نَا نَا يَعْقُوبُ ، قَالَ : نَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمَذَانِيُّ ، قَالَ : نَا الْمُحَارِبِيُّ ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ الْوَاسِطِيِّ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ عَبِيدَةَ ، قَالَ : جَاءَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ وَالأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ إِلَى أَبِي بَكْرٍ ، فَقَالا : يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ ، إِنَّ عِنْدَنَا أَرْضًا سَبِخَةً لَيْسَ فِيهَا كَلأٌ وَلا مَنْفَعَةٌ ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُقْطِعَنَاهَا لَعَلَّنَا نَحْرُثَهَا وَنَزْرَعُهَا ، فَلَعَلَّ اللَّهَ يَنْفَعُ بِهَا بَعْدَ الْيَوْمِ ، قَالَ : فَأَقْطَعَهُمَا إِيَّاهَا ، وَكَتَبَ لَهُمَا كِتَابًا ، وَأَشْهَدَ ، وَعُمَرُ لَيْسَ فِي الْقَوْمِ ، فَانْطَلَقَا إِلَى عُمَرَ لِيُشْهِدَاهُ ، فَوَجَدَاهُ قَائِمًا يَهْنَأُ بَعِيرًا لَهُ ، فَقَالا : إِنَّ أَبَا بَكْرٍ قَدْ أَشْهَدَكَ عَلَى مَا فِي هَذَا الْكِتَابِ ، أَفَنَقْرَأُ عَلَيْكَ ، أَوْ تَقْرَأُ ؟ قَالَ : أَنَا عَلَى الْحَالِ الَّتِي تَرِيَانِي ، فَإِنْ شِئْتُمَا فَاقْرَأَ وَإِنْ شِئْتُمَا فَانْتَظِرَا حَتَّى أَفْرُغَ فَأَقْرَأَ ، قَالا : بَلْ نَقْرَأُهُ فَقَرَأَ ، فَلَمَّا سَمِعَ مَا فِي الْكِتَابِ تَنَاوَلَهُ مِنْ أَيْدِيهِمَا ، ثُمَّ تَفَلَ فِيهِ فَمَحَاهُ ، فَتَذَمَّرَا ، وَقَالا مَقَالَةً سَيِّئَةً ، فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَأَلَّفُكُمَا وَالإِسْلامُ يَوْمَئِذٍ ذَلِيلٌ ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَعَزَّ الإِسْلامَ ، فَاذْهَبَا فَاجْهَدَا عَهْدَكُمَا ، لا أَرْعَى اللَّهُ عَلَيْكُمَا إِنْ رَعَيْتُمَا ، قَالَ : فَأَقْبَلا إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَهُمَا مُتَذَمِّرَانِ ، فَقَالا : وَاللَّهِ مَا نَدْرِي أَنْتَ الْخَلِيفَةُ أَمْ عُمَرُ ؟ فَقَالَ : بَلْ هُوَ لَوْ كَانَ شَاءَ ، فَجَاءَ عُمَرُ مُغْضَبًا حَتَّى وَقَفَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ ، فَقَالَ : أَخْبِرْنِي عَنْ هَذِهِ الأَرْضِ الَّتِي أقْطَعْتَهَا هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ ، أَرْضٌ لَكَ خَاصَّةً ، أَمْ هِيَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ عَامَّةً ؟ قَالَ : بَلْ هِيَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ عَامَّةً ، قَالَ : فَمَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ تَخُصَّ هَذَيْنِ بِهَا دُونَ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ ؟ قَالَ : اسْتَشْرَتُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ حَوْلِي ، فَأَشَارُوا عَلَيَّ بِذَلِكَ ، قَالَ : فَأَلا اسْتَشَرْتَ هَؤُلاءِ الَّذِينَ حَوْلَكَ ؟ أَكُلُّ الْمُسْلِمِينَ أَوْسَعْتَ مَشُورَةً وَرَضًى ؟ ، قَالَ : فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : قَدْ كُنْتُ قُلْتُ لَكَ : إِنَّكَ أَقْوَى عَلَى هَذَا الأَمْرِ مِنِّي ، وَلَكِنَّكَ غَلَبَتْنِي " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُمَرَ | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |
عَبِيدَةَ | عبيدة بن عمرو السلمانى / توفي في :69 | ثقة |
ابْنِ سِيرِينَ | محمد بن سيرين الأنصاري / ولد في :33 / توفي في :110 | ثقة ثبت كبير القدر لا يرى الرواية بالمعنى |
الْحَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ الْوَاسِطِيِّ | الحجاج بن دينار الأشجعي | ثقة |
الْمُحَارِبِيُّ | عبد الرحمن بن محمد المحاربي / توفي في :195 | ثقة |
هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمَذَانِيُّ | هارون بن إسحاق الهمداني / توفي في :258 | ثقة |
يَعْقُوبُ | يعقوب بن سفيان الفسوي / توفي في :277 | ثقة حافظ |