كتاب مخارج الفيء ومواضعه التي يصرف اليها ويجعل فيها


تفسير

رقم الحديث : 447

وَحَدَّثَنَا وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ , وَبَعْضُ الْحَدِيثِ عَنْ أَيُّوبَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي حَدِيثِ عُمَرَ ، " حِينَ دَخَلَ عَلَيْهِ الْعَبَّاسُ , وَعَلِيُّ يَخْتَصِمَانِ , فَذَكَرَ عُمَرُ الأَمْوَالَ , ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ : مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ سورة الحشر آية 7 ، لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ سورة الحشر آية 8 ، وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ سورة الحشر آية 9 ، وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ سورة الحشر آية 10 , قَالَ : " فَاسْتَوْعَبَتْ هَذِهِ الآيَةُ النَّاسَ ، فَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلا لَهُ حَقٌّ فِيهَا , أَوْ قَالَ : حَظٌّ , إِلا بَعْضُ مَنْ تَمْلِكُونَ مِنْ أَرِقَّائِكُمْ ، فَإِنْ عِشْتُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَيُؤْتَيَنَّ كُلُّ مُسْلِمٍ حَقَّهُ , أَوْ قَالَ : حَظَّهُ , حَتَّى يَأْتِيَ الرَّاعِيَ بِسَرْوِ حِمْيَرَ لَمْ يَعْرَقْ فِيهِ جَبِينُهُ " , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : فَهَذِهِ آيَةُ الْفَيْءِ ، فَرَأَى عُمَرُ أَنَّ الآيَةَ مُحِيطَةٌ بِالْمُسْلِمِينَ ، وَأَنَّهُ لَيْسَ مِنْهُمْ أَحَدٌ يَخْلُو مِنْ أَنْ يَكُونَ لَهُ فِيهَا نَصِيبٌ ، ثُمَّ اخْتَلَفَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ ذَلِكَ أَيْضًا ، فَقَالَ قَائِلُونَ : مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ غَنَاءٌ عَنِ الْمُسْلِمِينَ فِي جِهَادِ عَدُوٍّ ، أَوْ قِيَامٍ بِحُكْمٍ أَوِ اجْتِبَاءِ مَالٍ ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ ، مِمَّا يَرْجِعُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ نَفْعُهُ ، وَلَمْ يَكُنْ مَعَ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْفَاقَةِ وَالْمَسْكَنَةِ ، فَلا حَقَّ لَهُ فِي بَيْتِ الْمَالِ , لِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ ، قَوْلُهُ : " وَلَيْسَ لَهُمْ فِي الْغَنِيمَةِ وَالْفَيْءِ شَيْءٌ " , وَقَالَ آخَرُونَ : بَلِ الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي الْفَيْءِ كُلُّهُمْ ، لأَنَّهُمْ أَهْلُ دِينٍ وَقِبَلَةٍ ، وَهُمْ يَدٌ وَاحِدَةٌ عَلَى الأُمَمِ ، يُوَاسِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، وَيَرُدُّ أَقْصَاهُمْ عَلَى أَدْنَاهُمْ يَذْهَبُونَ فِي ذَلِكَ إِلَى كَلامِ عُمَرَ ، مَعَ احْتِجَاجِهِ بِتَأْوِيلِ الْقُرْآنِ ، فَاخْتَلَفُوا لاخْتِلافِ هَذَيْنِ الْحُكْمَيْنِ عِنْدَهُمْ : حَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَحَدِيثُ عُمَرَ ، وَكَذَلِكَ هُمَا فِي الظَّاهِرِ مُخْتَلِفَانِ , وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ مَذْهَبٌ , وَمَقَالَ ، وَالأَمْرُ عِنْدِي فِي ذَلِكَ : أَنَّ الْحُكْمَيْنِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا وَجْهٌ غَيْرُ وَجْهِ صَاحِبِهِ ، إِلا أَنَّ الَّذِيَ يَئُولُ إِلَيْهِ الأَمْرُ عِنْدِي , قَوْلُ الَّذِينَ رَأَوُا اشْتِرَاكَ الْمُسْلِمِينَ فِي الْفَيْءِ ، وَلَيْسَ هَذَا بِرَادٍّ لِلأَمْرِ الأَوَّلِ ، وَلَكِنَّهُمَا جَمِيعًا قَدْ كَانَا , وَإِنَّمَا حَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاسِخٌ , وَمَنْسُوخٌ كَالتَّنْزِيلِ ، وَلَيْسَ يَنْسَخُ سُنَّتَهُ إِلا سُنَّةٌ لَهُ أُخْرَى أَوْ تَنْزِيلٌ ، فَكَانَ مَنْعُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَنَعَ مِنَ الْغَنِيمَةِ وَالْفَيْءِ ، إِذْ تَرَكُوا الْهِجْرَةَ : هُوَ الأَصْلُ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ بَدْءُ الإِسْلامِ ، وَإِذْ كَانَتِ الْهِجْرَةُ تُفَرِّقُ بَيْنَ حُكْمِ الْمُهَاجِرِينَ , وَبَيْنَ مَنْ لَمْ يُهَاجِرْ فِي الْوَلايَةِ وَالْمَوَارِيثِ وَالْفَيْءِ نَزَلَ بِذَلِكَ الْكِتَابُ ، وَجَرَتْ بِهِ السُّنَّةُ ، فَأَمَّا السُّنَّةُ فَقَوْلُهُ : " وَلَيْسَ لَهُمْ فِي الْغَنِيمَةِ , وَالْفَيْءِ شَيْءٌ " , وَأَمَّا التَّنْزِيلُ , فَقَوْلُهُ : وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا سورة الأنفال آية 72 .

الرواه :

الأسم الرتبة
عُمَرَ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.