باب كتب العهود التي كتبها رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه لاهل الصلح


تفسير

رقم الحديث : 420

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ : أَنَّ رَجُلا مِنْ بَنِي شَيْبَانَ , أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : اكْتُبْ لِي بِابْنَةِ بَقِيلَةَ عَظِيمِ الْحِيرَةِ , فَقَالَ : " يَا فُلانُ , أَتَرْجُو أَنْ يَفْتَحَهَا اللَّهُ لَنَا ؟ " , فَقَالَ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ , لَيَفْتَحَنَّهَا اللَّهُ لَنَا ، قَالَ : فَكَتَبَ لَهُ بِهَا فِي أَدِيمٍ أَحْمَرَ , فَقَالَ : فَغَزَاهُمْ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَخَرَجَ مَعَهُ ذَلِكَ الشَّيْبَانِيُّ ، قَالَ : فَصَالَحَ أَهْلُ الْحِيرَةِ ، وَلَمْ يُقَاتِلُوا ، فَجَاءَ الشَّيْبَانِيُّ بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خَالِدٍ ، فَلَمَّا أَخَذَهُ قَبَّلَهُ ، ثُمَّ قَالَ : دُونَكَهَا , فَجَاءَ عُظَمَاءُ أَهْلِ الْحِيرَةِ ، فَقَالُوا : يَا فُلانُ ، إِنَّكَ كُنْتَ رَأَيْتَ فُلانَةَ وَهِيَ شَابَّةٌ ، وَإِنَّهَا وَاللَّهِ قَدْ كَبِرَتْ وَذَهَبَتْ عَامَّةُ مَحَاسِنَهَا ، فَبِعْنَاهَا ، فَقَالَ : وَاللَّهِ لا أَبِيعُكُمُوهَا إِلا بِحُكْمِي , فَخَافُوا أَنْ يَحْكُمَ عَلَيْهِمْ مَا لا يُطِيقُونَ ، فَقَالُوا : سَلْنَا مَا شِئْتَ ، فَقَالَ : لا وَاللَّهِ , لا أَبِيعُكُمُوهَا إِلا بِحُكْمِي ، فَلَمَّا أَبَى , قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : أَعْطُوهُ مَا احْتَكَمَ ، قَالُوا : فَاحْتَكِمْ ، قَالَ : فَإِنِّي أَسْأَلُكُمْ أَلْفَ دِرْهَمٍ , قَالَ حُمَيْدٌ , وَهُمْ أُنَاسٌ مَنَاكِيرُ ، فَقَالُوا : يَا فُلانُ ، أَيْنَ تَقَعُ أَمْوَالُنَا مِنْ أَلْفِ دِرْهَمٍ ؟ قَالَ : فَلا , وَاللَّهِ لا أَنْقُصُهَا مِنْ ذَلِكَ ، قَالَ : فَأَعْطَوْهُ أَلْفَ دِرْهَمٍ ، وَانْطَلَقُوا بِصَاحِبَتِهِمْ فَمَا رَجَعَ الشَّيْبَانِيُّ إِلَى قَوْمِهِ ، قَالُوا : مَا صَنَعْتَ ؟ قَالَ : بِعْتُهَا بِحُكْمِي ، قَالُوا : أَحْسَنْتَ ، فَمَا احْتَكَمْتَ ؟ قَالَ : أَلْفُ دِرْهَمٍ ، فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ يَسُبُّونَهُ وَيَلُومُونَهُ ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا , قَالَ : لا تَلُومُونِي ، فَوَاللَّهِ , مَا كُنْتُ أَظُنُّ عَدَدًا يُذْكَرُ أَكْثَرَ مِنْ أَلْفِ دِرْهَمٍ , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَكَانَ بَعْضُ الْمُحَدِّثِينَ , يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ ، وَيَجْعَلُ هَذَا الرَّجُلَ مِنْ طَيِّئٍ , فَأَرَى هَذِهِ قَدْ سُبِيَتْ ، وَإِنَّمَا افْتَتَحُوهُمْ صُلْحًا ، وَسُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمِينَ : " أَنْ لا سِبَاءَ عَلَى أَهْلِ الصُّلْحِ ، وَلا رِقَّ ، وَأَنَّهُمْ أَحْرَارٌ " ، فَوَجْهُ هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدِي : أَنَّهَا إِنَّمَا رَقَّتْ لِلنَّفَلِ الْمُتَقَدِّمِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلشَّيْبَانِيِّ ، فَلَمْ يَكُنْ لِذَلِكَ مَرْجِعٌ ، فَلِهَذَا أَمْضَاهَا لَهُ خَالِدٌ ، وَلَوْلا ذَلِكَ مَا حَلَّ سِبَاؤُهَا وَلا بَيْعُهَا ، أَلا تَرَى أَنَّهُ لَمْ يَسْتَرِقَّ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْحِيرَةِ غَيْرَهَا .

الرواه :

الأسم الرتبة
حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ

ثقة

السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى

ثقة

سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ

ثقة ثبت

Whoops, looks like something went wrong.