وَرَوَى الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ , عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ جَمِيلٍ , عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ , عَنْ مَكْحُولٍ , قَالَ : " لا تَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ حَتَّى تَقْرَأْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سورة الفاتحة آية 1 " , وَقَالَ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ : " الْجَهْرُ بِهَا حَسَنٌ جَمِيلٌ " , وَقَالَ عِكْرِمَةُ : " لا يُصَلَّى خَلْفَ مَنْ لا يَقْرَأُ بِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سورة الفاتحة آية 1 " , وَكَانَ طَاوُسٌ يَقْرَأُ بِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سورة الفاتحة آية 1 فِي فَاتِحَةِ الْكِتَابِ , وَلا يَقْرَؤُهَا فِي السُّورَةِ الَّتِي بَعْدَهَا , وَخَالَفَهُ عَطَاءٌ وَأَكْثَرُ أَصْحَابِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي ذَلِكَ , فَكَانُوا يَقْرَءُونَهَا فِي فَاتِحَةِ الْكِتَابِ , وَفِي السُّورَةِ الَّتِي يَقْرَءُونَ بَعْدَهَا , وَكَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ يَرَى قِرَاءَتَهَا فِي النَّوَافِلِ , فِي فَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَفِي سَائِرِ سُوَرِ الْقُرْآنِ , وَهُوَ قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ , وَكَانَ الشَّافِعِيُّ يَرَى قِرَاءَتَهَا فِي الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ وَفِي النَّوَافِلِ فَرْضًا , لأَنَّهَا عِنْدَهُ آيَةٌ مِنْ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ , وَلا صَلاةَ عِنْدَهُ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْهَا بِتَمَامِهَا فِي كُلِّ رَكْعَةٍ , وَمَنْ أَسْقَطَ عِنْدَهُ مِنْهَا حَرْفًا وَاحِدًا لَمْ تُجْزِئْهُ صَلاتُهُ , وَلَمْ تَصِحَّ لَهُ الرَّكْعَةُ مِنْهَا , إِذَا لَمْ يَقْرَأْ أُمَّ الْقُرْآنِ كُلَّهَا فِيهَا , وَمَذْهَبُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ الإِسْرَارُ بِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سورة الفاتحة آية 1 كَمَذْهَبِ الْكُوفِيِّينَ , وَقَالَ : لا يَجْهَرُ بِهَا أَحَدٌ إِلا فِي قِيَامِ رَمَضَانَ فِي غَيْرِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ بَيْنَ السُّورَتَيْنِ , فَإِنَّهُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَلا شَيْءَ عَلَيْهِ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ , يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبِي , يَقُولُ : " يَقْرَأُ الرَّجُلُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سورة الفاتحة آية 1 فِي أَوَّلِ كُلِّ سُورَةٍ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ , وَالَّذِي يَخْتِمُ الْقُرْآنَ يَقْرَأُ كَمَا يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ يُعْجِبُنِي ذَلِكَ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |