قول النبي صلى الله عليه وسلم


تفسير

رقم الحديث : 7

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَغَوِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ صَاحِبُ الْقُوهِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ رَحِمَهُ اللَّهُ ، يَقُولُ : " أَصْحَابُ الرَّأْي أَعْدَاءُ السُّنَّةِ " ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَلَوْ أَنَّ صَاحِبَ الرَّأْيِ الْمَذْمُومِ شَغَلَ نَفْسَهُ بِمَا يَنْفَعُهُ مِنَ الْعُلُومِ ، وَطَلَبَ سُنَنَ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَاقْتَفَى آثَارَ الْفُقَهَاءِ وَالْمُحَدِّثِينَ ، لَوَجَدَ فِي ذَلِكَ مَا يُغْنِيهِ عَمَّا سِوَاهُ ، وَاكْتَفَى بِالأَثَرِ عَنْ رَأْيِهِ الَّذِي رَآهُ ، لأَنَّ الْحَدِيثَ يَشْتَمِلُ عَلَى مَعْرِفَةِ أُصُولِ التَّوْحِيدِ ، وَبَيَانِ مَا جَاءَ مِنْ وُجُوهِ الْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ ، وِصِفَاتِ رَبِّ الْعَالَمِينَ تَعَالَى عَنْ مَقَالاتِ الْمُلْحِدِينَ وَالإِخْبَارِ ، عَنْ صِفَاتِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمَا لِلْمُتَّقِينَ وَالْفُجَّارِ ، وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي الأَرَضِينَ وَالسَّمَوَاتِ مِنْ صُنُوفِ الْعَجَائِبِ وَعَظِيمِ الآيَاتِ ، وَذِكْرِ الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ ، وَنَعْتِ الصَّافِّينَ وَالْمُسَبِّحِينَ ، وَفِي الْحَدِيثِ قَصَصُ الأَنْبِيَاءِ ، وَأَخْبَارُ الزُّهَّادِ وَالأَوْلِيَاءِ ، وَمَوَاعِظُ الْبُلَغَاءِ ، وَكَلامُ الْفُقَهَاءِ ، وَسِيَرُ مُلُوكِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ ، وَأَقَاصِيصُ الْمُتَقَدِّمِينَ مِنَ الأُمَمِ ، وَشَرْحُ مَغَازِي الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَسَرَايَاهُ وَجُمَلُ أَحْكَامِهِ وَقَضَايَاهُ ، وَخُطَبُهُ وَعِظَاتُهُ ، وَأَعْلامُهُ وَمُعْجِزَاتُهُ ، وَعِدَّةُ أَزْوَاجِهِ وَأَوْلادِهِ وَأَصْهَارِهِ وَأَصْحَابِهِ ، وَذِكْرُ فَضَائِلِهِمْ وَمَآثِرِهِمْ ، وَشَرْحُ أَخْبَارِهِمْ وَمَنَاقِبِهِمْ ، وَمَبْلَغُ أَعْمَارِهِمْ ، وَبَيَانُ أَنْسَابِهِمْ ، وَفِيهِ تَفْسِيرُ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَمَا فِيهِ مِنَ النَّبَإِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ، وَأَقَاوِيلُ الصَّحَابَةِ فِي الأَحْكَامِ الْمَحْفُوظَةِ عَنْهُمْ ، وَتَسْمِيَةُ مَنْ ذَهَبَ إِلَى قَوْلِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِنَ الأَئِمَّةِ الْخَالِفِينَ وَالْفُقَهَاءِ الْمُجْتَهِدِينَ ، وَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى أَهْلَهُ أَرْكَانَ الشَّرِيعَةِ ، وَهَدَمَ بِهِمْ كُلَّ بِدْعَةٍ شَنِيعَةٍ ، فَهُمْ أُمَنَاءُ اللَّهِ مِنْ خَلِيقَتِهِ ، وَالْوَاسِطَةُ بَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتِهِ ، وَالْمُجْتَهِدُونَ فِي حَفِظِ مِلَّتِهِ ، أَنْوَارُهُمْ زَاهِرَةٌ ، وَفَضَائِلُهُمْ سَائِرَهٌ ، وَآيَاتُهُمْ بَاهِرَةٌ ، وَمَذَاهِبُهُمْ ظَاهِرَةٌ ، وَحُجَجُهُمْ قَاهِرَةٌ ، وَكُلُّ فِئَةٍ تَتَحَيَّزُ إِلَى هَوًى تَرْجِعُ إِلَيْهِ ، أَوْ تَسْتَحْسِنُ رَأَيًا تَعْكُفُ عَلَيْهِ ، سِوَى أَصْحَابِ الْحَدِيثِ ، فَإِنَّ الْكِتَابَ عُدَّتُهُمْ ، وَالسُّنَّةُ حُجَّتُهُمْ ، وَالرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِئَتُهُمْ ، وَإِلَيْهِ نِسْبَتُهُمْ ، لا يُعَرِّجُونَ عَلَى الأَهْوَاءِ ، وَلا يَلْتَفِتُونَ إِلَى الآرَاءِ ، يُقْبَلُ مِنْهُمْ مَا رَوَوْا عَنِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُمُ الْمَأْمُونُونَ عَلَيْهِ وَالْعُدُولُ . حفَظَةُ الدِّينِ وَخَزَنَتُهُ ، وَأَوْعِيَةُ الْعِلْمِ وَحَمَلَتُهُ ، إِذَا اخْتُلِفَ فِي حَدِيثٍ ، كَانَ إِلَيْهِمُ الرُّجُوعُ ، فَمَا حَكَمُوا بِهِ ، فَهُوَ الْمَقْبُولُ الْمَسْمُوعُ ، وَمِنْهُمْ كُلُّ عَالِمٍ فَقِيهٌ ، وَإِمَامٌ رَفِيعٌ نَبِيهٌ ، وَزَاهِدٌ فِي قَبِيلَةٍ ، وَمَخْصُوصٌ بِفَضِيلَةٍ ، وَقَارِئٌ مُتْقِنٌ ، وَخَطِيبٌ مُحْسِنٌ ، وَهُمُ الْجُمْهُورُ الْعَظِيمُ ، وَسَبِيلُهُمُ السَّبِيلُ الْمُسْتَقِيمُ ، وَكُلُّ مُبْتَدَعٍ بِاعْتِقَادِهِمْ يَتَظَاهَرُ ، وَعَلَى الإِفْصَاحِ بِغَيْرِ مَذَاهِبِهِمْ لا يَتَجَاسَرُ مَنْ كَادَهُمْ خَصَمَهُ اللَّهُ ، وَمَنْ عَانَدَهُمْ خَذَلَهُ اللَّهُ ، لا يَضُرُّهُمُ مَنْ خَذَلَهُمْ ، وَلا يُفْلِحُ مَنِ اعْتَزَلَهُمُ ، الْمُحْتَاطُ لِدِينِهِ إِلَى إِرْشَادِهِمْ فَقِيرٌ ، وَبَصَرُ النَّاظِرِ بِالسُّوءِ إِلَيْهِمْ حَسِيرٌ ، وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.