أَخْبَرَنَا رِضْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدِّينَوَرِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ لالٍ بِهَمَذَانَ ، يَقُولُ سَمِعْتُ الْخَلِيلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ صَالِحٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الرَّازِيَّ ، يَقُولُ : أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ ، قَالَ : كُنَّا نَأْتِي الأَعْمَشَ ، وَكَانَ لَهُ كَلْبٌ ، يُؤْذِي أَصْحَابَ الْحَدِيثِ ، قَالَ : فَجِئْنَاهُ يَوْمًا ، وَقَدْ مَاتَ ، فَهَجَمْنَا عَلَيْهِ , فَلَمَّا رَآنَا بَكَى ، ثُمَّ قَالَ : " هَلَكَ مَنْ كَانَ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ ! " ، قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ الْحَافِظُ : وَأَخْبَارُ الأَعْمَشِ فِي هَذَا الْمَعْنَى كَثِيرَةٌ جِدًّا ، وَكَانَ مَعَ سُوءِ خُلُقِهِ ، ثِقَةٌ فِي حَدِيثِهِ ، عَدْلا فِي رِوَايَتِهِ ، ضَابِطًا لِمَا سَمِعَهُ ، مُتْقِنًا لِمَا حِفْظَهُ , فَرَحَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ ، وَتَهَافَتُوا فِي السَّمَاعِ عَلَيْهِ ، فَكَانَ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ رُبَّمَا طَلَبُوا مِنْهُ أَنْ يُحَدِّثَهُمُ ، فَيَمْتَنِعُ عَلَيْهِمْ ، وَيُلِحُّونَ فِي الطَّلَبِ ، وَيُبْرِمُونَهُ بِالْمَسْأَلَةِ ، فَيَغْضَبُ وَيَسْتَقْبِلُهُمْ بِالذَّمِّ حَتَّى إِذَا سَكَنَتْ فَوْرَتُهُ ، وَذَهَبَتْ ضَجْرَتُهُ ، أَعْقَبَ الْغَضَبَ صُلْحًا ، وَأَبْدَلَ الذَّمَّ مَدْحًا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |