أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَوْنٍ : مَتَى كَانَ احْتِرَاقُ الْكَعْبَةِ ؟ قَالَ " يَوْمَ السَّبْتِ لِلَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ ، قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَنَا نَعْيُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بِتِسْعَةٍ وَعِشْرِينَ يَوْمًا ، وَجَاءَ نَعْيُهُ فِي هِلالِ شَهْرِ رَبِيعٍ الآخَرِ ، لَيْلَةَ الثُّلاثَاءِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ . قُلْتُ : وَمَا كَانَ سَبَبُ احْتِرَاقِهَا ؟ قَالَ : جَاءَنَا مَوْتُ يَزِيدَ ، تُوُفِّيَ لأَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ ، وَكَانَتْ خِلافَتُهُ ثَلاثَ سِنِينَ وَتِسْعَةَ أَشْهُرٍ ، وَالْحُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ يَوْمَئِذٍ عِنْدَنَا ، وَكَانَ احْتِرَاقُهَا بَعْدَ الصَّاعِقَةِ الَّتِي أَصَابَتْ أَهْلَ الشَّامِ بِعِشْرِينَ لَيْلَةً ، قَالَ أَبُو عَوْنٍ : مَا كَانَ احْتِرَاقُهَا إِلا مِنَّا ، وَذَلِكَ أَنَّ رَجُلا مِنَّا ، وَهُوَ مُسْلِمُ بْنُ أَبِي خَلِيفَةَ الْمَذْحِجِيُّ ، كَانَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ يُوقِدُونَ فِي خِصَاصٍ لَهُمْ حَوْلَ الْبَيْتِ ، فَأَخَذَ نَارًا فِي زُجِّ رُمْحِهِ فِي النِّفْطِ ، وَكَانَ يَوْمَ رِيحٍ ، فَطَارَتْ مِنْهَا شَرَارَةٌ ، فَاحْتَرَقَتِ الْكَعْبَةُ ، حَتَّى صَارَتْ إِلَى الْخَشَبِ ، فَقُلْنَا لَهُمْ : هَذَا عَمَلُكُمْ ، رَمَيْتُمْ بَيْتَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالنِّفْطِ وَالنَّارِ ، فَأَنْكَرُوا ذَلِكَ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |