ذكر شرحبيل بن سعد المدني


تفسير

رقم الحديث : 1042

أخبرنا أَبُو الْحَسَن علي بْن أيوب القمي ، حدثنا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بْن عمران بْن موسى بْن المرزبان ، أخبرنا أَبُو بكر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن دريد ، حدثنا العكلي ، حدثنا مسعود بْن بشر ، أَخْبَرَنِي أَبُو اليقطان سحيم بْن حفص ، قال : انطلق الحارث بْن عوف بْن أَبِي حارثة المري في الجاهلية حتى أتى بني فزارة ، فوقف على مجلس بني شمخ ، قال : انعموا صباحًا ، قالوا : وأنت فنعم صباحك ، ثم أقبل على نجبة بْن ربيعة بْن رياح بْن هلال بْن شمخ بْن فزارة ، فقال : يا نجبة إني آثرتك بنفسي واخترتك على قومي ، إن النعم جنب عندنا ويسر عندكم ، وإني جئت لتنكحني وتمنحني ، فنادى نجبة امرأته ، وهي في البيوت غير بعيد : يا أمامة ، فأجابته ، فقال : أعندك جارية للحارث بْن عوف ؟ قالت : وما امرأة الحارث ؟ قال : الماعزة المقروظة ، المبشرة المودمة ، قالت : عندنا امرأة من صالحي النساء ، فأقبل على الحارث ، فقال : قد أنكحتك القرصافة بنت نجبة ومنحتك ثلاثين لقوحا ليس فيها جداء ولا مصرمة ، فأحسن ولاية ما أسند إليك من أهل ومال ، ثم دعا أمة له فأقبلت تسعى كأنها في إعصار ، فقال : انطلقي فاستعيني جواري أهلك واضربي قبة الضيفان ، وافرشيها فإذا فعلت فتعالي فأعلميني ، فانطلقت فاستعانت جواري أهلها وضربت القبة ثم جاءت فأعلمته ، فقال للحارث : انهض يا أبا أسماء إلى هذه القبة ، ثم أمر بني عمه ، فقال : انطلقوا فحدثوا ضيفكم ، ثم دعا عبدًا له فحمله على فرس ، وقال : انطلق إلى النعم ، فأتنا بنافةٍ كوماء نقري منها ضيفنا ونأكل باقيها في يومنا ، فانطلق الغلام فجاء بناقة فنحرت وكشط عنها وأقبل الفتيان يتعاطون لحمها ثم أقبل على امرأة ، فقال : يا أمامة ، أني قد أنكحت الحارث بْن عوف في الموقف الذي رأيت ولا يحمل بنا أن يبيت فينا عزبًا وله امرأة وبنتك حسنة السحنة جيدة الحلة كاملة الظعينة فاصنعيها يبت بها ، فقالت : يا ويلها أنكحتها كما تنكح الأمة لم تمش فيها السفراء ولم تكلم فيها الشفعاء وتريد أن تدخلها كما تدخل الأمة ، إن للبكر جهازًا وصنعة فلذاك أنا ، فقال : إياك أن تكوني حمقاء والله لتلنها أو ليلينها غيرك فتكوني بمزجر للكلب ، قالت : فإني إليها ، فجمعت عماتها وخالاتها ، وقالت : إنه يريد أن يدخل القرصافة على زوجها ، قلن : بفيك التراب ، أنكحتموها كما تنكح الأمة وتريدون أن تدخلوها كذلك لا تطيعيه ، فقالت : اسكتن عني ، ما أنتن بمغنيات عن شر نجبة إن أنا خالفته ، فخبرن يصنعنها حتى إذا ظن أنهن قد فرغن دنا من الخدر ، فقال : يا أمامة ، ما فعلتن ؟ فقالت : قد فرغنا ، فأدخل رأسه الخدر وأقبل على ابنته ، فقال : يا قرصافة ، إني لا أدري ما أوصاك به خالاتك ، وعماتك فاحفظي وصيتي ودعي وصيتهن إني قد أنكحتك رجلًا عظيم الشرف واثن الغنى ، إن الحارث بْن عوف رجلٌ معود الكرامة فلا تدني منه فيملك ولا تراخي عنه فيعتل لك ، وكوني له أمة يكن لك عبدًا ، واعلمي أن الخير لا ينال بالشر ، وخذي نصيبك من الخير واعلمي أن أطيب الطيب وأهونه مؤنة الماء فلا تعجز عنه امرأة ذات عقل ، ثم أدخلت على زوجها . قال ابن دريد : الماعزة المقروظة : شبه المرأة بالأدم المقروظ المدبوغ بالقرظ لأنه أصلب له وأحسن وأطيب لرائحته ، والمبشرة أن فيها خشونة البشرة ولين الأدمة ، وقوله : إن النعم جنب عندنا ويسر عندكم ، يقال : بنو فلان مجنبون ، إذا قلت البان إبلهم ، وميسرون إذا كثرت ، وقوله : واثن الغنى ، الواثن الثابت من قولهم وثن بالمكان يثن وثونًا ، إذا دام به ، وقوله جداء ولا مصرمة الجداء التي لا لبن لها ، والمصرمة نحوها . وهو عامر بْن حفص الذي روى عنه المدائني .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.