حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ ، نا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ ، يَقُولُ : " لَمَّا حَجَّ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ دَعَانِي ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَحَدَّثْتُهُ ، وَسَأَلَنِي فَأَجَبْتُهُ ، فَقَالَ : إِنِّي قَدْ عَزَمْتُ أَنْ آمُرَ بِكُتُبِكَ هَذِهِ الَّتِي وَضَعْتَهَا ، يَعْنِي الْمُوَطَّأَ ، فَيُنْسَخُ نُسَخًا ، ثُمَّ أَبْعَثُ إِلَى كُلِّ مِصْرٍ مِنْ أَمْصَارِ الْمُسْلِمِينَ مِنْهَا نُسْخَةً ، وَآمُرُهُمْ أَنْ يَعْمَلُوا بِمَا فِيهَا لا يَتَعَدَّوْنَ إِلَى غَيْرِهِ , وَيَدَعُونَ مَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ هَذَا الْعِلْمِ الْمُحْدَثِ ؛ فَإِنِّي رَأَيْتُ أَصْلَ الْعِلْمِ رِوَايَةَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَعِلْمَهُمْ ، قَالَ : فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، لا تَفْعَلْ ، فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ سَبَقَتْ إِلَيْهِمْ أَقَاوِيلُ ، وَسَمِعُوا أَحَادِيثَ ، وَرَوَوْا رِوَايَاتٍ وَأَخَذَ كُلُّ قَوْمٍ بِمَا سَبَقَ إِلَيْهِمْ وَعَمِلُوا بِهِ وَدَانُوا بِهِ مِنَ اخْتِلافِ النَّاسِ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْرَهُمْ ، وَإِنَّ رَدَّهُمْ عَمَّا اعْتَقَدُوهُ شَدِيدٌ ، فَدَعِ النَّاسَ وَمَا هُمْ عَلَيْهِ وَمَا اخْتَارَ كُلُّ أَهْلِ بَلَدٍ لأَنْفُسِهِمْ ، فَقَالَ : لَعَمْرِي لَوْ طَاوَعَنِي عَلَى ذَلِكَ لأَمَرْتُ بِهِ وَهَذَا غَايَةٌ فِي الإِنْصَافِ لِمَنْ فَهِمَ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |