تفسير

رقم الحديث : 276

في كتابي عن أبي تغلب عبد الوهاب بْن علي بْن الحسن الملحمي ، قَالَ : حَدَّثَنَا القاضي أبو الفرج المعافى بْن زكريا الجريري ، قَالَ : أنبأنا مُحَمَّد بْن الحسن بْن دريد ، قَالَ : حَدَّثَنَا عبد الرحمن يعني : ابن عبيد اللَّه بْن قريب ابن أخي الأصمعي ، عن عمه ، قَالَ : " أبخل أهل خراسان أهل طوس ، وكانت قرية من قراها قد شهر أهلها بالبخل ، وكانوا لا يقرون ضيفا ، فبلغ ذلك واليا من ولاتهم ، ففرض عليهم قرى الضيف ، وأمرهم أن يضرب كل رجل منهم وتدا في المسجد الذي يصلي فيه ، وقال : إذا نزل ضيف فعلى أي وتد علق سوطا أو ثوبا فقراه على صاحب الوتد ، وكان فيهم رجل مفرط البخل ، فعمد إلى عود صلب ، فملسه وحدده وصيره في زاوية المسجد ، ووتده منصوبا ليزل عنه ما علق عليه ، فدخل المسجد ضيف ، فقال في نفسه : أن يكون هذا الوتد لأبخل القوم ، وإنما فعل هذا هربا من الضيافة . فعمد إلى عمامته ، فعقدها على ذلك الوتد عقدا شديدا ، فثبتت ، وصاحب الوتد ينظر إليه قد سقط في يديه ، فجاء إلى امرأته مغتما ، فقالت : ما شأنك ؟ فقال : البلاء الذي كنا نحيد عنه ، قد جاء الضيف ففعل كذا وكذا . فقالت : ليس لنا حيلة إلا الصبر ، واستعانة اللَّه عليه . وجعلت تعزيه ، واجتمع بناته وجيرانه متحزنين لما حل به ، وكان أمر الضيف عندهم عظيما ، فعمد إلى شاة فذبحها ، والى دجاجة فاشتواها ، والى جفنة فملأها ثريدا ولحما ، فجعلت امرأته وبناته وجاراته يتطلعن من فروج الأبواب والسطوح إلى الضيف وأكله ، وجعلوا يتبادرون : قد جاء الضيف ، ويلكم ، قد جاء الضيف . فتناول الضيف عرقا من ذلك اللحم ورغيفا ، فأكله ومسح يده وحمد اللَّه عز وجل ، وقال : ارفعوا ، بارك اللَّه عليكم ! فقال صاحب البيت : كل يا عبد اللَّه ! واستوف عشاءك ، فقد تكلفنا لك . قَالَ : قد اكتفيت . فقال : هكذا أكل الضيف مثل أكل الناس لا غير ؟ قَالَ : نعم . قَالَ : ما ظننت إلا أنك تأكل جميع ما عملناه وتدعو بغيره . فكان ذلك الرجل بعد ذلك لا يمر به ضيف إلا قراه " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.