أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَيسَى الْبَزَّازُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيُّ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الصَّبِيحُ ، وَالْمَلِيحُ ، شابان كانا يتعبدان بالشام سميا الصبيح والمليح لحسن عبادتهما ، قَالَا : جُعْنَا أَيَّامًا ، فَقُلْتُ لِصَاحِبِي ، أَوْ قَالَ لِي صَاحِبِي : " أُخْرُجْ بِنَا إِلَى الصَّحْرَاءِ لَعَلَّنَا نَرَى رَجُلًا نُعَلِّمَهُ بَعْضَ دِينَهُ ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ ، فَلَمَّا أَصْحَرْنَا اسْتَقْبَلَنَا أَسْودٌ عَلَى رَأْسِهِ حُزْمَةُ حَطَبٍ فَدَنَوْنَا مِنْهُ ، فَقُلْنَا لَهُ : يَا هَذَا ، مَنْ رَبُّكَ ؟ فَرَمَى بِالْحُزْمَةِ عَنْ رَأْسِهِ وَجَلَسَ عَلَيْهَا ، وَقَالَ : لَا تَقُولَا لِي مَنْ رَبُّكَ ، وَلَكِنْ قُولا لِي : أَيْنَ مَحَلُّ الْإِيمَانِ مِنْ قَلْبِكَ ؟ فَنَظَرْتُ إِلَى صَاحِبِي وَنَظَرَ صَاحِبِي إِلَيَّ ، ثُمَّ قَالَ : سَلَا سَلَا ، فَإِنَّ الْمُرِيدَ لَا تَنْقَطِعُ مَسَائِلُهُ . فَلَمَّا رَآنَا لَا نُحِيرُ جَوَابًا ، قَالَ : اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ لَكَ عِبَادًا كُلَّما سَأَلُوكَ أَعْطَيْتَهُمْ ، فَحَوِّلْ حُزْمَتِي هَذِهِ ذَهَبًا ، فَرَأَيْنَا قُضْبَانَ ذَهَبٍ تَلْتَمِعُ ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ لَكَ عِبَادًا الْإِخْمَالُ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنَ الشُّهْرَةِ فَرَدَّهَا حَطَبًا ، فَرَجِعَتْ وَاللَّهِ حَطَبًا ، ثُمَّ حَمَلَها عَلَى رَأْسِهِ وَمَضَى ، فَلَمْ نَجْتَرِئْ أَنْ نَتْبَعَهُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |