أَنْبَأَ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ , ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ , ثَنَا الْخَضِرُ بْنُ أَبَانَ الْهَاشِمِيُّ ، بِالْكُوفَةِ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَاصِمٍ ، يَقُولُ : " خَرَجْتُ مِنْ وَاسِطٍ إِلَى الْكُوفَةِ أَنَا ، وَهُشَيْمٌ لِنَلْقَى مَنْصُورًا ، فَلَمَّا خَرَجْتُ مِنْ وَاسِطٍ ، سِرْتُ فَرَاسِخَ لَقِيَنِي إِمَّا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، وَإِمَّا غَيْرُهُ , فَقُلْتُ : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ : أَسْعَى فِي دَيْنٍ عَلَيَّ ، قَالَ : فَقُلْتُ : ارْجِعْ مَعِي ، فَإِنَّ عِنْدِي أَرْبَعَةَ آلافِ دِرْهَمٍ أُعْطِيكَ مِنْهَا أَلْفَيْنِ , فَرَجَعْتُ , فَأَعْطَيْتُهُ أَلْفَيْنِ ، ثُمَّ خَرَجْتُ , فَدَخَلَ هُشَيْمٌ الْكُوفَةَ بِالْغَدَاةِ ، وَدَخَلْتُهَا بِالْعَشِيِّ ، فَذَهَبَ هُشَيْمٌ ، فَسَمِعَ مِنَ مَنْصُورٍ أَرْبَعِينَ حَدِيثًا ، وَدَخَلْتُ أَنَا الْحَمَّامَ ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ مَضَيْتُ , فَأَتَيْتُ بَابَ مَنْصُورٍ ، فَإِذَا جَنَازَةٌ ، فَقُلْتُ : مَا هَذَا قَالُوا : جَنَازَةَ مَنْصُورٍ ، فَقَعَدْتُ أَبْكِي ، فَقَالَ لِي شَيْخٌ : يَا فَتَى مَا يُبْكِيكَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : قَدِمْتُ عَلَى أَنْ أَسْمَعَ مِنْ هَذَا الشَّيْخِ ، وَقَدْ مَاتَ ، قَالَ : فَأَدُلُّكَ عَلَى مَنْ شَهِدَ عُرْسَ أُمِّ ذَا ، قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : اكْتُبْ حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ : فَجَعَلْتُ أَكْتُبُ عَنْهُ شَهْرًا ، فَقُلْتُ لَهُ : مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ ؟ قَالَ : أَنْتَ تُكْتَبُ عَنِّي مُنْذُ شَهْرٍ , لَمْ تَعْرِفْنِي , أَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَمَا كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَنْ أَلْقَى ابْنَ عَبَّاسٍ إِلا سَبْعَةَ دَرَاهِمَ أَوْ تِسْعَةَ دَرَاهِمَ ، فَكَانَ عِكْرِمَةُ يَسْمَعُ مِنْهُ , ثُمَّ يَجِيءُ فَيُحَدِّثُنِي " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |