محمد بن بور بن هانئ بن محمد القرشي


تفسير

رقم الحديث : 365

أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ ، وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ ، قَالا : أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ ، بِانْتِقَاءِ عُمَرَ الْبَصْرِيِّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السَّلَمِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِيُّ ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ التَّيْمِيُّ ، عَنِ ابْنِ نُفَيْعٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بُسْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامِ بْنِ زَهْرَةَ التَّيْمِيِّ ، أَنَّ مَالِكَ بْنَ أَوْسِ بْنِ الْحَدثَانِ الْبَصْرِيَّ ، حَدَّثَهُ : أَنَّهُ كَانَ فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بَعْدَمَا انْصَرَفَ أَهْلُ الْمَغْرِبِ ، وَلَمْ يَأْتِ أَهْلُ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ ، قَالَ مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ : " وَأَنَا مُتَسَانِدٌ إِلَى جِذْعٍ مِنْ جُذُوعِ الشَّجَرِ ، مُعْتَرِضٌ فِي الْقِبْلَةِ ، وَوَجْهِي إِلَى الْقَبْرِ ، وَظَهْرِي إِلَى الْمِنْبَرِ إِذَ أَقْبَلَ رَجُلٌ ثَقِيلٌ يَدْهَسُ الْحَصَا دَهْسًا شَدِيدًا ، فَجَلَسَ إِلَى الْجِذْعِ الَّذِي أَنَا إِلَيْهِ ، وَجَلَسَ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ ، فَتَلَفَّتُّ إِلَيْهِ ، فَإِذَا هُوَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، قَالَ مَالِكُ بْنُ أَوْسٍ : فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ طَلَعَ عَلَيَّ جَمَاعَةٍ مِنَ النَّاسِ ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ ، وَتَحَلَّقُوا حَوْلَهُ ، قَالَ : فَنَظَرْتُ إِلَيْهِمْ ، فَإِذَا هُمْ قَوْمٌ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ ، فَجَلَسُوا إِلَيْهِ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُمْ عُمَرُ : حَاجَتَكُمْ ، قَالَ : فَخَطَبَ مِنْهُمْ رَجُلٌ ، فَحَمِدَ اللَّهَ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَصَلَّى عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ ذَكَرَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ مِنْ صِلَّةِ الرَّحِمِ ، وَمَا حَضَّ بِهِ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ ، وَذَكَرُوا قَرَابَتَهُمْ ، وَمَا يَجِبُ عَلَيْهِ مِنْ صِلَّتِهِمْ ، وَالإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ وَأَنَّهُ لَيْسَ فِي . . . بَطْنٍ يُعْلِمُونَهُ مِنَ الْحَاجَةِ مَا أَلَحَّ عَلَيْهِمْ حَتَّى مَا يَجْبُرُ يَتِيمَنَا ، وَلا تَكَفَّلَ أَرْمَلَتَنَا ، وَلا يَجِدُ مُحْتَاجُنَا مَا يَسْتَنْفِقُ ، وَلا مَا يَلْبَسُ ، وَلا يَجِدُ غَارِمُنَا مَا يُؤَدِّي بِهِ غُرُومَتَهُ ، وَلا أَعْزَبَنَا مَا يَتَزَوَّجُ بِهِ ، وَلا صَرُورَتَنَا مَا يَحُجُّ بِهِ ، وَنَحْنُ مِمَّنْ أَوْصَى اللَّهُ بِهِ ، وَأَوْجَبَ حَقَّهُ ، وَقَدْ أَحْبَبْنَا أَنْ تَصِلَ أَرْحَامَنَا ، وَأَنْ تَلْتَمِسَ ثَوَابَ اللَّهِ فِينَا ، ثُمَّ تَكَلَّمَ رَجُلٌ بَعْدَ آخَرَ فِي نَحْوٍ مِنْ ذَاكَ الْقَوْلِ ، قَالَ : فَبَكَى عُمَرُ حَتَّى إِنِّي لأَنْظُرُ إِلَى دُمُوعِهِ تَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ : حَسْبُكُمْ ، فَإِنَّ لَكُمْ عِنْدِي جَوَابًا ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ أَوَّلَ مَا نَسْأَلُكَ مِنَ الصِّلَةِ لَنَا اللَّيْلَةَ الصَّبْرُ لَنَا حَتَّى تَأْتِيَ عَلَى آخِرَ حَوَائِجِنَا ، فَإِنَّ لِمَنْ بَقِيَ حَاجَةً غَيْرَ حَاجَةِ مَنْ مَضَى ، فَصَمَتَ عَنْهُمْ عُمَرُ ، فَعَاتَبُوهُ بِمِثْلِ ذَلِكَ حَتَّى أَجْهَشَ بَاكِيًا وَهُوَ مُنَكَّبٌ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ : عَزَمْتُ عَلَيْكُمْ أَنْ لا يَتَكَلَّمَ أَحَدٌ مِنْكُمْ حَتَّى أُجِيبَكُمْ ، فَإِنَّ لَكُمْ عِنْدِي جَوَابًا إِلا أَنْ يَكُونَ لِمَنْ بَقِيَ حَاجَةٌ غَيْرُ الْوَجْهِ الَّذِي أَنْتُمْ فِيهِ ، قَالُوا : لا فَوَاللَّهِ مَا حَاجَتُنَا إِلا ذَلِكَ ، قَالَ : فَحَمِدَ عُمَرُ اللَّهَ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَصَلَّى عَلَى نَبِيِّهِ ثُمَّ قَالَ : قَدْ فَهِمْتُ مَا ذَكَرْتُمْ مِنْ قَرَابَتِكُمْ ، وَمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ مِنْ صِلَةِ الرَّحِمِ ، وَمَا حَضَّ عَلَيْهِ رَسُولُهُ مِنْ ذَلِكَ ، وَمَا تَعَامَلَ بِهِ الْمُسْلِمُونَ مِنْ ذَلِكَ ، وَقَدْ صَدَقْتُمْ مَا قُلْتُمْ ، وَأَنْتُمْ مِمَّنْ أُحِبُّ صِلَتَهُ ، وَأَنَا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِنْ أَيْسَرَ قَوْمِي ، فَتَغْدُونَ عَلَيَّ بِالْغَدَاةِ ، فَأَنَا قَاسِمٌ مَالِي بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَطْرَيْنِ ، الشَّطْرُ مِنْهُ لِعُمَرَ وَآلِ عُمَرَ ، وَالشَّطْرُ مِنْهُ لَكُمْ ، يَلِيهِ ذُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ ، فَيَرْفَعُ بِهِ حَاجَتَكُمْ ، وَيَضَعُهُ فِي مَوَاضِعِ الْخِلَةِ مِنْكُمْ ، فَصَمَتُوا قَلِيلا ، ثُمَّ قَالُوا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ لِمَالِكَ أَهْلا قَدْ قَصَرْتَهُ عَلَيْهِمْ هُمْ أَوْلَى بِهِ مِنَّا ، وَإِنْ نَحْنُ دَخَلْنَا عَلَيْهُمْ فِيهِ قَطَعْنَا رَحِمًا هِيَ أَقْرَبُ مِنْ أَرْحَامِنَا ، فَقَالَ لَهُمْ عُمَرُ : فَأَيْشَ تُرِيدُونَ ؟ فَقَالَ أَبُو الْجَهْمِ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّا نَفَرٌ قَلِيلٌ ، فَأَعْطِنَا مِنْ هَذَا الْمَالِ نُنْبِتُ فِيهِ كَمَا يَنْبُتُ الشَّجَرُ ، فَقَالَ عُمَرُ : لا حَيَّا اللَّهُ وُجُوهَكُمْ ، وَلا قَرَّبَ اللَّهُ دِيَارَكُمْ ، فَأَنْتُمْ قَوْمُ السُّوءِ ، تَوَسَلْتُمْ إِلَيَّ بِوُجُوهٍ مِنْ وُجُوهِ الْحَقِّ ، فَبَذَلْتُ لَكُمْ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ ، فَأَبَيْتُمْ ذَلِكَ ، وَتَعَدَيْتُمُوهُ إِلَى مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيَّ وَعَلَيْكُمْ ، فَإِنْ كَانَ مَا طَلَبْتُمْ فِي الْكِتَابِ الْمُنَزَّلِ أَوْ مِمَّا قَالَ النَّبِيُّ الْمُرْسَلِ ، أَوْ مِمَّا فَعَلَ الإِمَامُ الصَّالِحُ قَبْلِي فَعَلْتُ ذَلِكَ ، وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ أُخَالِفَ سُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَسُنَّةَ الإِمَامِ الصَّالِحِ قَبْلِي فَيُخَالَفُ فِي طَرِيقَيْهِمَا ، فَلا وَلا نَعْمَةَ عَيْنٍ ، قَالَ مَالِكُ بْنُ أَوْسٍ : فَلا وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ رِقَّةً مِنْ رَجُلٍ قَطُّ مِثْلَ رِقَّتِهِ لَهُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ، وَمَا رَأَيْتُ مِنْ غِلْظَةِ رَجُلٍ قَطُّ مِثْلِ غِلْظَتِهِ عَلَيْهِمْ آخِرِ مَرَّةٍ ، ثُمَّ كَانَ آخِرُ قَوْلِهِ أَنْ حَصَبَهُمْ بِالْحَصَا ، وَقَالَ : قُومُوا ، لا حَيَّا اللَّهُ وُجُوهَكُمْ ، قَالَ : ثُمَّ خَرَجَ يَضْرِبُ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الأُخْرَى وَيَقُصُّ عَلَى نَفْسِهِ مَا قَالُوا ، وَقَالَ لَهُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ، وَيَقُولُ عُمَرُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ : نَعَمْ وَاللَّهِ مَا قُلْتُ ، وَنَعَمْ وَاللَّهِ مَا قُلْتُ ، ثُمَّ يَقُصُّ عُمَرُ مَا قَالُوا لَهُ آخِرَ مَرَّةٍ وَقَالَ لَهُمْ ، ثُمَّ يَقُولُ : نَعَمْ وَاللَّهِ مَا قُلْتُ ، ثُمَّ خَرَجَ يُرِيدُ بَيْتَ حَفْصَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ، وَتَبِعْتُهُ وَرَاءَهُ مُسْتَخْفِيًا حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِهَا ، فَقَالَ : السَّلامُ عَلَيْكِ يَا أُمَّتَاهُ ، فَقَالَتْ : وَعَلَيْكَ يَا أَبَتَاهُ ، قَالَ : فَدَخَلَ ، وَأَظُنُّهَا لَقِيَتْهُ فِي الْحُجْرَةِ ، فَقَالَ : أَلَمْ يُعْجِبْكِ بِقَوْمِكِ قَوْمَ السُّوءِ ، جَاءُونِي فَقَالُوا لِي كَذَا وَكَذَا ، الْقَوْلُ الأَوَّلُ ، فَأَجَبْتُهُمْ بِكَذَا وَكَذَا ، فَأَبَوْا ذَلِكَ ، وَطَلَبُوا كَذَا وَكَذَا ، الْقَوْلُ الآخَرُ ، فَسَبَبْتُهُمْ وَقُلْتُ لَهُمْ كَذَا وَكَذَا ، فَقَالَتْ حَفْصَةُ : يَا أَبَتَاهُ لَيْتَكَ لَمْ تَبْلُغْ هَذَا مِنْهُمْ ، إِنْ كَانُوا لأَهْلَ حَقٍّ ، قَالَ : فَلَدَمَهَا عُمَرُ بِيَدِهِ لَدْمَةً ، قَالَ مَالِكُ بْنُ أَوْسٍ : فَسَمِعْتُ صَوْتَ اللَّدْمَةِ وَهُوَ يَقُولُ لَهَا ، وَيَسُبُّهَا وَيَقُولُ : فَعَلَى اللَّهِ تَأَلِّي لَيْسَ هَا هُنَا ، تَنْصَحِينَ قَوْمَكِ وَتَغِشِينَ أَبَاكِ ، قَالَ : ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدَهَا ، قَالَ مَالِكُ بْنُ أَوْسٍ : فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ مِنَ الْغَدِ ، فَقُلْتُ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ لِي إِلَيْكِ حَاجَةً ، قَالَتْ : فَتَكَلَّمْ بِحَاجَتِكَ ، قَالَ : فَذَكَرْتُ لَهَا مَا سَمِعْتُ مِنْ أَبِيهَا وَمِنْهَا ، قَالَتْ : أَوَ لَقَدْ سَمِعْتُ ذَلِكَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَدْ وَاللَّهِ سَمِعْتُ ، قَالَتْ حَفْصَةُ : لا وَالَّذِي بَعَثَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ بِمِثْلِ تِلْكَ الضَّرْبَةِ مِنْهُ ، وَلا مِنْ غَيْرِهِ قَطُّ ، وَلا ذَهَبْتُ إِلَى حَيْثُ ذَهَبَ أَبِي غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ، مَا أَرَدْتُ أَنْ أُقَبِّحَ قَوْلَهُ ، وَلا أَنْ أُحَسِّنَ قَوْلَهُمْ ، وَلَكِنْ قَدْ جَاءُونِي فَكَلَّمُونِي كَالَّذِي كَلَّمُوهُ ، فَأَخْبَرْتُهُمْ أَنَّ ذَاكَ أَمْرٌ لا يَسْتَقِيمُ ، فَلَمْ يَقْبَلُوا ذَاكَ مِنِّي ، فَقُلْتُ لَهُمْ : أَتُحِبُّونَ أَنْ آخُذَ لَكُمْ مِنْهُ مَوْعِدًا فِي مَجْلِسٍ تَخْلُونَ بِهِ فِيهِ ، فَقَالُوا : نَعَمْ فَجَعَلْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ ذَلِكَ الْمَوْعِدَ الَّذِي اتَّفَقُوا فِيهِ ، فَجَاءَنِي يَشْكُوهُمْ إِلَيَّ لأَنِّي كُنْتُ كَلَّمْتُهُ فِيهِمْ ، فَلَمْ أُرِدْ بِقَوْلِي ذَلِكَ تَحْسِينَ قَوْلِهِمْ ، وَلا تَقْبِيحَ قَوْلِهِ ، وَلَكِنْ كَرِهْتُ أَنْ يَبِيتَ عَلَيْهِمْ فِي صَدْرِهِ تُهْمَةٌ لَهُمْ وَاسْتِغْشَاشًا ، وَأَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ مَا أَخْطَئُوا فِيهِ مِنْ ذَلِكَ عِنْدَهُ فِي شُبْهَةٍ ، فَفَجِئَنِي مِنْهُ مَا فَجِئَنِي يَغْفِرُ اللَّهُ لَهُ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.