وَأَنْشَدَنِي أَبُو الْقَاسِمِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُصْفُورٍ رَحِمَهُ اللَّهُ لِنَفْسِهِ شَعْرَهُ هَذَا فِي الْعِلْمِ وَهُوَ أَحْسَنُ مَا قِيلَ فِي مَعْنَاهُ : مَعَ الْعِلْمِ فَاسْلُكْ حَيْثُ مَا سَلَكَ الْعِلْمُ وَعَنْهُ فَكَاشِفْ كُلَّ مَنْ عِنْدَهُ فَهْمُ فَفِيهِ جِلاءٌ لِلْقُلُوبِ مِنَ الْعَمَى وَعَوْنٌ عَلَى الدِّينِ الَّذِي أَمْرُهُ حَتْمُ فَإِنِّي رَأَيْتُ الْجَهْلَ يُزْرِي بِأَهْلِهِ وَذُو الْعِلْمِ فِي الأَقْوَامِ يَرْفَعُهُ الْعِلْمُ يُعَدُّ كَبِيرَ الْقَوْمِ وَهْوَ صَغِيرُهُمْ وَيَنْفَذُ مِنْهُ فِيهِمُ الْقَوْلُ وَالْحُكْمُ وَأَيُّ رَجَاءٍ فِي امْرِئٍ شَابَ رَأْسُهُ وَأَفْنَى سِنِيِّهِ وَهْوَ مُسْتَعْجِمٌ فَدِمُ يَرُوحُ وَيَغْدُو الدَّهْرَ صَاحِبَ بِطْنَةٍ تَرَكَّبَ فِي أَحْضَانِهَا اللَّحْمُ وَالشَّحْمُ إِذَا سُئِلَ الْمِسْكِينُ عَنْ أَمْرِ دِينِهِ بَدَتْ رُحَضَاءُ الْعِيِّ فِي وِجْهِهِ تَسْمُو وَهَلْ أَبْصَرَتْ عَيْنَاكَ أَقْبَحَ مَنْظَرٍ مِنْ أَشْيَبَ لا عِلْمٌ لَدَيْهِ وَلا حُلْمُ هِيَ السوءَةُ السَّوْءَاءُ فَاحْذَرْ شَمَاتَهَا فَأَوَّلُهَا خِزْيٌ وَآخِرُهَا ذَمُّ فَخَالِطْ رُوَاةَ الْعِلْمِ وَاصْحَبْ خِيَارَهُمْ فَصُحْبَتُهُمْ زَيْنٌ وَخُلْطَتُهُمْ غَنْمُ وَلا تَعْدُوَنَّ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ فَإِنَّهُمُ نُجُومٌ إِذَا مَا غَابَ نَجْمٌ بَدَا نَجْمُ فَوَاللَّهِ لَوْلا الْعِلْمُ مِمَّا اتَّضَحَ الْهُدَى وَلا لاحَ مِنْ غَيْبِ الأُمُورِ لَنَا رَسْمُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |