ما جاء في مقبرة مكة وفضائلها


تفسير

رقم الحديث : 993

وَأَخْبَرَنِي عَنِ وَأَخْبَرَنِي عَنِ الثِّقَةِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : " لَمَّا انْتَشَرَتْ قُرَيْشٌ بِمَكَّةَ وَكَثُرَ سَاكِنُهَا ، قَلَّتْ عَلَيْهِمُ الْمَاءُ ، وَاشْتَدَّتِ الْمُؤْنَةُ فِي الْمَاءِ ، حَفَرَتْ بِمَكَّةَ آبَارًا ، فَحَفَرَ مُرَّةُ بْنُ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ بِئْرًا يُقَالُ لَهَ زُمَّ ، وَبَلَغَنِي أَنَّ مَوْضِعَهَا عِنْدَ طَرَفِ الْمَوْقِفِ بِعُرَنَةَ ، قَرِيبًا مِنْ عَرَفَةَ " . قَالَ ابْنُ إِسْحَاقُ : وَحَفَرَ كِلابُ بْنُ مُرَّةَ بِئْرًا يُقَالُ لَهَا خُمٌّ ، كَانَتْ مَشْرَبًا لِلنَّاسِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَيُقَالُ : إِنَّهَا كَانَتْ لِبَنِي مَخْزُومٍ وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ : كَانَ قُصَيُّ بْنُ كِلابٍ حَفَرَ بِئْرًا بِمَكَّةَ لَمْ يُحْفَرْ أَوَّلُ مِنْهَا ، وَكَانَ يُقَالُ لَهَا : الْعَجُولُ ، كَانَ مَوْضِعُهَا فِي دَارِ أُمِّ هَانِي بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ بِالْحَزْوَرَةِ ، وَهِيَ الْبِيرُ الَّتِي دَفَعَ هَاشِمُ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ أَخَا بَنِي ظُوَيْلِمِ بْنِ عَمْرٍو النَّصْرِيِّ فِيهَا فَمَاتَ ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ إِذَا قَدِمُوا مَكَّةَ يَرِدُونَهَا وَيَتَرَاجَزُونَ عَلَيْهَا ، فَقَالَ قَائِلٌ فِيهَا : أُرْوَى مِنَ الْعَجُولِ ثُمَّتَ أَنْطَلِقْ إِنَّ قُصَيًّا قَدْ وَفَى وَقَدْ صَدَقْ بِالشِّبْعِ لِلْحَيِّ وَرِيِّ الْمُغْتَبِقْ وَبِئْرًا عِنْدَ الرَّدْمِ الأَعْلَى , عِنْدَ رَدْمِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي أَصْلِ الرَّدْمِ فِي أَعْلَى الْوَادِي خَلْفَ آبَارِ آلِ جَحْشِ بْنِ رِيَابٍ الأَسَدِيِّ ، الَّتِي يُقَالُ لَهَا : دَارُ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ ، يُقَالُ : إِنَّ قُصَيًّا حَفَرَهَا ، فَدَثَرَتْ ، وَإِنَّ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ نَقَلَهَا وَأَحْيَاهَا ، وَعِنْدَهَا مَسْجِدٌ يُقَالُ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِيهِ ، بَنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : وَحَفَرَ هَاشِمُ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ بَذَّرَ ، وَقَالَ حِينَ حَفَرَهَا : لأَجْعَلَنَّهَا لِلنَّاسِ بَلاغًا ، وَهِيَ الْبِئْرُ الَّتِي فِي حَقِّ الْمُقَوِّمِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فِي ظَهْرِ دَارِ طَلُوبَ مَوْلاةِ زُبَيْدَةَ فِي أَصْلِ الْمُسْتَنْذَرِ ، وَيُقَالُ إِنَّ قُصَيًّا حَفَرَهَا ، فَنَثَلَهَا أَبُو لَهَبٍ ، وَهِيَ الَّتِي تَقُولُ فِيهَا بَعْضُ بَنَاتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ : نَحْنُ حَفَرْنَا بَذَّرْ بِجَانِبِ الْمُسْتَنْذَرْ نَسْقِي الْحَجِيجَ الأَكْبَرَ وَذَكَرُوا أَيْضًا أَنَّ هَاشِمًا حَفَرَ سَجْلَةَ ، وَهِيَ الْبِئْرُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا بِئْرُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ ، دَخَلَتْ فِي دَارِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الَّتِي بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فِي أَصْلِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، الَّتِي يُقَالُ لَهَا : دَارُ الْقَوَارِيرِ ، أَدْخَلَهَا حَمَّادٌ الْبَرْبَرِيُّ حِينَ بَنَى الدَّارَ لِلرَّشِيدِ هَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَكَانَتِ الْبِئْرُ شَارِعَةً فِي الْمَسْعَى ، يُقَالُ إِنَّ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ ابْتَاعَهَا مِنْ وَلَدِ هَاشِمٍ ، وَقَالَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ : وَهَبَهَا لَهُ أَسَدُ بْنُ هَاشِمٍ حِينَ ظَهَرَتْ زَمْزَمُ ، وَيُقَالُ : وَهَبَهَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ حِينَ حَفَرَ زَمْزَمَ ، وَاسْتَغْنَى عَنْهَا لِلْمُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ ، وَأَذِنَ لَهُ أَنْ يَضَعَ حَوْضًا عِنْدَ زَمْزَمَ مِنْ أَدَمٍ يَسْقِي فِيهِ مِنْهَا ، وَيَسْقِي الْحَاجَّ وَهُوَ أَثْبَتُ الأَقَاوِيلِ عِنْدَنَا وَحَفَرَ عَبْدُ شَمْسِ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ بِئْرًا يُقَالُ لَهَا الطَّوِيُّ ، وَمَوْضِعُهَا فِي دَارِ ابْنِ يُوسُفَ بِالْبَطْحَاءِ وَحَفَرَ أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسٍ بِئْرًا يُقَالُ لَهَا الْجَفْرُ ، وَهِيَ فِي وَجْهِ الْمَسْكَنِ الَّذِي كَانَ لِبَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عِكْرِمَةَ الْمَخْزُومِيِّ بِطَرَفِ أَجْيَادٍ الْكَبِيرِ ، وَاشْتَرَى ذَلِكَ الْمَسْكَنَ يَاسِرٌ خَادِمُ زُبَيْدَةَ ، فَأَدْخَلَهُ فِي الْمُتَوَضَّأَةِ الَّتِي عَمِلَهَا عَلَى بَابِ أَجْيَادٍ الْكَبِيرِ وَكَانَتْ لِبَنِي عَبْدِ شَمْسٍ بِئْرٌ يُقَالُ لَهَا أُمُّ جِعْلانٍ ، مَوْضِعُهَا دَخَلَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَكَانَتْ لَهُمْ أَيْضًا بِئْرٌ يُقَالُ لَهَا الْعَلُوقُ بِأَعْلَى مَكَّةَ عِنْدَ دَارِ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ وَكَانَتْ لِبَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بِئْرٌ يُقَالُ لَهَا شُفَيَّةُ ، مَوْضِعُهَا فِي دَارِ أُمِّ جَعْفَرٍ ، يُقَالُ لَهَا بِئْرُ الأَسْوَدِ وَكَانَتْ لِبَنِي جُمَحٍ بِئْرٌ يُقَالُ لَهَا السَّنْبَلَةُ ، كَانَتْ لِخَلَفِ بْنِ وَهْبٍ ، فِي خَطِّ الْحِزَامِيَّةِ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ ، قُبَالَةَ دَارِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ ، يُقَالُ لَهَا الْيَوْمَ بِئْرُ أُبَيٍّ ، وَيُقَالُ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَصَقَ فِيهَا ، وَإِنَّ مَاءَهَا جَيِّدٌ مِنَ الصُّدَاعِ وَكَانَتْ عِنْدَ رَدْمِ بَنِي جُمَحٍ بِئْرٌ يُقَالُ لَهَا : أُمُّ حَرْدَانَ ، ذُكِرَ أَنَّهُ لا يُدْرَى مَنْ حَفَرَهَا ، ثُمَّ صَارَتْ لِبَنِي جُمَحٍ وَكَانَ لِبَنِي سَهْمٍ بِئْرٌ يُقَالُ لَهَا : رَمْرَمُ ، يُقَالُ : إِنَّهَا دَخَلَتْ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حِينَ وَسَّعَهُ أَبُو جَعْفَرٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي نَاحِيَةِ بَنِي سَهْمٍ وَكَانَتْ لِبَنِي سَهْمٍ أَيْضًا بِئْرٌ ، يُقَالُ لَهَا : الْغَمْرُ ، لَمْ يُذْكَرْ مَوْضِعُهَا وَقَدْ سَمِعْنَا فِي الْبِئَارِ حَدِيثًا جَامِعًا " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.