْ لا حُجَّةَ فِيهَا لِمَنْ ذَهَبَ إِلَى تَحْرِيمِ الْخَيْلِ ، وَالَّذِي يُؤَكِّدُ مَا رُوِّينَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي نَهْيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ يَوْمَ خَيْبَرَ " . لا أَدْرِي أَنْهَى عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ كَانَ حَمُولَةَ النَّاسِ ، فَكَرِهَ أَنْ تَذْهَبَ حَمُولَتُهُمْ أَوْ حَرَّمَهُ ، وَلَوْ كَانَ تَحْرِيمُهَا وَتَحْرِيمُ مَا ذَكَرَ مَعَهَا فِي الآيَةِ ثَابِتًا بِالآيَةِ لَمْ يَقَعْ هَذَا الاشْتِبَاهُ لابْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ تُرْجُمَانُ الْقُرْآنِ فِي النَّهْيِ عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ زَمَنَ خَيْبَرَ ، وَهَذَا الْخَبَرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَدُلُّ عَلَى بُطْلانِ مَا رُوِيَ عَنْهُ بِخِلافِ ذَلِكَ ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كَمَا لَمْ يَذْكُرْ فِي الآيَةِ وَجْهَ الانْتِفَاعِ بِهَذِهِ الدَّوَابِّ بِالأَكْلِ ، وَلَمْ يَذْكُرْ وَجْهَ الانْتِفَاعِ بِهَا بِحَمْلِ الأَثْقَالِ عَلَيْهَا ، وَذَلِكَ لا يَدُلُّ عَلَى تَحْرِيمِهِ كَذَلِكَ الأَكْلَ إِلا فِيمَا قَامَتْ دَلالَتُهُ ، وَفِي الآيَةِ دَلالَةٌ عَلَى جَوَازِ إِنْزَاءِ الْخَيْلِ عَلَى الأُتُنِ رَغْبَةً فِي إِتْيَانِهَا بِالْبِغَالِ الَّتِي امْتَنَّ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْنَا بِهَا ، كَامْتِنَانِهِ بِالْخَيْلِ وَالْحَمِيرِ .

الرواه :

الأسم الرتبة
الشَّافِعِيُّ

المجدد لأمر الدين على رأس المائتين

الرَّبِيعُ

ثقة

أَبُو الْعَبَّاسِ

ثقة حافظ

Whoops, looks like something went wrong.