ما جاء في دفع النبي صلى الله عليه وسلم المفتاح الى عثمان بن طلحة


تفسير

رقم الحديث : 299

وَحَدَّثَنِي جَدِّي ، وَيُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَطَّارُ - يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ فِي اللَّفْظِ ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ - قَالا : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زُرَارَةَ بْنِ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ ، عَنْ أَخِيهِ شَيْبَةَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ ، قَالَ : " حَجَّ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ ، وَهُوَ خَلِيفَةٌ ، فَاشْتَرَى دَارَ النَّدْوَةِ مِنْ أَبِي الرَّهِينِ الْعَبْدَرِيِّ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ ، فَجَاءَ شَيْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ ، فَقَالَ لَهُ : إِنَّ لِي فِيهَا حَقًّا ، وَقَدْ أَخَذْتُهَا بِالشُّفْعَةِ . فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ : فَأَحْضِرِ الْمَالَ . قَالَ : أَرُوحُ بِهِ إِلَيْكَ الْعَشِيَّةَ . وَكَانَ ذَلِكَ بَعْدَ مَا صَدَرَ النَّاسُ عَنِ الْحَجِّ ، وَقَدْ كَانَ مُعَاوِيَةُ تَهَيَّأَ لِلْخُرُوجِ إِلَى الشَّامِ ، فَصَلَّى مُعَاوِيَةُ بِالنَّاسِ الْعَصْرَ ، ثُمَّ دَخَلَ الطَّوَافَ ، فَطَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا ، وَصَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ انْصَرَفَ ، فَدَخَلَ دَارَ النَّدْوَةِ ، فَقَامَ إِلَيْهِ شَيْبَةُ حِينَ أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ الدَّارَ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَدْ أَحْضَرْتُ الْمَالَ . قَالَ : فَاثْبُتْ حَتَّى يَأْتِيَكَ رَأْيِي . فَأُجِيفَ الْبَابُ ، وَأُرْخِيَ السِّتْرُ ، وَرَكِبَ مُعَاوِيَةُ مِنَ الدَّارِ دَابَّةً ، وَخَرَجَ مِنَ الْبَابِ الآخَرِ ، وَمَضَى مُعَاوِيَةُ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَلَمْ يَزَلْ شَيْبَةُ جَالِسًا بِالْبَابِ ، حَتَّى جَاءَ الْمُؤَذِّنُ ، فَسَلَّمَ ، وَآذَنَهُ بِصَلاةِ الْمَغْرِبِ ، فَخَرَجَ وَالِي مَكَّةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَالِدِ بْنِ أَسِيدٍ ، فَقَامَ إِلَيْهِ شَيْبَةُ ، فَقَالَ : أَيْنَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : قَدْ رَاحَ إِلَى الشَّامِ . قَالَ شَيْبَةُ : وَاللَّهِ لا أُكَلِّمُهُ أَبَدًا . فَلَمَّا حَجَّ مُعَاوِيَةُ حَجَّتَهُ الثَّانِيَةَ ، بَعَثَ إِلَى شَيْبَةَ أَنْ يَفْتَحَ لَهُ الْكَعْبَةَ حَتَّى يَدْخُلَهَا ، وَيُصَلِّيَ فِيهَا . قَالَ شَيْبَةُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ : فَأَرْسَلَنِي جَدِّي بِالْمِفْتَاحِ ، وَأَنَا غُلامٌ حَدَثٌ ، وَأَبَى شَيْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ أَنْ يَفْتَحَ لَهُ الْبَابَ ، وَلَمْ يَأْتِهِ ، وَلَمْ يُسَلِّمْ عَلَيْهِ . قَالَ شَيْبَةُ بْنُ جُبَيْرٍ : فَلَمَّا رَآنِي مُعَاوِيَةُ اسْتَصْغَرَنِي ، وَقَالَ : مَنْ أَنْتَ يَا حَبِيبُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : أَنَا شَيْبَةُ بْنُ جُبَيْرٍ . قَالَ : لا بَأْسَ يَا ابْنَ أَخِي ، غَضِبَ أَبُو عُثْمَانَ شَيْبَةُ مَكَانَ شَيْبَةَ . فَفَتَحْتُ لَهُ الْكَعْبَةَ ، فَلَمَّا دَخَلَ أَجَفْتُ عَلَيْهِ الْبَابَ ، وَلَمْ يَدْخُلْ مَعَهُ الْكَعْبَةَ إِلا حَاجِبُهُ أَبُو يُوسُفَ الْحِمْيَرِيُّ ، فَبَيْنَا مُعَاوِيَةُ يَدْعُو فِي الْبَيْتِ وَيُصَلِّي ، إِذَا بِحَلْقَةِ بَابِ الْكَعْبَةِ تُحَرَّكُ تَحْرِيكًا ضَعِيفًا ، فَقَالَ لِي : يَا شَيْبَةُ ، انْظُرْ ، هَذَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، فَإِنْ كَانَ إِيَّاهُ فَأَدْخِلْهُ ، فَفَتَحْتُ الْبَابَ ، فَإِذَا هُوَ هُوَ ، فَأَدْخَلْتُهُ ، ثُمَّ حَرَّكْتُ الْحَلْقَةَ تَحْرِيكًا هُوَ أَشَدُّ مِنَ الأَوَّلِ ، فَقَالَ : انْظُرْ ، هَذَا الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، فَإِنْ كَانَ إِيَّاهُ فَأَدْخِلْهُ ، فَفَتَحْتُ ، فَإِذَا هُوَ هُوَ ، فَأَدْخَلْتُهُ ، ثُمَّ قَالَ لأَبِي يُوسُفَ الْحِمْيَرِيِّ : انْظُرْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ، فَإِنِّي رَأَيْتُهُ آنِفًا خَلْفَ الْمَقَامِ ، حَتَّى أَسْأَلَهُ : أَيْنَ صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْكَعْبَةِ ؟ فَقَامَ أَبُو يُوسُفَ الْحِمْيَرِيُّ ، فَجَاءَ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ دَخَلَهَا ؟ قَالَ : بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ الْمُقَدَّمَيْنِ ، اجْعَلْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْجَدْرِ ذِرَاعَيْنِ أَوْ ثَلاثًا ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ رُجَّ الْبَابُ رَجًّا شَدِيدًا ، وَحُرِّكَتِ الْحَلْقَةُ تَحْرِيكًا أَشَدَّ مِنَ الأُولَى ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : يا شَيْبَةُ ، انْظُرْ ، هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ ، فَإِنْ كَانَ إِيَّاهُ فَأَدْخِلْهُ ، فَنَظَرْتُ ، فَإِذَا هُوَ ، فَأَدْخَلْتُهُ ، فَأَقْبَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَهُوَ مُغْضَبٌ ، فَقَالَ : إِيهًا يَا ابْنَ أَبِي سُفْيَانَ ، تُرْسِلُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ تَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا أَعْلَمُ بِهِ مِنْكَ وَمِنْهُ ، حَسَدًا لِي وَنِفَاسَةً عَلَيَّ ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ : عَلَى رِسْلِكَ يَا أَبَا بَكْرٍ ، فَإِنَّمَا نَرْضَاكَ لِبَعْضِ دُنْيَانَا ، فَصَلَّى مَعَهُ وَخَرَجَ ، وَخَرَجْتُ مَعَهُ ، فَدَخَلَ زَمْزَمَ ، فَنَزَعَ مِنْهَا دَلْوًا فَشَرِبَ مِنْهُ ، وَصَبَّ بَاقِيَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَثِيَابِهِ ، ثُمَّ خَرَجَ ، فَمَرَّ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَلْفَ الْمَقَامِ ، فِي حَلْقَةٍ ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ مُحَدِّقًا ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : مَا نَظَرُكَ إِلَيَّ ؟ فَوَاللَّهِ لأَبِي خَيْرٌ مِنْ أَبِيكَ ، وَلأُمِّي خَيْرٌ مِنْ أُمِّكَ ، وَلأَنَا خَيْرٌ مِنْكَ ، فَلَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ ، وَمَضَى حَتَّى دَخَلَ دَارَ النَّدْوَةِ ، فَلَمَّا جَلَسَ فِي مَجْلِسِهِ ، قَالَ : عَجِّلُوا عَلَيَّ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، فَقَدْ رَأَيْتُهُ خَلْفَ الْمَقَامِ ، قَالَ : فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : مَرْحَبًا يَا ابْنَ الشَّيْخِ الصَّالِحِ ، قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ الَّذِيَ خَرَجَ مِنْكَ آنِفًا لِجَفَائِنَا بِكَ ، وَذَلِكَ لِنَأْيِ دَارِنَا عَنْ دَارِكَ ، فَارْفَعْ حَوَائِجَكَ ، فَقَالَ : عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ كَذَا ، وَأَجْرِ إِلَيَّ كَذَا ، وَأَقْطِعْنِي كَذَا ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : قَدْ قَضَيْتُ جَمِيعَ حَوَائِجِكَ ، قَالَ : وَصَلَتْكَ رَحِمٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنْ كُنْتَ لأَبَرَّنَا بِنَا ، وَأَوْصَلَنَا لَنَا " .

الرواه :

Whoops, looks like something went wrong.