ذكر الاثار التي احتج بها من اسقط بسم الله الرحمن الرحيم في اول فاتحة الكتاب في الصلاة...


تفسير

رقم الحديث : 5

وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ قَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَعَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ ، قَالا : حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ , حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ , حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ , عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ , عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ ، عَنْ عَائِشَةَ , قَالَتْ : " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْتَتِحُ الصَّلاةَ بِالتَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ بِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ سورة الفاتحة آية 2 ، وَيَخْتِمُهَا بِالتَّسْلِيمِ " . قَالَ أَبُو عُمَرَ : رِجَالُ إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ ثِقَاتٌ كُلُّهُمْ , لا يُخْتَلَفُ فِي ذَلِكَ , إِلا أَنَّهُمْ يَقُولُونَ : إِنَّ أَبَا الْجَوْزَاءِ لا يُعْرَفُ لَهُ سَمَاعٌ مِنْ عَائِشَةَ , وَحَدِيثُهُ عَنْهَا إِرْسَالٌ وَأَمَّا الْفُقَهَاءُ , فَيَقُولُونَ : إِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ لا حُجَّةَ فِيهِ لِمَنْ يَرَى إِسْقَاطَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سورة الفاتحة آية 1 مِنْ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ , وَإِنَّمَا فِيهِ الْحُجَّةُ عَلَى مَنْ رَأَى أَنَّ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَغَيْرَهَا سَوَاءٌ , وَأَنَّهُ جَائِزٌ قِرَاءَتُهَا وَقِرَاءَةُ غَيْرِهَا دُونَهَا فِي الصَّلاةِ , وَيُجِيزُ أَنْ تُفْتَحَ الصَّلاةُ بِغَيْرِهَا مِنَ الْقُرْآنِ , فَهَذَا الْحَدِيثُ حُجَّةٌ عَلَى مَا قَالَ ذَلِكَ , وَأَمَّا مَنْ قَالَ : إِنَّ الصَّلاةَ لا تُجْزِئُ إِلا بِأُمِّ الْقُرْآنِ , وَأَنَّهَا الَّتِي يُفْتَتَحُ بِهَا الْقِرَاءَةُ فِي الصَّلَوَاتِ دُونَ مَا سِوَاهَا مِنْ سُوَرِ الْقُرْآنِ , وَأَنَّ مَا سِوَاهَا مِنْ سُوَرِ الْقُرْآنِ إِنَّمَا يُقْرَأُ بَعْدَهَا فَلا حُجَّةَ عَلَيْهِ بِهَذَا الْحَدِيثِ , وَلا بِمَا كَانَ مِثْلَهُ , قَالَ : وَإِنَّمَا قَوْلُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْتَتِحُ الْقِرَاءَةَ بِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ سورة الفاتحة آية 2 يَعْنِي دُونَ غَيْرِهَا مِنْ سُوَرِ الْقُرْآنِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ سورة الفاتحة آية 2 اسْمٌ لِسُورَةِ أُمِّ الْقُرْآنِ , وَفَاتِحَةُ الْكِتَابِ اسْمٌ لَهَا أَيْضًا , وَإِنَّمَا قَالَتْ عَائِشَةُ : يَفْتَتِحُ بِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ سورة الفاتحة آية 2 وَلَمْ تَقُلْ : دُونَ أَنْ يَقْرَأَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سورة الفاتحة آية 1 ؛ لأَنَّهَا لَوْ قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْتَتِحُ الْقِرَاءَةَ بِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سورة الفاتحة آية 1 لَمْ تُفِدِ السَّامِعَ فَائِدَةً ؛ لأَنَّ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سورة الفاتحة آية 1 فِي أَوَّلِ كُلِّ سُورَةٍ مُثْبَتَةٌ فِي الْمُصْحَفِ , وَقَدِ اخْتَلَفُوا فِيهَا : هَلْ هِيَ آيَةٌ مِنْ أَوَّلِ كُلِّ سُورَةٍ أَوْ آيَةٌ مُفْرَدَةٌ فِي أَوَائِلِ السُّوَرِ كَاخْتِلافِهِمْ هَلْ هِيَ آيَةٌ مِنْ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ ؟ عَلَى مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ , وَالْحَمْدُ لِلَّهِ . وَإِنَّمَا قَصَدَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا إِلَى الإِعْلامِ بِالسُّورَةِ الَّتِي يَفْتَتِحُ بِهَا الصَّلاةَ , وَأَخْبَرَتْ بِأَيِّ السُّوَرِ تُفْتَتَحُ قِرَاءَةُ الصَّلاةِ بِكَلامٍ رَفَعَتْ فِيهِ الإِشْكَالَ , فَقَصَدَتْ إِلَى مَا فِي فَاتِحَةِ الْكِتَابِ , مِمَّا لَيْسَ فِي غَيْرِهَا ؛ لأَنَّ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ , فِي غَيْرِهَا فَكَانَ قَوْلُهَا : بِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ سورة الفاتحة آية 2 كَمَا لَوْ قَالَ قَائِلٌ : كَانَ يَفْتَتِحُ الصَّلاةَ بِ بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ سورة التوبة آية 1 وَلَمْ يَقُلْ : بِسُورَةِ التَّوْبَةِ , أَوْ قَالَ : كَانَ يَفْتَتِحُ الصَّلاةَ بِ سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا سورة النور آية 1 وَلَمْ يَقُلْ : بِسُورَةِ النُّورِ , أَوْ قَالَ : كَانَ يَفْتَتِحُ الصَّلاةَ بِ الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا سورة العنكبوت آية 1 - 2 , وَلَمْ يَقُلْ : بِالْعَنْكَبُوتِ , أَوْ بِ ق سورة ق آية 1 , أَوْ بِ يس سورة يس آية 1 , أَوْ ص سورة ص آية 1 , أَوْ بِ ن وَالْقَلَمِ سورة القلم آية 1 وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ , فَكَذَلِكَ قَوْلُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْتَتِحُ الصَّلاةَ بِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ سورة الفاتحة آية 2 وَلَمْ تَقُلْ بِأُمِّ الْقُرْآنِ , وَلا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ؛ لأَنَّهَا قَصَدَتْ إِلَى إِعْلامِ السَّامِعِ بِالسُّورَةِ الَّتِي يَفْتَتِحُ بِهَا قِرَاءَةَ الصَّلاةِ فَسَمَّتْهَا بِذَلِكَ , وَلَيْسَ فِيهِ مَا يُسْقِطُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سورة الفاتحة آية 1 , وَلا مَا يُثْبِتُهَا كَمَا لَوْ قَالَتْ : كَانَ يَفْتَتِحُ بِ ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ سورة ص آية 1 , أَوْ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ سورة ق آية 1 , أَوْ الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ سورة الحاقة آية 1 - 1 , أَوْ ن وَالْقَلَمِ سورة القلم آية 1 , وَمَا كَانَ مثل ذَلِكَ , وَهَذَا كُلُّهُ لا يُرْفَعُ احْتِمَالُهُ , فَبَطَلَ أَنْ يَكُونَ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا هَذَا حُجَّةٌ لِمَنْ نَزَعَ بِهِ فِي سُقُوطِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم سورة الفاتحة آية 1 وَحَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَمَّا أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ فَرُوِيَ عَنْهُ فِي هَذَا الْبَابِ , أَحَادِيثُ مُتَغَايِرَةٌ مُخْتَلِفَةٌ وَمُتَضَادَّةٌ تَأْتِي فِي أَبْوَابِهَا مِنْ هَذَا الْكِتَابِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى , فَأَمَّا مَا احْتَجَّ بِهِ مِنْهَا مَنْ رَأَى سُقُوطَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سورة الفاتحة آية 1 مِنْ أَوَّلِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَمِنْ ذَلِكَ .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَائِشَةَ

صحابي

أَبِي الْجَوْزَاءِ

ثقة

بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ

ثقة

سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ

ثقة حافظ

سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ

ثقة

الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ

ثقة

قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ

ثقة حافظ ثبت

وَعَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ

صدوق حسن الحديث

أَحْمَدُ بْنُ قَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

ثقة حافظ

Whoops, looks like something went wrong.