حَدَّثَنِي جَدِّي ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ كَثِيرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ ، قَالَ : " لَبِثَ إِبْرَاهِيمُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَلْبَثَ ، ثُمَّ جَاءَ الثَّالِثَةَ ، فَوَجَدَ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ قَاعِدًا تَحْتَ الدَّوْحَةِ الَّتِي بِنَاحِيَةِ الْبِيرِ ، يُبْرِي نَبْلا أَوْ نِبَالا لَهُ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، وَنَزَلَ إِلَيْهِ فَقَعَدَ مَعَهُ ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ : يَا إِسْمَاعِيلُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَمَرَنِي بِأَمْرٍ ، فَقَالَ لَهُ إِسْمَاعِيلُ : فَأَطِعْ رَبَّكَ فِيمَا أَمَرَكَ ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ : يَا إِسْمَاعِيلُ ! أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ أَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا ، قَالَ لَهُ إِسْمَاعِيلُ : وَأَيْنَ ؟ يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ : " فَأَشَارَ لَهُ إِلَى أَكَمَةٍ مُرْتَفِعَةٍ عَلَى مَا حَوْلَهَا ، عَلَيْهَا رَضْرَاضٌ مِنْ حَصْبَاءَ ، تَأْتِيهَا السَّيْلُ مِنْ نَوَاحِيهَا ، وَلا يَرْكَبُهَا ، يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَقَامَا يَحْفِرَانِ عَنِ الْقَوَاعِدِ ، وَيَحْفُرَانِهَا ، وَيَقُولانِ : رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ سُمَيْعُ الدُّعَاءِ : رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ سورة البقرة آية 127 ، وَيَحْمِلُ لَهُ إِسْمَاعِيلُ الْحِجَارَةَ عَلَى رَقَبَتِهِ ، وَيَبْنِي الشَّيْخُ إِبْرَاهِيمُ ، فَلَمَّا ارْتَفَعَ الْبِنَاءُ ، وَشَقَّ عَلَى الشَّيْخِ تَنَاوُلُهُ ، قَرَّبَ لَهُ إِسْمَاعِيلُ الْحَجَرَ ، يَعْنِي الْمَقَامَ ، فَكَانَ يَقُومُ عَلَيْهِ ، وَيَبْنِي ، وَيُحَوِّلُهُ لَهُ فِي نَوَاحِي الْبَيْتِ ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى وَجْهِ الْبَيْتِ ، يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَلِذَلِكَ سُمِّيَ مَقَامَ إِبْرَاهِيمَ لِقِيَامِهِ عَلَيْهِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |