وَذَكَرَ عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ ، نا حَمَّادُ بْنُ وَاقِدٍ ، نا أَبُو حَازِمٍ ، قَالَ : " قَدِمَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمَدِينَةَ ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ فُقَهَاءُ النَّاسِ ، وَإِلَى جَنْبِي الزُّهْرِيُّ ، فَقَالَ لِيَ الزُّهْرِيُّ : يَا أَبَا حَازِمٍ أَلا تُحَدِّثُ النَّاسَ بَعْضَ أَحَادِيثِكَ ؟ فَقُلْتُ : بَلَى كَانَ النَّاسُ الْفُقَهَاءُ مَرَّةً يَسْتَغْنُونَ بِعِلْمِهِمْ عَنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ، وَيَقْضُونَ فِي عِلْمِهِمْ مَا لا يَقْضِي أَهْلُ الدُّنْيَا فِي دُنْيَاهُمْ ، فَكَانَ أَهْلُ الدُّنْيَا يُقَرِّبُونَهُمْ وَيُعَظِّمُونَهُمْ عَلَى ذَلِكَ ، فَأَصْبَحَ الْعُلَمَاءُ الْيَوْمَ يَبْذُلُونَ عِلْمَهُمْ لأَهْلِ الدُّنْيَا رَغْبَةً فِي دُنْيَاهُمْ ، فَلَمَّا رَأَى أَهْلُ الدُّنْيَا مَوْضِعَ الْعِلْمِ عِنْدَ أَهْلِهِ زَهِدُوا فِيهِ وَازْدَادُوا رَغْبَةً فِي دُنْيَاهُمْ " . كَانَ يُقَالُ : " أَشْرَفُ الْعُلَمَاءِ مَنْ هَرَبَ بِدِينِهِ عَنِ الدُّنْيَا ، وَاسْتَصْعَبَ قِيَادُهُ عَلَى الْهَوَى " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |