أَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْفَقِيهُ ، بِقِرْمِيسِينَ ، أَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ النَّسَائِيُّ ، أَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الأَنْبَارِيِّ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ أَبُو جَعْفَرٍ الضَّبِّيُّ ، نَا يَعْقُوبُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ ، نَا شَرِيكٌ ، قَالَ : كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ قَدِ اسْتَخْفَى عِنْدَ رَجُلٍ فَأَكْرَمَهُ ، فَلَمَّا أَفَضْتِ الْخِلافَةُ إِلَيْهِ قَدِمَ عَلَيْهِ ذَلِكَ الرَّجُلُ يُهَنِّئُهُ فَأَكْرَمَهُ أَبُو جَعْفَرٍ ، وَقَالَ لَهُ : سَلْ حَاجَتَكَ ؟ فَقَالَ لَهُ : أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي مِنَ اللَّهِ فِي نِعْمَةٍ ، مَا لِي حَاجَةٌ إِلا أَنِّي أَشْتَهِي أَنْ يُحَدِّثَنِي الأَعْمَشُ ، فَاكْتُبْ إِلَيْهِ كِتَابًا لِيُحَدِّثَنِي ، فَكَتَبَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ كِتَابًا ، بِخَطِّهِ إِلَى الأَعْمَشِ يُعَرِّفُهُ فِيهِ وُجُوبَ حَقِّهِ عَلَيْهِ ، وَيَأْمُرُهُ بِأَنْ يُحَدِّثَهُ ، فَلَمَّا مَضَى الرَّجُلُ بِالْكِتَابِ وَافَى بَابَ الأَعْمَشِ فَدَقَّهُ ، وَكَانَ الأَعْمَشُ يَكْرَهُ أَنْ يُدَقَّ عَلَيْهِ بَابُهُ فَقَالَ : مَنْ ذَا ؟ ادْخُلْ ، فَدَخَلَ وَالأَعْمَشُ ، يَلْخَفُ كُسْبًا لِلشَّاةِ ، فَقَالَ لَهُ : مَا لَكَ ؟ فَقَالَ : هَذَا كِتَابُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَيْكَ ، فَقَالَ : هَاتِهِ فَأَخَذَهُ ، ثُمَّ قَالَ : يَا بُسْرَةُ ، يَعْنِي اسْمَ الشَّاةِ بُسْرَةُ ، فَرَفَعَتْ رَأْسَهَا ، فَجَعَلَ يُضَفِّرُهَا الْكِتَابَ حَتَّى أَكَلَتْهُ ، ثُمَّ قَالَ : إِيشْ فِيهِ ؟ قَالَ : فِيهِ أَنْ تُحَدِّثَنِي ، فَقَالَ : مَا أُحَدِّثُكَ بِحَرْفٍ ، فَقَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ يَكْتُبُ إِلَيْكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي شَيْءٍ فَلا تَفْعَلْهُ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا أُحَدِّثُكَ وَلا أُحَدِّثُ قَوْمًا أَنْتَ فِيهِمْ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |