حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : كَانَ الْيَهُودُ يَغْزُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَيُسْهِمُ لَهُمْ " , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَقَوْلُهُ : " وَإِنَّ يَهُودَ بَنِي عَوْفٍ أُمَّةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ " إِنَّمَا أَرَادَ نَصْرَهُمُ الْمُؤْمِنِينَ , وَمَعَاوَنَتَهُمْ إِيَّاهُمْ عَلَى عَدُوِّهِمْ بِالنَّفَقَةِ الَّتِي شَرَطَهَا عَلَيْهِمْ ، فَأَمَّا الدِّينُ فَلَيْسُوا مِنْهُ فِي شَيْءٍ , أَلا تَرَاهُ بَيْنَ ذَلِكَ , فَقَالَ : لِلْيَهُودِ دِينُهُمْ , وَلِلْمُؤْمِنِينَ دِينُهُمْ , وَقَوْلُهُ : " وَلا يُوتِغُ إِلا نَفْسَهُ " , يَقُولُ : لا يُهْلِكُ غَيْرَهَا ، يُقَالَ : قَدْ وَتَغَ الرَّجُلُ وَتَغًا ، إِذَا وَتَغَ فِي أَمْرٍ يُهْلِكُهُ ، وَقَدْ أَوْتَغَهُ غَيْرُهُ , وَإِنَّمَا كَانَ هَذَا الْكِتَابُ فِي مَا نَرَى حِدْثَانَ مَقْدَمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ قَبْلَ أَنْ يَظْهَرَ الإِسْلامُ وَيَقْوَى ، وَقَبْلَ أَنْ يُؤْمَرَ بِأَخْذِ الْجِزْيَةِ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ، وَكَانُوا ثَلاثَ فِرَقٍ : بَنُو الْقَيْنُقَاعِ ، وَالنَّضِيرِ ، وَقُرَيْظَةَ , فَأَوَّلُ فِرْقَةٍ غَدَرَتْ , وَنَقَضَتِ الْمُوَادَعَةَ بَنُو الْقَيْنُقَاعِ ، وَكَانُوا حُلَفَاءَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ، فَأَجْلاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمَدِينَةِ ، ثُمَّ بَنُو النَّضِيرِ ، ثُمَّ بَنُو قُرَيْظَةَ , فَكَانَ مِنْ إِجْلائِهِ أُولَئِكَ , وَقَتْلِهِ هَؤُلاءِ , مَا قَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي كِتَابِنَا هَذَا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
الزُّهْرِيِّ | محمد بن شهاب الزهري / ولد في :52 / توفي في :124 | الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه |
يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ | يزيد بن يزيد الأزدي / ولد في :73 / توفي في :133 | ثقة فقيه صالح |
سُفْيَانَ | سفيان الثوري | ثقة حافظ فقيه إمام حجة وربما دلس |
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ | عبد الرحمن بن مهدي العنبري / ولد في :135 / توفي في :198 | ثقة ثبت حافظ عارف بالرجال والحديث |