باب ذكر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم


تفسير

رقم الحديث : 53

حَدَّثَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ بِشْرِ , وَأَحْمَدُ بْنُ قَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , قَالا : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي دُلَيْمٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ , قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي , قَالَ : أَتَيْنَا جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ فِي بَنِي سَلَمَةَ , فَسَأَلْنَاهُ عَنْ حَجَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَحَدَّثَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَثَ بِالْمَدِينَةِ تِسْعَ سِنِينَ , ثُمَّ أَذَّنَ فِي النَّاسِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجٌّ الْعَامَ , فَنَزَلَ بِالْمَدِينَةِ بَشَرٌ كَثِيرٌ , كُلُّهُمْ يَلْتَمِسُ أَنْ يَأْتَمَّ بِرَسُولِ اللَّهِ وَيَفْعَلَ مَا يَفْعَلُ , فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ وَخَرَجْنَا مَعَهُ , حَتَّى أَتَى ذَا الْحُلَيْفَةِ , وَنَفِسَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ بِمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ , فَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : " اغْتَسِلِي وَاسْتَثْفِرِي بِثَوْبٍ , ثُمَّ أَهِلِّي , فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا اسْتَوَتْ بِهِ نَاقَتُهُ عَلَى الْبَيْدَاءِ أَهَلَّ بِالتَّوْحِيدِ : لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ , لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ , إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ , لا شَرِيكَ لَكَ " قَالَ : وَلَبَّى النَّاسُ , وَالنَّاسُ يَزِيدُونَ : ذَا الْمَعَارِجِ وَنَحْوَهُ مِنَ الْكَلامِ , وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْمَعُ وَلا يَقُولُ لَهُمْ شَيْئًا , فَنَظَرْتُ مَدَّ بَصَرِي بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ رَاكِبٍ وَمَاشٍ , وَمِنْ خَلْفِهِ مِثْلَ ذَلِكَ , وَعَنْ يَمِينِهِ مِثْلَ ذَلِكَ , وَعَنْ شِمَالِهِ مِثْلَ ذَلِكَ , قَالَ جَابِرٌ : وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ وَهُوَ يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ , وَمَا عَمِلَ بِهِ مِنْ شَيْءٍ عَمِلْنَا , فَخَرَجْنَا لا نَنْوِي إِلا الْحَجَّ , حَتَّى أَتَيْنَا الْكَعْبَةَ , فَاسْتَلَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَجَرَ الأَسْوَدَ , ثُمَّ رَمَلَ ثَلاثًا , وَمَشَى أَرْبَعًا , حَتَّى إِذَا فَرَغَ عَمَدَ إِلَى مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ فَصَلَّى خَلْفَهُ رَكْعَتَيْنِ , وَقَرَأَ : وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى سورة البقرة آية 125 قَالَ جَعْفَرٌ : قَالَ أَبِي : فَقَرَأَ فِيهِمَا بِالتَّوْحِيدِ : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ و قُلْ يَأَيُّهَا الْكَافِرُونَ ثُمَّ اسْتَلَمَ الْحَجَرَ الأَسْوَدَ , ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّفَا , فَقَالَ : نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ , وَقَرَأَ : إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ سورة البقرة آية 158 وَرَقَى عَلَى الصَّفَا , حَتَّى إِذَا نَظَرَ إِلَى الْبَيْتِ كَبَّرَ ثُمَّ قَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ , لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ , لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ , أَنْجَزَ وَعْدَهُ , وَصَدَقَ عَبْدَهُ , وَغَلَبَ أَوْ قَالَ : هَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ , ثُمَّ دَعَا , ثُمَّ رَجَعَ إِلَى هَذَا الْكَلامِ , ثُمَّ دَعَا , ثُمَّ رَجَعَ إِلَى هَذَا الْكَلامِ , ثُمَّ نَزَلَ , حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي الْوَادِي سَعَى حَتَّى صَعِدَ مَشْيًا , حَتَّى أَتَى الْمَرْوَةَ فَرَقَى عَلَيْهَا , حَتَّى إِذَا نَظَرَ إِلَى الْبَيْتِ قَالَ عَلَيْهَا كَمَا قَالَ عَلَى الصَّفَا , فَلَمَّا كَانَ السَّابِعُ بِالْمَرْوَةِ , قَالَ : يَأَيُّهَا النَّاسُ , إِنِّي لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ لَمْ أَسُقِ الْهَدْيَ وَجَعَلْتُهَا عُمْرَةً , فَمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيُحِلَّ وَلْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً , فَحَلَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ , وَقَالَ سَارِقَةُ بْنُ جُعْثُمٍ وَهُوَ فِي أَسْفَلِ الْمَرْوَةِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَلِعَامِنَا هَذَا , أَمْ لِلأَبَدِ ؟ فَشَبَّكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ , ثُمَّ قَالَ : لِلأَبَدِ , بَلْ لأَبَدِ الأَبَدِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ , وَقَالَ : دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ , وَقَدِمَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الْيَمَنِ , وَقَدِمَ مَعَهُ بِهَدْيٍ , وَسَاقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ هَدْيًا مِنَ الْمَدِينَةِ , فَإِذَا فَاطِمَةُ قَدْ حَلَّتْ وَلَبِسَتْ ثِيَابًا صَابِغَةً وَاكْتَحَلَتْ , فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهَا , قَالَتْ : أَمَرَنِي أَبِي , قَالَ عَلِيٌّ بِالْكُوفَةِ : لَمْ يَذْكُرْهُ جَابِرٌ , فَانْطَلَقْتُ مُحَرِّشًا أَسْتَفْتِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الَّذِي ذَكَرَتْ فَاطِمَةُ , قَالَ : قُلْتُ : إِنَّ فَاطِمَةَ لَبِسَتْ ثِيَابًا صَابِغَةً وَاكْتَحَلَتْ , وَقَالَتْ : أَمَرَنِي أَبِي , قَالَ : صَدَقَتْ , أَنَا أَمَرْتُهَا , قَالَ جَابِرٌ : فَقَالَ لِعَلِيٍّ : بِمَ أَهْلَلْتَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أُهِلُّ بِمَا أَهَلَّ بِهِ رَسُولُكَ , قَالَ عَلَيْهِ السَّلامُ : فَإِنَّ مَعِيَ الْهَدْيَ فَلا تَحِلَّ بِحَالٍ , وَكَانَ جَمَاعَةُ الْهَدْيِ الَّذِي أَتَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَدِينَةِ وَالَّذِي أَتَى بِهِ عَلِيٌّ مِائَةً , فَنَحَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ ثَلاثًا وَسِتِّينَ , وَأَعْطَى عَلِيًّا فَنَحَرَ مَا غَبَرَ وَأَشْرَكَهُ فِي هَدْيِهِ , ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبِضْعَةٍ فَجُعِلَتْ فِي قِدْرٍ فَأَكَلا مِنْ لَحْمِهَا , وَشَرِبَا مِنْ مَرَقِهَا , وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَدْ نَحَرْتُ هَهُنَا , وَمِنًي كُلُّهَا مَنْحَرٌ , وَوَقَفَ بِعَرَفَةَ , وَقَالَ : وَقَفْتُ هَهُنَا , وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ , ثُمَّ أَتَى الْمُزْدَلِفَةَ فَقَالَ : وَقَفْتُ هَهُنَا , وَمُزْدَلِفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ

صحابي

أَبِي

ثقة

جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ

صدوق فقيه إمام

يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ

ثقة متقن حافظ إمام قدوة

مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ

ثقة عارف

مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ

ثقة

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي دُلَيْمٍ

مقبول

وَأَحْمَدُ بْنُ قَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

ثقة حافظ

أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ بِشْرِ

صدوق حسن الحديث

Whoops, looks like something went wrong.