مَا أَخْبَرَنِي مَا أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّكَّرِيُّ ، قَالَ : وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ فِي حديث عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ : إِنَّ الْحَجَّاجَ رَآهُ قَاعِدًا مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ ، فَقَالَ لَهُ : أَيَقْعُدُ ابْنٌ مَعَكَ عَلَى سَرِيرِكَ لا أُمَّ لَهُ ؟ فَقَالَ عُرْوَةُ : أَنَا لا أُمَّ لِي وَأَنَا ابْنُ عَجَائِزِ الْجَنَّةِ ؟ وَلَكِنْ أَيْنَ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ مَنْ لا أُمَّ لَهُ يَابْنَ الْمُتَمَنِّيَّةِ ، فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ : أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ أَنْ لا تَفْعَلَ ، فَكَفَّ عُرْوَةُ . قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ : قَوْلُهُ : يَابْنَ الْمُتَمَنِّيَّةِ : أَرَادَ أُمَّهُ ، وَهِيَ الْفَرِيعَةُ بِنْتُ هَمَّامٍ أُمُّ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ ، وَكَانَتْ تَحْتَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، وَهِيَ الْقَائِلَةُ : أَلا سَبِيل إِلَى خَمْرٍ فَأَشْرَبُهَا لا سَبِيلَ إِلَى نَصْرِ بْنِ حَجَّاجٍ وَكَانَ نَصْرُ بْنُ حَجَّاجٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ ، وَكَانَ جَمِيلا رَائِعًا ، عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهَذِهِ الْمَرْأَةُ تَقُولُ : أَلا سَبِيلَ إِلَى خَمْرٍ فَأَشْرَبُهَا ؟ فَدَعَا بِنَصْرِ بْنِ حَجَّاجٍ ، فَسَيَّرَهُ إِلَى الْبَصْرَةِ ، فَأَتَى مُجَاشِعَ بْنَ مَسْعُودٍ السُّلَمِيَّ ، وَعِنْدَهُ امْرَأَتُهُ شُمَيْلَةَ ، وَكَانَ مُجَاشِعُ أُمِّيًّا ، فَكَتَبَ نَصْرٌ عَلَى الأَرْضِ : أُحِبُّكِ حُبًّا لَوْ كَانَ فَوْقَكِ لأَظَلَّكِ ، وَلَوْ كَانَ تَحْتَكِ لأَقَلَّكِ ، فَكَتَبَتِ الْمَرْأَةُ : وَأَنَا وَاللَّهِ : فَكَبَّ مُجَاشِعٌ عَلَى الْكِتَابِ إِنَاءً ثُمَّ أَدْخَلَ كَاتِبًا فَقَرَأَ ، وَأَخْرَجَ نَصْرًا وَطَلَّقَهَا .